ولادة طفلة لأم مصابة بكورونا في مستشفى الحريري... رئيس قسم التوليد ربيع شاهين يتحدث لـ"النهار"

بين قصص كورونا التي تغلب عليها السلبية والقلق، تأتينا أحياناً قصص تبعث الأمل في النفوس وتزيدنا إيجابية لمواجهة الوباء بمعدل أقل من الخوف. قصة ولادة طفلة جميلة اليوم أتت تزين حياة عائلتها في ظل الوباء المنتشر في البلاد، ليست قصة أمل للناس عامةً فحسب، بل بشكل خاص للفريق الطبي في مستشفى رفيق الحريري الحكومي الذي يقف في الصفوف الأمامية بمواجهة المرض، وتغلُب على حياة أفراده أجواء التوتر والقلق والمرض. أما هذه الولادة لطفلة أتت نتيجة فحص كورونا الذي أجري لوالدتها قبل يوم من الولادة إيجابية، فقد زرعت بسمة على وجه كل من حولها.

لم تكن الوالدة تعاني أية أعراض تشير إلى احتمال إصابتها بالمرض الذي يتوقع أن تكون قد التقطته من زوجها العسكري في الجيش. فأجري لها الفحص في بلدتها قبل يوم من دخولها إلى المستشفى لتلد طفلتها الثالثة وأتت النتيجة صادمة. فمن الطبيعي أن تثير إصابة الحامل بفيروس كورونا قبيل يوم من ولادتها، القلق، نظراً لكل ما يحيط بالمرض من أخبار تدعو إلى القلق. لكن بحسب رئيس قسم التوليد في مستشفى رفيق الحريري الحكومي الدكتور ربيع شاهين وصلت الأم وهي لا تعاني أية أعراض تشير إلى إصابتها بالمرض رغم أن نتيجة فحصها إيجابية. فكانت حالتها جيدة وقد تم تحويلها إلى المستشفى لاعتبار أن موعد ولادتها قد حان. "تمت الولادة من دون أية مشكلة، خصوصاً أن حالة الأم كانت جيدة عندما حضرت إلى المستشفى. كما أن الجسم الطبي في مستشفى الحريري على جهوزية تامة لمثل هذه الحالات. حتى أن غرفة العمليات موجودة في القسم الخاص بكورونا للحد من الخطر وهذا ما ليس متوافراً في المستشفيات الأخرى. وقد حصل سابقاً أن أتت حالتا ولادة، وكان هناك شك باحتمال الإصابة، فتم التقيد عندها بالبروتوكول نفسه المعتمد لدينا. إلا أن هذه كانت الحالة الأولى الإيجابية، فتمت الولادة بشكل جيد والأم وطفلتها بحالة جيدة ولا تعانيان أية مشاكل". لكن شاهين يشير إلى أن ثمة حالات في خارج لبنان كانت الأم المصابة فيها بحالة جيدة عند الولادة، لكن حالتها تدهورت وزادت الأعراض لاحقاً جراء إصابتها بالفيروس، وإن كان ذلك لا يحصل حكماً مع الكل.هل يمكن أن تلتقط الطفلة العدوى؟

بشكل عام لا ينتقل المرض من الأم المصابة إلى الجنين خلال الحمل، بحسب شاهين. لكن قد يحصل ان ينتقل إليه لاحقاً بعد الولادة. مع الإشارة إلى أن الطفلة والأم وضعتا معاً في غرفة العزل وفق شروط معينة. "وضعت الأم والطفلة معاً في الغرفة وثمة مسافة مترين بينهما. حتى إنه يمكن أن ترضع الأم طفلتها على أن تضع كمامة وتلجأ إلى التعقيم. كما أنه يمكن أن يسحب الحليب الطبيعي ويعطى للطفل بالقنينة. الرضاعة ممكنة بحسب ما نشهده في باقي الدول، لكن حتى اللحظة لم يتخذ قرار بهذا الشأن".

بحسب شاهين تبدو هذه القصة بالنسبة إلى الفريق الطبي بارقة أمل وتبعث الأمل في نفوسهم لاعتبارهم في مواجهة دائمة مع المرض والتوتر. فيبدو واضحاً الأثر الإيجابي لمثل هذه الحالات التي يبدو الكل بأمسّ الحاجة إليها.