من هو اللاعب الذي قُتل بسبب هدف في مرماه؟

هل من المعقول أن يأتي يوم أتعرض فيه للقتل بسبب خطأ إملائي قد أرتكبه في أحد النصوص؟ أو هل من المتوقع أن أطلق الرصاص على بائع المناقيش بسبب خطأ في تحضيره منقوشة الزعتر؟ أمور غير واردة وأستبعد حصولها على الإطلاق. 

لكن هنالك مجموعة شباب قتلوا لاعب كرة قدم بسبب خطأ قد ارتكبه، وسجل هدفاً عكسياً في شباك منتخب بلاده عام 1994. إنه لاعب منتخب كولومبيا أندريس إسكوبار. فهل يعقل أن يقتل لاعب بسبب خطأ غير مقصود؟ لهذه الدرجة وصل عشق كرة القدم إلى حد فقدان العقل.

بعد خسارة كولومبيا في مونديال 1994 من الولايات المتحدة الأميركية بنتيجة 2-1، أثارت تلك الخسارة فوضى عارمة في البلاد التي أخرجت كولومبيا من منافسات كأس العالم، حينها كانت العصابات وتجار المخدرات يتحكمون بكرة القدم الكولومبية. فبعد المباراة الشهيرة وهدف إسكوبار العكسي في مرمى منتخبه طلب منه مقربون عدم الولوج إلى الأماكن العامة ويعمل على أن يتوارى عن الأنظار في هذه الفترة بسبب تجنّب العصابات التي تريد قتله.

وبعد خروج كولومبيا من البطولة بخمسة أيام، ذهب اللاعب إسكوبار برفقة أصدقائه إلى إحدى حانات المدينة ليعمل على التفسير لهم ان الخطأ غير مقصود، فقام أصدقاؤه بالانفصال عنه وتركه يكمل الجلسة بمفرده بعد سلسلة من التنمّر والشتائم كان قد تعرض لها من الكولومبيين الموجودين في الحانة. حتى الساعة الثالثة صباحاً حيث ذهب إسكوبار إلى موقف السيارات لأخذ سيارته والمغادرة حيث اعترضه 4 شبّان من عصابات البلد في تجارة المخدرات أطلقوا عليه 6 رصاصات مباشرة، يُقال أنهم مع كل طلقة كانت ترمى على إسكوبار كانوا يقولون "غول ".

وشيّع إسكوبار في كولومبيا بحضور الرئيس الكولومبي، وقبض على اثنين من مرتكبي الجريمة تبين أنهما تابعان لإحدى عصابات تجارة المخدرات والمراهنات في البلد، وأنهم راهنوا على فوز كولومبيا في المباراة.

وفي عام 2010 تحولت قصة اللاعب إسكوبار إلى عمل تلفزيوني من ثلاثين حلقة توضح علاقة كرة القدم بعصابات تجارة المخدرات تحت عنوان 

The Two Escobars.