الخميس - 18 نيسان 2024

إعلان

السعودية... تحولات اجتماعية ووجهة سياحية جديدة

المصدر: "النهار"
جدة- من علا بياض
السعودية...  تحولات اجتماعية ووجهة سياحية جديدة
السعودية... تحولات اجتماعية ووجهة سياحية جديدة
A+ A-

أثارت خطة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، جملة تكهنات، واعتبرها المراقبون أنها خطة جريئة، لاتخلو ابداً من المخاطرة، تتركز بسياسة "الانفتاح" في بلد مثل السعودية، عرف عنه بالتمسك الشديد في العادات والتقاليد والقيم والسياسات المحافظة.

سياسة الانفتاح هذه، لا تنحصر في مجال المال والاستثمارات،  وتتعدى ذلك الى تغيير في المجتمع السعودي، تؤثر على حياته اليومية وتفاصيلها، وبدون شك لها الكثير من الانعكاسات السياسية والاقتصادية على المملكة.

المعطيات على الارض تثبت أن ولي العهد ، نجح كثيراً في خططه، وتجاوز حد المخاطر، وهذا يعني أن المملكة خلال الاعوام المقبلة سوف تشهد تغيراً ايجابياً، يجعلها تنتزع ربما المراكز الثقافية والاعلامية والسياسية من شقيقاتها الخليجية.

في  جدة والمدينة المنورة، ومدن سعودية أخرى، اختلف المشهد كثيراً عما كان عليه عام 2014، تاريخ زيارتي السابقة للمملكة، فصارت جدة، عروس المدن، ومدينة سياحية، لا تعرف الحدود، يجد فيها الزائر الكثير من الخيارات ويشعر بالمتعة.


في أحد المقاهي.

خلال لقائي سعوديين وسعوديات من مختلف الاعمار لمست فرحة لا توصف بالتجديد  ومعدل النمو التي وصلت اليها  المملكة على المستويات كافة.  عائلات سعوديه كانت تسافر لتمضية عطلتها خارج السعودية أخبرتني أنها  صارت تستمتع بكل  أنواع الترفيه  في بلادها وبدرجه عالية  من الابداع والرقي.

وكان لي حديث خاص مع الفنانة التشيكيلية ناديا بوقري عن التطورات في السعوديه، وعلق في ذهني قولها إن "السعودية خرجت من قبرها "، والاجيال المقبلة ستعيش بذهنيه منفتحه متجددة وستنعم بكل التقدم والتحضر ، وهي فخوره بوطنها  بعدما كانت تمضياكثر ايامها خارج الوطن .

وجه جديد للمملكه السعوديه  

انجزت المملكة  قفزه نوعيه من تعيين الامير محمد بن سلمان  ولياً للعهد وتركيزه على جعل المملكه نموذجاً ناجحا ً ورائداً في العالم على الاصعدة كافة .

باكوره التقدم والتغير بدات عام 2016 عندما اطلق الأمير ما سمي بـ "رؤية 2030" التي تهدف إلى إجراء إصلاحات شامل "استعداداً لمرحلة ما بعد النفط في المملكة" .

أصبحت  السعودية واحدة من أكثر دول العالم التي تشهد حراكاً إيجابياً على صعيد تحسين بيئة الأعمال، وفتح أفق جديدة للاستثمار.

وكانت الهيئة العامة للاستثمار في السعودية، كشفت أن 267 استثماراً أجنبياً جديداً حصل على تراخيص لمزاولة العمل خلال الربع الأول من 2019 بمعدل أكثر من 4 تراخيص في اليوم، وبزيادة نسبتها 70 في المائة مقارنة بالربع الأول من عام 2018.

وهذا يشكل إشارة  إلى نجاح نشاطات جذب استثمارات أجنبية نوعية ذات قيمة عالية، وتسويق الفرص الاستثمارية على المستويين الدولي والمحلي، إضافة إلى نجاح حزمة الإصلاحات الاقتصادية التي عملت عليها المملكة، وبالتالي جدوى الإصلاحات الاقتصادية التي تعمل عليها في ضوء "رؤية  2030. "

سلسلة التغييرات  شملت مستويات مختلفة في الدولة والمجتمع

إلى ذلك،  شهدت المملكة تغييرات في الجانب العسكري، ومحاربة الفساد والهدر العام، واستحوذت المرأة على حصة كبيرة ايضاً باحتلالها مناصب متقدمة في المملكة،  كتعيين امرأة نائبة لوزير العمل مباشرة بعد فتح باب التجنيد الاختياري أمام الفتيات؟


سوق تجارية في جدة.

وكان قرار السماح  للمرأة بالقيادة قد استأثر بحيز واسع في وسائل الاعلام العربية والعالمية   في حزيران2018 ، وأيضا السفر دون ولي أمر أو محرم ، كما ألغيت   هيئة  الامر بالمعروف والنهي عن المنكر وقلصت سلطه رجال الدين مما أثار انتقادات وخاصة من المعارضين السعوديين، بعدما كان مجرد التفكير  في هذه الأمور  أمراً غير وارد.

خطة جريئة

تعتبر "رؤية 2030" خطة جريئة  لأمّة طموحة،  ومرحله تنمويه جديده  غايتها إنشاء مجتمع نابض بالحياة يستطيع فيه جميع المواطنين تحقيق أحلامهم  وآمالهم وطموحاتهم في اقتصاد وطني مزدهر، ومجتمع منفتح  تسوده الثقافه والترفيه لانها من مقومات الحياه الاساسية  وحق من الحقوق الطبيعيه التي تتمتع بها الشعوب في غالبيه العالم .

وقد بدأ العمل  لتنفيذ هذه الخطة لضخ مبلغ 64 مليار دولار في مجال الترفيه خلال السنوات العشر المقبلة، وهو مبلغ غير مسبوق في قطاع لم تكن الدولة السعودية تهتم به كثيراً ودعم جهود المناطق والمحافظات والقطاعين غير الربحي والخاص في تنظيم المهرجانات واجتذاب المستثمرين المحليين والدوليين واقامة شراكات مع أبرز مؤسسات الترفيه الدوليه والمشاريع الثقافيه متل المكتبات ومراكز الفنون والمتاحف ودور السينما ، وبناء دارٍ للأوبرا .

واكتسب قطاع  الترفيه في المملكة أهمية ، لما يمثله في التنمية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، وتوفير فرص العمل للمواطنين ومنح المدن السعودية قدرة تنافسيّة دوليّة.

السعودية وجهه سياحيه جديدة منفتحة على العالم

حرص  ولي العهد السعودي، على تغيير الصورة التقليدية النمطية للمملكة. فبعدما كان الحديث عن السياحة في السعودية،  يقتصر على الحج والعمرة والسياحة الدينية، أضاف قطاع الترفيه  الى المملكة،  صورة  معاصرة.

وأطلقت السعودية استراتيجيتها السياحية الوطنية ودشنت التأشيرة السياحية للمرة الأولى، وسيتم السماح لمواطني 49 دولة بالدخول إلى السعودية بدون تأشيرة مسبقة.

وتهدف المملكة  إلى استقبال 100 مليون زيارة سنويا بحلول 2030، في مقابل نحو 41 مليون زيارة في الوقت الراهن. وبهذا ستصبح السعودية بحلول 2030 واحدة من بين أكثر خمس دول تستقبل السياح على مستوى العالم، وبعائدات تصل إلى 10 في المائة بدلاً من 3 في المائة من  الدخل القومي الاجمالي، فيما سيصل عدد الوظائف في القطاع إلى 1.6 مليون وظيفة مقابل 600 ألف وظيفة حالياً.



وتحقيقاً لهذه الاستراتيجية ستتنافس السعودية مع الدول الأوروبية، التي تستحوذ على 54 في المئة من عوائد السياحة العالمية، تليها الدول الآسيوية بنسبة 20 في المئة، ثم الأميركيتان الشمالية والجنوبية بنسبة 16 في المئة، وقارة إفريقيا ودول الشرق الأوسط بنسبة 5 في المئة لكل منها.

وبدون شك فان المملكة ماضية نحو انفتاح مجتمعي ودولي. فالتسهيلات المقدمة للحصول على التأشيرات السياحيه، والتي لمستها من بنفسي في أوستراليا  وحصولي على التأشيرة بعد تقديمي الأوراق بعشر دقائق، باتت عاملاً  مشجعاً لزيارة المملكة. هذا عن الخدمات وحسن الاستقبال، وكرم الضيافة وسهولة جميع الخدمات  في مؤسسات الدولة، ومطاراتها. وبالفعل لمست رقياً في التعامل مع السائح وحرصاً على تمتعه بوقته وإثراء مخيلته ونقش الذكريات العطرة في قلبه، وبالتالي تشجيعه على تكرار زيارته إلى البلد المضياف.  فالسياحة هي فن الضيافة ومصداقية الخدمة وشهادة ائتمانية دائمة تمنح السائح القناعة بصرف مدخراته والاستمتاع بوقته  .

 

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم