لا تقتصر تداعيات الازمة الاوكرانية على مواطني تلك الجمهورية السوفياتية السابقة التي تختصر الكباش الروسي الغربي الاكثر حدة منذ انتهاء الحرب الباردة وانهيار الاتحاد السوفياتي السابق.

العاصمة الاوكرانية تعيش حالاً من الترقب وسط تعاظم الخصومة للجارة موسكو، واستعدادات السلطة الجديدة في كييف لمواجهة مرحلة ما بعد انفصال شبه جزيرة القرم الاحد المقبل.
الاوضاع المتوترة في اوكرانيا انعكست على الاجانب والعرب المقيمين على اراضي ثاني اكبر جمهورية سوفياتية سابقة بعد روسيا الاتحادية، وبات الحديث عن مستقبل اوكرانيا "الطبق الرئيسي" على "مائدة" هؤلاء، والامر ينسحب على نحو 3000 لبناني فضلوا الاقامة والعمل وايضاً والتحصيل العلمي في جامعات ومعاهد اوكرانيا.
"النهار" التقت عدداً من الطلاب اللبنانيين وبعض رجال الاعمال في كييف بعد ان استوضحت من سفيرة لبنان في اوكرانيا كلود حجل دمشقية عن الاجراءات التي اتخذتها السفارة اللبنانية، وتحدثت عن سلسلة خطوات انحزتها السفارة، ومنها انه بات لدينا لوائح بأسماء الطلاب اللبنانيين وهم في غالبيتهم في مدينة خاركوف شرق البلاد، وكذلك حصل تواصل مع عدد كبير من المقيمين هنا علماً ان بعضهم لا يتواصل مع السفارة الا في حالات نادرة كطلب تجديد جواز سفر او تسجيل وثيقة وما أشبه.

"اوكرانيا ستجتاز الازمة"

وتزداد القناعة في اوساط اللبنانيين المقيمين في اوكرانيا ان ما تشهده البلاد ليس الا ازمة عابرة على الرغم من الانقسام الحاد بين سكان الشرق والغرب، وفي السياق يقول الطالب ياسر عادل خير الدين ان"الامل كبير في عودة الهدوء الى اوكرانيا وانه لا مناص امام الاوكرانيين الا التوافق فيما بينهم.
بعض خريجي جامعات كييف فضل البقاء في المدينة وبات الاخيرة موطنه الثاني ومن بين هؤلاء من نال الجنسية الاوكرانية وتولى مراكز رسمية مثل المهندس علي فياض الذي يشغل منصب مستشار في رئاسة الوزراء الاوكرانية، ويقول لـ:النهار" ان ما تشهده البلاد امرغير مسبوق ولا يمكن البناء عليه على الرغم من ضبابيته،ونستبعد اي حرب بين اوكرانيا وروسيا نظراً الى العلاقات العميقة التي تجمع الشعبين، لكن لا بد من الاعتراف بالاوضاع الاقتصادية الصعبة التي تعيشها البلاد ،لكن هناك جهود حثيثة لتخطي الازمة وعودة الحياة الى طبيعتها". اما المهندس محمد بيرم فيعتقد ان الامور ستعود الى الهدوء والاستقرار،والامر عينه يشدد عليه رامي صقر.