الإثنين - 29 نيسان 2024

إعلان

أرشيف "النهار" - هل التعليم العام المتوازن أشد صمودا من التعليم المهني؟

المصدر: أرشيف "النهار"
Bookmark
أرشيف "النهار" - هل التعليم العام المتوازن أشد صمودا من التعليم المهني؟
أرشيف "النهار" - هل التعليم العام المتوازن أشد صمودا من التعليم المهني؟
A+ A-
نستعيد في #أرشيف_النهار مقالاً كتبه مفيد أبو مراد بتاريخ 29 حزيران 1995، حمل عنوان: "هل التعليم العام المتوازن أشد صمودا من التعليم المهني؟".في بداية الستينات من القرن الذي يوشك ان ينصرم، اعتمد لبنان توجها متزايدا شطر استقلالية التعليم المهني، فربط مدير هذا التعليم ربطا مباشرا بوزير التربية، اي اعطاه بعض اختصاصات المدير العام، لكن من دون ان يثبته في الفئة الاولى من الملاك الاداري. وبعد عقد من الزمن رفع المشترع رتبة مديرية التعليم المهني والتقني الى مستوى مديرية عامة. ثم عقب عقدين آخرين، بلغ المشترع نهاية المطاف، في توجهه الاستقلالي هذا، اذ فصل التعليم المهني والتقني عن سائر التعليم والثقافة، وخصّه بوزارة مستقلة عن وزارة التربية. وبغية تعزيز التعليم المهني قامت الوزارة المختصة باصدار مناهج جديدة للبكالوريا الفنية. ولكن هاجس التشابك الافقي مع التعليم العام، فرض الاكثار من المواد العامة في الاعداد للبكالوريا الفنية. حتى بات مستحيلا انجاز هذه الشهادة في ثلاث سنوات، على غرار البكالوريا اللبنانية للتعليم الثانوي؛ فكان لا بد من اضافة سنة رابعة على برنامج الاعداد للبكالوريا الفنية. وكان قصد الممسكين بزمام الامور، في اعتمادهم هذه الترتيبات، قصدا نبيلا. لكن الناتج العملي كان وبيلا على مستوى التعليم المهني والتقني (او الفني). ذلك ان الذهنية اللبنانية، سواء في جذرها الفينيقي القديم، او في جذرها العربي الاقل قدما، ذهنية بحافية للعمل اليدوي وللاختصاصات المهنية والتقنية. لذا نرى العربي عموما، واللبناني خصوصا يبتعد عن تسجيل ذريته، ذكورا واناثا، في مسالك التعليم المهني والتقني، فلا يتوجه شطر المدرسة المهنية او المعهد التقني الاّ في احدى حالتين اضطراريتين: - حالة الفقر، وانعدام القدرة على الوفاء بالاعباء المادية لتعليم الاولاد. - ثم حالة الفشل الدراسي الذي قد يقع فيه الاولاد، فيكون اختيار التعليم المهني بالنسبة لهم اهون الشرين، اي افضل من التشرد، ومن البقاء بدون مؤهلات علمية او تعليمية! هذه العوامل الثلاثة: الذهنية، والفقر والفشل الدراسي، تفاعلت واضعفت مكانة التعليم المهني في بلادنا. ثم جاءت زيادة سنة رابعة الى فترة الاعداد للبكالوريا الفنية تنفيرا اضافيا، وسببا مستجدا للابتعاد عن التعليم المهني: اذ باتت الطريق اليه اطول واعسر! الاستنهاض ممكن؟ قبيل الحرب اللبنانية، حقق التعليم المهني والتقني في لبنان قفزة نوعية، من خلال انشاء "المدينة المهنية" في الدكوانة، والتحسين العام الذي أُدخل على هذا التعليم، في محتواه...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم