الثلاثاء - 30 نيسان 2024

إعلان

جشع تجارٍ يتحكّم بالسوق والناس... الدولار ليس كلَّ القصة، فمَن يُحاسب؟

المصدر: "النهار"
فرح نصور
Bookmark
جشع تجارٍ يتحكّم بالسوق والناس... الدولار ليس كلَّ القصة، فمَن يُحاسب؟
جشع تجارٍ يتحكّم بالسوق والناس... الدولار ليس كلَّ القصة، فمَن يُحاسب؟
A+ A-
بعض التجار لا يشبعون، فتطفو ظاهرة الجشع على المشهد الاقتصادي الاجتماعي الدراماتيكي. يستغلّون وجع الناس والفوضى العارمة في ظلّ غياب الضوابط والقوانين، أو أقلّه في ظل عدم تطبيقها. يحتكرون ويتحكّمون بالأسعار معتبرين أنّها فرصة ذهبية لكسب الأرباح دون شفقة أو رحمة. لا يريدون أن يخسروا ليرة واحدة، بينما أكثر من مليون شخص في لبنان أصبحوا تحت خط الفقر. الأزمة على الجميع، لكنّهم لا يريدون تقاسم الخسائر ولا حتّى التكافل. يحسبون أنّ حياة الرفاهية ستدوم لهم طويلاً. في هذا التقرير نسلّط الضوء على عينة عن كيفية تعامل التجار مع لعبة الدولار، ونطرح الوضع القانوني لهذه الممارسات.في صيدلية من صيدليات بيروت الشهيرة، تقف الزبونة لتشتري مرطّباً للوجه، يقول لها الصيدلي: "اشتري الآن على هذا السعر لأنّ غداً ستُصدمين بالسعر الجديد". وفي حالة أخرى، أحبّت زبونة أن تشتري أونلاين بعض المناشف، فلفتت انتباهها صاحبة الصفحة إلى أن تستعجل بالشراء في مهلة أقصاها ساعة قبل أن يرتفع سعر الدولار". وآخر ذهب ليشتري مكنسة، وعندما جاء ليدفع ثمنها تفاجأ بأنّه ارتفع إلى 20 ألف ليرة بعد أن كانت منذ يومين بـ 16 ألفاً، وبعد أن سأل الزبون البائع عن سبب ارتفاع سعرها رغم انخفاض الدولار، ردّ البائع: "إذا لم يعجبك ذلك، فلا تشتري". هذا غيض من فيض من الحالات التي يمرّ بها اللبناني يومياً في هذه الأيام القاهرة. في الأسطر التالية نشرح كيف يتعامل التاجر مع وضع الأسعار، ولماذا.في متجرٍ من أهمّ متاجر بيع الهواتف في بيروت، وعند سؤالنا كيف يسّعرون في ظلّ عدم ثبات سعر الدولار، كان جواب مديره: "نحن نتبع سعر الصرف يومياً حيث تبقى قيمة الدولار فيه". يشرح بكلّ ثقة أنّه إذا اشتروا جهازاً على سعرٍ معيّن اليوم، وارتفع السعر في اليوم نفسه، يسعّر حسب السعر الجديد، ويزعم أنّه عندما ينخفض سعر الصرف يخفّض الأسعار، ويؤكّد على أنّ التعامل هو "يوم بيوم" لأنّ تعاملهم بالدولار. "نحن مضطرّون إلى أن نتعامل هكذا لأنّنا بحاجة إلى أن نشتري الدولار، فالسلع التي نبيعها تتطلّب أن نشتري منها فور نفادها، ولم نعد نحتفظ بكميّة كالسابق، والمخزون ليس كبيراً أيضاً، لدينا مخزون صغير، مثلاً من جهاز "Iphone" جهاز واحد"، على ما صرّح.تأمين الدولار بأي ثمن هي القاعدة المُتّبعة. عليهم تأمين الدولار بدل الدولار الذي ينفقونه لشراء البضاعة، لذا يبرّرون رفع الأسعار بهذه الحجة،...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم