لماذا أمر ترامب باغتيال سليماني؟

"أنا أمرت بتصفية الجنرال قاسم سليماني في بغداد كي أمنع اندلاع حرب… وليس لإشعال حرب."كان هذا أول تعليق أعلنه الرئيس الاميركي دونالد ترامب تعقيباً على اغتيال أقوى رجل عسكري في ايران، قائد "فيلق القدس" في "الحرس الثوري"وكان من الطبيعي أن تجري الأجهزة الأمنية في دمشق تحقيقات سرية بهدف استكشاف العنصر الذي سرّب للاميركيين خبر انتقال سليماني الى بغداد على متن طائرة صغيرة تابعة لـ"أجنحة الشام." الاحتمال الآخر الذي أثاره التحقيق وجّه الملامة الى صخب الموكب الذي رافق الى المطار أبو مهدي المهندس، نائب رئيس "الحشد الشعبي" وممثل سليماني في العراق. ويبدو أنه أراد المبالغة في تكريم الزائر الكبير، الأمر الذي أثار انتباه موظفي المطار، خصوصاً عندما انتقل معه الى حيث تحاصر الحشود السفارة الاميركية، أي الى المنطقة الخضراء. وقد منحها المفوض السامي الاميركي بول بريمر هذا الإسم كونها تضم مجمعات صدام حسين، وتقدر مساحتها بعشرة كيلومترات مربعة .وبما أن الادارة الاميركية تصنف المنطقة الخضراء حيث تقع سفارتها خطاً أحمر يهدد اختراقه الأمن القومي، لذلك أثارت محاصرتها مخاوف ترامب ووزير خارجيته مايك بومبيو. خصوصاً عندما شاهدا آلاف الشبان على شاشة التلفزيون يتدافعون لهدم البوابة الرئيسية بهدف مهاجمة المكاتب. وقد اعترف أحد معاوني ترامب، الذي كان يشاطره لعب الغولف في منتجع فلوريدا (مارالاغو)، أن الرئيس تخوف من تكرار المشهد المذل الذي تعرض له موظفو السفارة في طهران سنة ١٩٧٩. لذلك إنفعل، وأمر باستخدام الصواريخ التي أدت الى مقتل عشرة أشخاص بينهم سليماني والمهندس.ويبدو أنه لم يكن يتوقع الانتقادات والتهجمات التي شنها ضده منافسه عن الحزب الديمووقراطي جو بايدن، الذي اتهمه بالعمى السياسي وانعدام الرؤية. كذلك فعلت نانسي بيلوسي مع مجموعة من النواب الذين طالبوا الكونغرس بتجريده من صلاحيات القوة...