تورنر يزور باريس حاملًا معه ستّين مائية وعشر زيتيات
Smaller Bigger

قرر متحف "جاكمار أندره" في باريس فتح أبوابه من جديد للزوار، تماشيا مع السياسة الرسمية الجديدة التي تسمح للمتاحف الصغيرة بمتابعة نشاطاتها بعد أكثر من شهرين على إغلاقها بسبب الحجر الصحي، بينما تظل المتاحف الكبيرة وأولها متحف "اللوفر" مغلقة. وكان متحف "جاكمار أندره" قد افتتح عشية الحجر الصحي في شهر آذار الماضي معرضا جديدا استثنائيا للفنان البريطاني وليم تورنر (1775-1851) يضم مجموعة كبيرة من أعماله التي أعارها متحف "تيت غاليري" في لندن للمتحف الباريسي.

ستون مائية وعشر لوحات زيتية تختصر مسيرة هذا الفنان المبدع الذي اشتهر برسومه للمناظر الطبيعية فكان رائدا في هذا المجال ممهّداً للانطباعية وللتجريد، بأسلوبه وتعاطيه مع قضايا الضوء واللون.

يبيّن المعرض كيف انطلق تورنر في بداياته من مفاهيم كلاسيكية وتقليدية بيّنت تأثره بأعمال الفنانين الفرنسيين الذين رسموا المشهد الطبيعي ومنهم نيكولا بوسان وكلود لوران اللذان عاشا في القرن السابع عشر، وتعرّف إلى هذه الأعمال في متحف "اللوفر" عند زيارته لباريس في العام 1802.

تمحور اهتمام تورنر حول الطبيعة مذ كان طفلا. وهو لم يكن ينظر إليها ككيان في ذاته، في الجبال الضخمة والكتل الثلجية والعواصف، بل كبيئة حاضنة ومحيط للإنسان وحياته. فالكوارث من براكين مشتعلة وحرائق وفيضانات، ما هي إلا انعكاس لجنون الانسان وضعفه، ينقلها الفنان في لوحاته بعينٍ تتفرس في الجوهر متخطيةً الواقع.

يختصر هذا القول لأحد النقّاد جوهر التجربة لدى الفنان البريطاني: "يتأمل تورنر في الطبيعة كشاعر. الغليان الكوني يسحره وهو يعبّر بكل القوة عن انفعاله بالمشهد من الحركة التي يثيرها البحر، عن مجرى الغيوم في السماء الشاسعة وعن عواصف ثلجية، حتى الضباب عنده يصبح عاملا مزوبعا".

رؤية تورنر للطبيعة خاصة وعميقة، يلتقط أسرارها بإحساسه المميز. كان عاشقا للسفر والمناطق البعيدة، خاصة الجبلية منها. زار جبال الألب حيث اكتشف زوايا مرتفعة تهبط منها انهيارات ثلجية تدمر الغابات وكتلا صخرية ضخمة.

لم يرسم تورنر الوجوه البشرية إلا في حالات استثنائية، لكن لوحاته مليئة بالوجوه المغيّبة والقريبة من طبيعة الصخر والغيوم والضباب، ما جعل لوحته صورة لتحوّلات الضوء واللون.

العلامات الدالة

الأكثر قراءة

المشرق-العربي 12/10/2025 6:25:00 AM
تحاول الولايات المتحدة تذويب الجليد في العلاقات بين إسرائيل والدول العربية من خلال "الديبلوماسية الاقتصادية"
المشرق-العربي 12/11/2025 6:15:00 AM
قذائف المزّة والعمليتان اللتان لم يفصل بينهما شهر تحمل رسائل تحذيرية إلى الشرع وحكومته، والرسالة الأبرز مفادها أن القصر الرئاسي تحت مرمى الصواريخ.
المشرق-العربي 12/11/2025 2:25:00 AM
إنّها المرة الأولى التي تتهم المنظمة "حماس" وفصائل أخرى بارتكاب جرائم ضد الانسانية.
المشرق-العربي 12/11/2025 2:10:00 PM
شدد على ضرورة منح المحافظة حكماً ذاتياً داخلياً أو نوعاً من الإدارة الذاتية ضمن سوريا كوسيلة لحماية الأقليات وحقوقها.