السبت - 20 نيسان 2024

إعلان

هلع في بنت جبيل بسبب مسنّة قادمة من إيران

بتول بزي
بتول بزي
هلع في بنت جبيل بسبب مسنّة قادمة من إيران
هلع في بنت جبيل بسبب مسنّة قادمة من إيران
A+ A-

استفاق أهالي مدينة بنت جبيل، صباح السبت، على صرخة المواطنة عفاف الزين تملأ صفحات التواصل الاجتماعي. الشائعات التي أحاطت بوالدتها القادمة من إيران، على متن الطائرة التي سُجّلت فيها أول إصابة بفيروس "كورونا"، أصابتها بانهيار عصبيّ ليلاً. تبكي الزين في الفيديو المتداول بحرقة بعد حملة التجريح التي طاولت والدتها المسنّة، واتّهامها باصابتها بـ "الكورونا" وإمكان نقل الفيروس إلى سكان البلدة.

الصرخة ذاتها أعادتها الزين في اتصال مع "النهار": "أمي ليست مصابة بكورونا. أرجوكم، كفّوا ألسنتكم عنّا. أوقفوا حملة التشهير على مواقع التواصل. لدينا عائلة تخاف علينا. لِمَ لا يفكّر الناس بِما سيحلّ بعائلتي التي في الغربة عند مشاهدتهم الفيديو المنتشر عبر فايسبوك. بكفّي، عن جد بكفّي".

حالة الهلع غير المسبوقة التي سيطرت على أهالي بنت جبيل، ومعهم كلّ مواطن لبناني، قد تعود إلى ضُعف الإمكانات الطبية لمواجهة الأزمة وعدم التشدّد في الرقابة على المعابر الحدودية من الجهات المعنية، خوفاً من انتشار الفيروس بين المناطق بشكل سريع. فماذا حصل في بنت جبيل؟

بعد وصول المواطنة انصاف الحوراني (78 سنة) إلى منزلها في البلدة، الجمعة، قادمة من إيران، علت استنكارات الأهالي لدخول الحوراني البلدة، وسط مطالبات ببقائها في بيروت تحت الرقابة الصحية، خوفاً من إمكان إصابتها بـ "كورونا" ونقل الفيروس إليهم.

"الحوراني في صحة جيّدة"، وفق ما تؤكد ابنتها. تقول: "خضعت أمي لكل الفحوص اللازمة في مطار رفيق الحريري الدولي قبيل خروجها من الطائرة، ولم تسجّل أيّ أعراض تذكر للفيروس". هل تم التواصل مع وزارة الصحة؟ تجيب: "تلقيت اليوم اتصالاً من طبيبة في قسم الطب الوقائيّ في الوزارة طالبة مني التواصل معها في أي وقت، وعند أي حالة طارئة لدى الوالدة، وستكون الفرق الطبية في الوزارة جاهزة لنقلها فوراً".

تضارب المعلومات أدّى إلى تفاقم حالة الهلع وتغيّب عدد من طلاب الثانوية عن صفوفهم ، لكنّ رئيس بلدية بنت جبيل عفيف بزّي أكّد لـ"النهار" أنّهما "تعملان وتقيمان في الثانوية الرسمية منذ سنوات، وقد تمّ نقلهما إلى بيت آخر ليل أمس كتدبير وقائي". وأضاف: "تلقيتُ اتصالاً من مدير الثانوية للسؤال عن الخطوات الواجب اتّخاذها، فأكدتُ له أن لا داعي لتوقيف الدروس، وأنّ فرق البلدية أمّنت سكناً بديلاً لهما وهما الآن في منزل مستقل ضمن بنت جبيل". وأشار إلى أنّ "وزارة الصحة أكدت أنّ الحوراني خضعت للفحوص الطبية اللازمة، ومن الأفضل أن تبقى 14 يوماً لتبيان العوارض، وهي حتى الساعة بحالة جيدة ولا تعاني أيّ مشكلة".

لا يبرر بزّي هلع أهالي بنت جبيل بهذا الشكل، "خصوصا أنّ السيدة انصاف الحوراني سليمة، ومن المفترض أن تستمر الحياة في البلدة بشكل طبيعي"، مؤكداً أنّ "الطلاب حضروا إلى صفوفهم، إلّا أنّ السوشيل ميديا بات يُستخدم بأسلوب غير حضاري".

ما الإجراءات الوقائية المتّخذة من البلدية في ظلّ التخوّف من وصول الفيروس؟ يجيب بزّي بأنّ "كلّ سكان بنت جبيل القادمين من إيران أو دول أخرى مصابة يجب التزامهم بتوجيهات وزارة الصحة، لكنّنا نفتقر الى التجهيزات الطبية في مستشفى بنت جبيل الحكومي كسائر المستشفيات الأخرى، والدولة لم تقدّم تجهيزات احترازية في المنطقة".

مما لا شكّ فيه أنّ قصة السيدة انصاف الحوراني واحدة من بين قصص عشرات الحالات المماثلة التي كانت على متن الطائرة الإيرانية، وأنّ الخوف من انتشار "كورونا" يتزايد ساعة تلو الأخرى في لبنان. فالمواطن سئم وضع بلده المتعب أصلاً، في ظلّ تراجع الثقة بإمكانات الدولة في معالجة الأزمات.

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم