"كان حلمها أن تكمل حياتها إلى جانب والدتها"... الطفلة لين رحلت بحادث مؤسف

كانت تلهو أمام باب المنزل حين كُسر جناحاها، بعدما سقطت خزانة عليها تسببت لها بنزيف حاد لم يمهلها حتى الوصول إلى المستشفى حيّة، فلفظت آخر أنفاسها على الطريق لترحل وهي في بداية مشوارها على الأرض، وقبل تحقيق حلمها بالذهاب إلى والدتها... هي الطفلة لين عيسى ابنة بلدة كفررمان التي كتب عليها أن تغادر أحبابها بحادث مؤسف غير متوقع.

رحيل مبكر

عند حوالي الساعة الثالثة والنصف من بعد ظهر أمس، حلّت الكارثة على عائلة عيسى. ووفق ما شرح قريب الضحية المختار علي المعلم لـ"النهار": "كانت لين تلهو بخزانة كبيرة للتلفاز أعطاها والدها إلى الجيران، وضعوها أمام الباب بانتظار إدخالها عند عودتهم من العمل، وإذ بالخزانة تنقلب على لين، سمع عمها الذي كان متواجداً في المنزل صوت الارتطام، سارع ليجد الصغيرة غارقة بدمها، نقلها إلى المستشفى على أمل إنقاذها، الا انه للاسف اطبقت عينيها للابد قبل ان تصل" شارحاً" تعيش لين في منزل جدها مع شقيقها ووالدها الذي كان في السوق مع شقيقته اثناء وقوع الحادث، واذ به يُصدم عندما وصله خبر فراق ابنته المفاجئ".

حلم في مهب الموت

"كأن لين كانت تشعر بقرب الرحيل، لذلك أصرت على والدتها التي تعيش في البقاع بعد انفصالها عن زوجها أن تأتي وتصطحبها للعيش معها، يومياً كانت تتصل بها تعبر لها عن اشتياقها ورغبتها بالبقاء إلى جانبها، لكن رحلت من دون أن تحقق رغبتها"، قال المختار مضيفاً: "لا كلمات يمكنها التعبير عن حالة الأم المفجوعة بفراق وحيدتها، التي شاء القدر أن يفرّق بينهما في الحياة ومن ثم إلى الأبد، وكذلك حال الوالد الذي فقد فلذة كبده في غفلة عين". لافتاً إلى أن لين "كانت طفلة ذكية جداً، مجتهدة ومحبوبة من زملائها في متوسطة كفررمان الثانية، وقد كانت تنتظر بفارغ الصبر أن تفتح المدرسة أبوابها وتعود إلى مقاعد الدراسة في صف الثالث ابتدائي، لكن السطر الأخير من حياتها خطّ باكراً بالدم ولن يمنحها الزمن مزيداً من العمر لتحقق أحلامها".

اليوم ووريت لين في الثرى، التحفت تراب بلدتها، تاركة برحيلها درساً إلى الأهل بضرورة الانتباه إلى أولادهم من أبسط الأمور، وبأن الخطر قد يختبئ في الأشياء التي لا يتوقعونها.