الحنجرة الذهبية... وفاة الشيخ الطبلاوي نقيب قراء القرآن في مصر

أعلنت نقابة قراء ومحفظي القرآن الكريم في مصر وفاة نقيبها الشيخ محمد محمود الطبلاوي عن عمر ناهز 86 عاماً بعد صراع طويل مع المرض.

وقال المتحدث الرسمي لنقابة القراء في مصرمحمد الساعاتي إنه سيتم تشييع جثمان الشيخ الطبلاوي إلى مثواه الأخير بمقابر الأسرة بالبساتين غداً، ويقتصر الأمر على أسرته، ولن يُقام عزاء، بسبب الظروف الحالية والتدابر الوقائية لمواجهة فيروس كورونا.

وأكد الساعاتي أن وفاة الطبلاوي جاءت طبيعية ولا صحة لما تردد على الإطلاق بشأن وفاته متأثراً بفيروس كورونا، مؤكداً أن ياسر الطبلاوي نجل شقيقة الفقيد روى أن الشيخ الطبلاوي كان يتناول الإفطار مع الأسرة وسط جو كله سعادة وبهجة، حتى فاجأته أزمة اضطرتهم إلى استدعاء الطبيب المعالج الذي قام بالكشف عليه ليؤكد وفاته.

ويعد الطبلاوي أحد أعلام قراءة القرآن في مصر والوطن العربي، أُطلق عليه لقب "الحنجرة الذهبية" بسبب عذوبة صوته، كما أعلن كثيراً اعتزازه بكونه القارئ الوحيد الذي قرأ القرآن داخل الكعبة المشرفة، بأمر من الملك خالد، قبل أن يعطيه قطعة كبيرة من كسوة الكعبة.

ولد الطبلاوي في 14 تشرين الثاني بالعام 1934، في ميت عقبة بمحافظة الجيزة، حيث بدأ سريعاً حفظ القرآن الكريم، وهو ابن الرابعة من عمره، حين ألحقه والده بكتّاب القرية، ليتم حفظه في ست سنوات كاملة.

خطف الشيخ الراحل الأنظار بجمال صوته وإتقانه التلاوة، وهو ما دفع جيرانه إلى عقد حلقات من أجل الاستماع إلى ترتيله القرآن، وقبل أن يكمل الخامسة عشرة من عمره، كان قد عُرف كقارئ محترف للقرآن، يتلقى الدعوات لإحياء الليالي الدينية والمناسبات المختلفة، لينال شهرة كبيرة بعدها ويلتحق بالإذاعة المصرية كما سافر إلى أكثر من 100 دولة حول العالم.

عندما أتمّ عامه الرابع والثمانين، قرّر الطبلاوىي اعتزال القراءة بعد أكثر من 70 عاماً قضاها في خدمة القرآن، ليتفرغ بعد ذلك للعمل النقابي، من خلال توليه منصب نقيب المقرئين خلفاً للشيخ أبوالعينين شعيشع.

الغريب في الأمر أنه على مدار السنوات الماضية، عانى الطبلاوي تكرار شائعات وفاته وكان يحرص على الظهور في فيديوات مسجلة لينفي الخبر، قبل أن يتأكد رحيله مساء اليوم الثلثاء.