الثلاثاء - 23 نيسان 2024

إعلان

شيءٌ ما يحدث في الخفاء

المصدر: "النهار"
عقل العويط
عقل العويط
شيءٌ ما يحدث في الخفاء
شيءٌ ما يحدث في الخفاء
A+ A-

شيءٌ ما "شرّير"، يُدَبَّر في الخفاء، في السرّ، في العتمة، في الدهاليز، في الكواليس، تحت الطاولة، في العاصمة، في المدينة، في المناطق، في الجبال، تحت الجبال، وراء الجبال...

شيءٌ ما مُريب، يحمل على التوجّس، على التيقّظ، على الانتباه، على تفتيح العيون والبصائر...

شيءٌ ما، لا أعرف ما هو، يُبَثّ، يُشاع، يُرَوَّج له، يُحاك، يُنسَج، يُفَخِّخ، يُسمِّم، يُقلِق، يُخيف...

شيءٌ ما، لا أعرف مَن وراءه، مَن أمامه، ما هو، ولأيّ غايةٍ ومقصدٍ، ولماذا...

هو شيءٌ ما، يُنذِر بالهبوب، بالاندلاع، باللارجوع...

هو شيءٌ ما، سيفرّغ لبنان تفريغًا مأسويًّا من شابّاته وشبّانه، ولن يكون في صالح "لبنان الكبير"، ولا أيضًا في صالح المنتفضين المتمرّدين الثوّار الأحرار الأوادم العاطلين عن العمل الفقراء الجوعى المرضى التائهين...

هو شيءٌ ما، إذا ليس في صالح الدولة اللبنانيّة، ولا في صالح الناس هؤلاء خصوصًا، ولا للخير العامّ عمومًا، فلصالح مَن يكون، ولأيِّ غايةٍ ومقصد، ولماذا؟!

شيءٌ ما، لا يدعو إلى الاستبشار، إلى الطمأنينة، "يُقنعني" به الحدس الشعريّ الذي يلتقط الإشارات غير الملتقطة بالوقائع الملموسة، مفاده أنّ هذه الحكومة – بعون "سيّد نفسه" (ومَن فوقهما) - ستكون حصان طروادة هذا الـ"شيء"، قبل نزولها إلى مجلس النوّاب لعرض بيانها الوزاريّ، أثناء نزولها إلى مجلس النوّاب، بعد نزولها إلى مجلس النوّاب، ومناقشة بيانها الوزاريّ، وربّما – ربّما – بعد نيلها ثقة الأكثرية الهزيلة التي جاءت برئيسها...

شيءٌ ما، ملتبسٌ وغامضٌ للغايةٌ، وليليٌّ، يأخذ بالاستحقاقات الوطنيّة، القريبة والبعيدة، إلى مجهولٍ ما، لن يكون في صالح "لبنان الكبير"، ولا أيضًا في صالح الناس الأوادم، ولا في صالح البلاد، ولا في صالح الدستور، فكيف يكون صالحًا للمصير؟!

"يُقنعني" الحدس الشعريّ – وهو ليس كلّه من باب الحدس ولا من باب الشعر - بلزوم أنْ أوجّه الأنظار والعقول نحو هذا الـ"شيء ما"، الذي لا أعرف ما هو، ومَن وراءه، ومَن أمامه، لكنّي أستشفّ، بل أتحسّس، شيوعه في كلّ مكان، وهو – أشهد تحت نور هذا الحدس - ليس لصالح العباد، ولا البلاد.

شيءٌ ما، أكرّر، يستلزم – لا تحذير الحكومة ولا مجلس النواب ولا التحالف الحاكم (ومَن يسوسه ويرعاه) – تحذير كلّ مَن له أذنان سامعتان، والناس الأوادم، ودعوتهم إلى وعي مسؤوليّاتهم لأنّهم "أمّ البلاد".

أقول لهؤلاء، لـ"أمّ البلاد": لا ترضخوا للابتزاز. لا تستسلموا.

شيءٌ ما، يأخذنا لا أعرف إلى أين، لكنْ ليس إلى برٍّ وطنيٍّ مطمئنّ.

شيءٌ ما، يبدأ بالحكومة، بمجلس النوّاب، بالثقة، ولا يُعرَف إلى أين يمضي بـ"لبنان الكبير"، بالجمهوريّة المهيضة، بناسها الأوادم، بالأحرار المنتفضين الثوّار الأوادم العاطلين عن العمل الفقراء الجوعى المرضى التائهين...

شيءٌ ما، يأخذ الأمّ، إلى حيث لا ترضى أيّ أمٍّ بأنْ تؤخذ إليه، وبأنْ يؤخذ ابنها إليه، فكيف إذا كانت الأمّ، هي أمّ العباد، وأمّ البلاد؟!

تحذير للمصطادين في الماء العكر:

ما أقوله لا يندرج في باب بثّ الشائعات المهلعة، بهدف تخريب "السلم الوطنيّ"، أو لـ"زعزعة الاستقرار".

الكلّ يعلم أن لا سلم وطنيًا في البلاد، ولا ثمّة استقرار.

بل شيءٌ ما "شرّير" يحدث في الخفاء الغامض المريب، لا أعرف ما هو، مَن وراءه، ومَن أمامه، ولأيِّ غايةٍ ومقصدٍ، ولماذا.

فإذا كان هذا الـ"شيء ما" الذي ألفت إليه، وأحذّر منه، كفرًا، فناقل الكفر ليس بكافر.

أقول للأحرار، لـ"أمّ البلاد": لا ترضخوا للابتزاز. ولا تستسلموا للأمر الواقع. والسلام.

[email protected]

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم