الثلاثاء - 16 نيسان 2024

إعلان

الخطورة عندما تتحوّل المرأة عدوّة لنفسها... ماريا عليان: لا تابوات بعد اليوم

المصدر: النهار
ترايسي دعيج
الخطورة عندما تتحوّل المرأة عدوّة لنفسها... ماريا عليان: لا تابوات بعد اليوم
الخطورة عندما تتحوّل المرأة عدوّة لنفسها... ماريا عليان: لا تابوات بعد اليوم
A+ A-

برغم التطوّر الهائل وانفتاح العالم على بعضه البعض، لا تزال مجتمعات تغرق في بؤرة من التَخلّف والجهل. تغيب الجرأة ليحل مكانها الرضوخ. يسكت الصوت ويخيّم الصمت. تسيطر العادات والتقاليد البالية، كأنّها مترسّخة في الوجدان الجماعي، تأبى الحداثة أو التجديد أو مواكبة التغيرّات في المفاهيم والأحوال، فتَخضع نساء كثيرات في العالم العربي الى قوانينٍ قديمة لا تواكب العصر. تختلف هوية الضحايا، وتتعدّد الوجوه، الأسماء والأماكن. كثر هنّ النساء اللواتي يعانين، يسكتن على الجرح ويمضين، في القلب غصة وفي العين دمعة.

حقوقٌ ضائعة ومجتمعٌ ظالم يسنّ أسنانه لينقضّ على فريسته الضعيفة، متلطياً بالقوانين والعرف والتقاليد. زواجٌ مبكر، جرائم شرف، زواجٌ مدبّر، انتهاكات في ميدان العمل، تحرش، اغتصاب، كلّها أمور لا تزال تتعرّض اليها المرأة في العالم العربي، حتى اليوم. 

كنوع من إطلاق صرخة اعتراض، استطاعت منصّة "خطيرة" عرض الواقع العربي بطريقةٍ سلسة وطريفة، فوضعت الإصبع على الجرح، متحدثةً من خلال فيديوات نشرتها عبر "يوتيوب" و"انستغرام" من سلسلة "سمعتوها مني"، عن معاناة المرأة اليومية في العالم العربي. سلطت الضوء على مواضيع تعتبر "تابو" بهدف توعية النساء العربيات وتثقيفهن على حقوقهن.

بأسلوبها الساخر وكلماتها المضحكة، وصفت ماريا عليان الواقع وتطرّقت إليه من الباب العريض. انتقدت بعض أفراد المجتمع وجسدتهم، حيث لبست دور الأم المحافظة، الأب المتشدّد، صاحب العمل وغيرهم من الشخصيات الموجودة حولنا. استندت إلى الأرقام والدراسات العلمية، تناولت مواضيع عدة ومختلفة يعتبرها البعض من المحرّمات، متطرقةً إلى التحرش في العمل، العنف، زواج القاصرات، الدورة الشهرية وغيرها. 

اعتبرت ماريا في حديثها لـ"النهار" أنّ "أوّل عدو للمرأة هو المجتمع الذكوري الأبوي الذي يقمعها على مختلف الأصعدة، بسبب تعلُّق بعض قوانينه بالسلطنة العثمانية. والأخطر من ذلك عند تتحول المرأة عدوّة لنفسها، حيث تقف بوجه المرأة الأخرى مقتنعةً بأنّ هذه هي حياة التي يجب أن تحصل عليها ويصبح هدفها الوحيد إرضاء الرجل والرضوخ إليه. فبعض النساء يخفن التغيير، إذ أنّ قلب الطاولة صعب ويتطلّب جرأة".

رسائل عدة تتلقّاها منصة "خطيرة"، حيث تتشارك نساء تجربتهن الشخصية ومعاناتهن مع المجتمع، تُنشر مجهولة الهوية بهدف التوعية على الواقع والحضّ على التحرّك.

تواكب جملة "المرأة من بيت أبوها، إلى بيت زوجها إلى القبر" الفتيات العربيات لتحدّ من أحلامهن، ولكن، الطموح لا حدود له، فحان وقت كسر هذه المقولة وتليين هذه العقلية بهدف ترك كل فرد في المجتمع يعبّر عن رأيه ويحقّق ما يتمنّاه قلبه.

تتوجه ماريا إلى النساء بالقول: "لستم وحدكم، المسؤولية مشتركة والواجب مشترك للدفاع عن بعضنا البعض في ظل غياب قوانين تحمينا... أنت سيدة نفسك، جسمك لك، فكرك لك، آراؤك ومعتقداتك لك فقط، اعترفي بآرائك وناضلي لأجلها. فلا سلطة لأحد عليك!". 


الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم