الثلاثاء - 30 نيسان 2024

إعلان

تسلَّقَ جدار المستشفى لرؤيتها... كورونا يقف حاجزاً بين شاب فلسطيني ووالدته (صورة)

تسلَّقَ جدار المستشفى لرؤيتها... كورونا يقف حاجزاً بين شاب فلسطيني ووالدته (صورة)
تسلَّقَ جدار المستشفى لرؤيتها... كورونا يقف حاجزاً بين شاب فلسطيني ووالدته (صورة)
A+ A-

"إنّ أعذب ما تُحدّثُه الشفاه البشرية هو لفظة الأُمّ". هكذا قال الأديب جبران خليل جبران في كتاب "الأجنحة المتكسرة"، عندما غفا الطفل، حديث الولادة، على قلب والدته، سلمى كرامة، لحظة فارقت الحياة. هي الأمّ التي لا نوفيها حقّها مهما قلنا في وصفها. هي نعمة الله لعباده. وقد تجلّى الألم الذي يزرعه فراقها في نفس أبنائها، في صورة الشاب الفلسطيني جهاد السويطي، جاثماً أمام نافذة غرفة والدته المصابة بكورونا، في المستشفى، ليل نهار.

الوجع يعتصر فؤاده. صورته استحالت جائحة، غزت مواقع التواصل الاجتماعي. انهالت الأدعية على الأمّ وعليه، إلّا أن الفيروس كان أقوى من جسدها الضعيف، أعادها إلى الخالق الذي أراد لها هناءً، بعيداً من الأرض وأوبئتها وعثراتها. وفي مقابلة على شاشة "دي إم سي"، أكّد السويطي، ابن منطقة بيت عوا في الخليل، في الضفة الغربية، أنه واظب على زيارة والدته يومياً، مذ دخلت المستشفى، فور عودته يومياً من عمله.

زجاج يفصلهما، وفيروس يحول دون طبعه قبلة أخيرة على جبين الوالدة. "كنت أشعر أنّ المسافة بين الشباك ووالدتي توازي المسافة بين السماء والأرض". قساوة الحياة لا تضاهيها أي قساوة. تطحننا وتعتصرنا. كلّ ما يحتاجه المرء، مهما بلغت عظمته، هو حضن الأمّ... متى فُقد، فَقد الإنسان الأمان والدفء، فكم بالحريّ مَن لفظت والدته أنفاسها بعيدة عنه؟!

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم