الثلاثاء - 16 نيسان 2024

إعلان

#ما_تستهتر كورونا مش مزحة

المصدر: "النهار"
علي عواضة
علي عواضة
#ما_تستهتر كورونا مش مزحة
#ما_تستهتر كورونا مش مزحة
A+ A-

أكثر من 116 ألف و59 مصاباً بفيروس #كورونا حول العالم، حوالى 4 آلاف و89 حالة وفاة، عزل عشرات الملايين حول العالم داخل منازلهم بسبب الفيروس المستجد، بينهم طلب من 60 مليون إيطالي الحجر المنزلي لتجنب العدوى.

إجراءات استثنائية اتخذت على وجه السرعة لتجنب انتشار المرض حول العالم، مدارس اقفلت وحركة الملاحة الجوية والبرية أغلقت مع الدول الموبوءة. مقاطع فيديو انتشرت عبر صفحات مواقع التواصل تظهر مناطق إيطالية وصينية معزولة عن العالم، تخوفاً من ارتفاع نسب الإصابة.

أما في لبنان، فالأمر مختلف تماماً، نداءات على مدار الساعة لضرورة الانتباه وتجنب الاكتظاظ، إقفال للمدارس والجامعات كخطوة احترازية لمنع انتشار الفيروس، خصوصاً أن الأطفال يمكن أن يصابوا من دون أن تظهر عليهم أعراضاً واضحة فينقلون العدوى إلى الآخرين دون أن تظهر آثار الإصابة واضحة عليهم، وهنا تكمن الخطورة الحقيقية التي يمكن أن تؤدي إلى انتشار المرض بشكل أوسع في البلاد.

ولكن هل التزم اللبنانيون بالإجراءات؟

من الواضح أن غياب الثقافة الصحية بدا واضحاً لدى الشعب اللبناني، فالصور ومقاطع الفيديو المنتشرة من دور العبادة ومنتجعات التزلج والأنهر ومنطقة وادي الحجير للتجمعات الهائلة للمواطنين، ما هي إلا دليل على الاستهتار الفاضح بحياتهم وعدم الإطلاع على مخاطر تلك التجمعات.

خلال عطلة نهاية الأسبوع خلت بيروت من السكان بكل ما للكلمة من معنى، آلاف السيارات كانت تتوجه إلى خارج العاصمة، تجمعات في المناطق الريفية كانت كفيلة لانتشار الوباء بصورة أسرع، وكأن اللبناني لم ينقصه سوى هذا الفيروس المستجد حتى تكتمل حفلة الجنون التي يعيشها.

استهتار اللبناني بحياته وصل إلى مرحلة خطيرة، فالنداءات المتواصلة لضرورة الانتباه لاقاها لبنانيون بالاستهتار، وكأن المرض فكاهة، والموت أمر طبيعي، ولكن في حال لم تكن تهتم بحياتك وغير مهتم بشأن صحتك، فأقله عليك الاهتمام بعائلتك أو محيطك.


حالة الهلع التي استدعت إقفال المدارس منذ نحو أسبوعين، لم تكن للنزهة ولا للتسوق والتجمعات المسائية كما حصل في المناطق، ولا للتحركات الجماعية، وإذا كان قرار إقفال الجامعات هدفه عدم الاختلاط، فهذا لا يعني مشاهدة كلاسيكو إسبانيا الأسبوع الماضي من داخل المقاهي، وما أكثر الصور المنتشرة لتلك الليلة على صفحات مواقع التواصل، وإذا كان قرار إقفال المدارس لمنع انتشار كورونا، فهذا لا يعني إجراء حفلات أعياد الميلاد، ولا لقضاء عطلة نهاية الأسبوع على النهر أو على الثلج، لأن الاستمرار في هذا الوضع سيضعنا أمام كارثة صحية لبنان بغنى عنها. الدولة المهترئة بالكاد تستطيع تأمين المستلزمات الطبية لمرضاها، لا ينقصها "قلة وعي" من شعب يفترض أقله حماية نفسه ومحيطه قبل رمي الاتهامات على أجهزة الدولة.

ببساطة الوعي مطلوب أولاً ولا مجال للتراخي، والتحذيرات يجب أن تسلك مجراها الطبيعي، لأن أقل واجباتنا الالتزام بالإجراءات والتوجيهات التي صدرت عن الجهات المعنية.

ولهذه المناسبة أطلقت "النهار"، حملة "#ما_تستهتر" في محاولة منها لتوعية المواطنين إلى خطورة الوضع، كون الفيروس بدأ يحصد المزيد من الضحايا، ومع تسجيل أول حالة وفاة في لبنان لمواطن قادم من مصر، أصبح الوضع أقل ما يقال عنه خطيراً، فإلى متى الاستهتار بحياتنا وحياة من حولنا؟

كما أطلقت وزارة الصحة هاشتاغاً خاصاً لتوعية المواطنين #بالوعي_نواجه_الكورونا على وسائل التواصل الاجتماعي كافة.


وبناء على توصيات منظمة الصحة العالمية، وبعد تفشي كورونا في عدد من بلدان العالم، وتفادياً لانتشار المرض والحدّ من التعرض لفيروسات الأنفلونزا وكورونا، نصحت وزارة الصحة العامة الالتزام بالإرشادات الآتية:

- غسل اليدين جيداً وباستمرار باستعمال الماء والصابون

- تجنب لمس عينيك أو فمك بأيدٍ غير مغسولة

- تغطية الفم والأنف عند السعال والعطاس باستخدام منديل ورقيّ، ثم رميه وغسل اليدين فوراً

- تجنّب التقرب من أي شخص يعاني الحمى والسعال

- تجنّب استهلاك المنتجات الحيوانية غير المطهية.

أما إذا كنت تعاني حرارة مرتفعة وسعالاً وصعوبة في التنفس، وكنت قد سافرت خلال 14 يوماً قبل ظهور المرض إلى الصين (أو أي من البلاد الأخرى التي سجلت فيها إصابات بفيروس الكورونا)، فعليك الحصول على الرعاية الطبية فوراً، والاتصال بالمركز الصحيّ أو المستشفى قبل زيارته واعلمهم عن العوارض وتاريخ سفرك.

لحماية الآخرين، اغسل يديك باستمرار، وضع كمامة طبيّة على وجهك وارتدِ الكمامة حتى عند زيارة المركز الصحيّ للعلاج.

أما الإجراءات الواجب اتباعها عند السفر إلى البلدان الموبوءة، فهي تجنب أماكن التجمعات، وفي حال ضرورة الوجود في هذه الأماكن، يجب استخدام الكمامة. وتجنب الاحتكاك بالحيوانات الحيّة والميتة في البلدان الموبوءة، أو الوجود في أسواق تداول الحيوانات، إضافة الى طهي المنتجات الحيوانية (كاللحوم والبيض) جيداً قبل الاستهلاك.

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم