السبت - 20 نيسان 2024

إعلان

حكم الخوف من الخوف... تقهره ثورة الميثاق - بقلم غسان تويني

المصدر: أرشيف"النهار"
Bookmark
حكم الخوف من الخوف... تقهره ثورة الميثاق - بقلم غسان تويني
حكم الخوف من الخوف... تقهره ثورة الميثاق - بقلم غسان تويني
A+ A-
نستعيد في #أرشيف_النهار مقالا كتبه غسان تويني بتاريخ 12 شباط 1996، حمل عنوان "حكم الخوف من الخوف... تقهره ثورة الميثاق".في باريس، تفكِّر بصفاء اكبر (هل قلناها قبلاً؟ نكرر...) ليس لك مثله في بيروت، وسط معمعة التنظيرات الرمضانية والمناظرات "المار - مارونية"! حتى القضايا اللبنانية، تراها من هنا أوضح... تراها في بُعدها الحضاري والثقافي بل التاريخي، غير مشبوهة ولا معجوقة بالاوزار الميليشيوية ولا مهندمة بالاتهامات وتبرير الاتهامات، فضلاً عن تفسير الجرائم وتغطية الفضائح و... و... تغطية العجز عن الحكم بالاسراف في الحديث عن اصلاحه واختراع، أو إيهام النفس والآخرين باختراع، مشاريع لاصلاح الحكم ينسخ واحدها الآخر في حلقات مفرغة لا نهاية لتفاهتها!    ماذا ترى للبنان من باريس؟ من باريس الاسرار ترى اولاً وقبل كل شيء وطناً مجلبباً بالخوف... بالخوف عليه، لا بالخوف منه... يا ليت! "يا ليت"، لأنه لو كان هذا الوطن لا يزال يخيف احداً، أيّ أحد، لكان ذلك دليل قوة، بل سلطة. والقوة، كالسلطة، كالسيادة، لم يعد يتمتع بها هذا الوطن. هو اذاً لا يخيف عسكرياً ولا امنياً (أين "ابو محجن" والتهديد باقتحام المخيمات؟ تبخّر الجاني، وتبخّرت العنتريات؟) كما لا يخيف ديبلوماسياً وسياسياً، ولا اقتصادياً بالطبع! من السلطة، على كل مستوى، لم تبق له الا ادوات السلطة ينفق عليها، وتتبرج في انتظار ساعة صفر لن تحل... في احسن الاحوال تناديها يساراً فتتحرك يميناً، وتحتاج اليها جنوباً فاذا بها تهرول شمالاً... آه، نسينا... هنالك التعمير. هذا وحده كان - كان، فقط! - يثير الاعجاب، انما هو ايضاً صار الخوف عليه متلازماً مع الخوف منه... لكن الخوف منه على الوطن، لا على الآخرين. والحكاية معروفة، تبدأ بشعار "انماء الحجر قبل البشر"، وتنتهي - مروراً بشروحات المديونية العامة وملاحمها و"المقامات" - تنتهي الى حكايات الاسترهان عبر الفضائح واسماء أهلها الحقيقيين واسماء ابناء الأهل الذين صارت الصحافة هنا (فكيف بمجامع الحكم والاقتصاد؟) تنشر اسماءهم والاعمار ودقائق "الالتزامات" وارقام الصفقات التي هي جزء لا يتجزأ من التسلط المعروف، اياه، على السيادة اللبنانية، والارض، وحتى على تعبيد الارض وتزفيتها وطمر الممنوع و"المسمّم" في بطونها بدل سرقة الحلال الذي كانت تكتنز!!!    هذا اولاً. وليس حديثه نادراً، ولا الكتابة عنه نادرة، ولا هي تندّر مقاهٍ وصالونات. وقد "طقّ شلش الحياء" - يقولون - فلم يعد اصحاب الاسماء ولا آباؤهم يأبهون لنشرها...    في باب...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم