دولة الطائف انهارت باكراً... وسلامة ليس إدمون نعيم
21-04-2020 | 23:38
لا شك في أن دولة لبنان مسؤولة أولى عن ما يعانيه شعبه وقطاعاته الاقتصادية – المالية – النقدية – المصرفية من متاعب حالياً لا بل من مشكلات لا تبدو حلولها سهلة وقد لا تكون متوافرة أو ممكنة الآن. والكلام هنا هو عن دولة الطائف التي قامت عام 1989، إذ أن الدولة التي سبقتها أي دولة الاستقلال، رغم معاناتها السياسية السلمية التي لم تتحوّل عسكرية إلّا عام 1975 الأمر الذي أدى الى انهيارها، كانت مستقرة في حدود دنيا أو ربما متوسطة، وكان اقتصادها جيداً ووضعها النقدي – المالي – المصرفي جيداً بدوره (قيمة الدولار في حينه كانت تراوح بين ليرتين وربع وثلاث ليرات). وباستثناء أزمة مصرف انترا وكان الأكبر والأغنى والأكثر توسعاً في الخارج التي أدت الى انهياره، والتي يعيدها البعض الى أسباب سياسية، علماً أن السبب التقني لها كان عدم توافر السيولة مثل اليوم ورفض رئيس لبنان وحكومته في حينه مدّها بها، باستثناء ذلك لم يشهد لبنان أزمات مصيرية في القطاعات المشار إليها. دولة الطائف هذه كانت بحماية الدولة السورية ورعايتها، وقد قامت على أكتاف الذين صنعوا الحرب أو دُفعوا الى المشاركة فيها لأسباب سياسية – طائفية وأخرى وجودية، اقتناعاً من دمشق وحتى من رعاة اتفاق الطائف أن هؤلاء أكثر قدرة من غيرهم على صناعة السلام. طبعاً ثبت عكس ذلك، إذ صاروا مع الباقين من الطبقة السياسية القديمة حكّاماً فعليين في "دولتهم" وفي شوارعهم. ولم يحترم أحد الأنظمة والقوانين. وبدلاً من...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟
تسجيل الدخول