الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

الروبوتات والأفاتارات البشرية الرقمية: ما بين دمجها في الحياة العملية وأخلاقيات المهنة

المصدر: "النهار"
هديل كرنيب
هديل كرنيب
الروبوتات والأفاتارات البشرية الرقمية: ما بين دمجها في الحياة العملية وأخلاقيات المهنة
الروبوتات والأفاتارات البشرية الرقمية: ما بين دمجها في الحياة العملية وأخلاقيات المهنة
A+ A-

من صوفيا الى إريكا، وصولاً الى شخصيات الأفاتار NEON التي تعمل شركة #سامسونغ على تطويرها مؤخراً، هذه الروبوتات والأفاتارات البشرية الرقمية، والتي تتمتع بالذكاء الاصطناعي، باتت محور تركيز رئيسياً للأبحاث الآلية، حيث إن شكلها البشري الخارق يمكن أن يكون مفتاحاً لدمج هذه الشخصيات في حياتنا المستقبلية.

لا شك أن الشكل البشري الذي تتمتع به هذه الروبوتات والأفاتارات هو بمثابة الحيلة الأساسية التي تستغلها الشركات لجعلها أكثر قبولاً بين البشر، إلى جانب العمل على جعلها تتصرف بشكل أكثر إنسانية حتى يتم تقبلها في حياتنا بسهولة أكبر.

ولكن، وبالرغم من الميزات الشكلية والتقنية التي تتمتع بها، إلا أن مصدر الجدل الحالي يكمن في المخاوف المترتبة على عمل هذه الروبوتات مقابل العمالة البشرية، لا سيما وأن معظم الشركات تخطط بالفعل لتوظيف هذه الروبوتات في بعض المهن. على سبيل المثال تخطط سامسونغ في المستقبل لتوظيف الأفاتارات "نيون" في خدمات الاستشارات المالية أو الصحية، كما العمل كمقدمي برامج أو متحدثين رسميين وحتى كممثلين سينمائيين، وفي اليابان، يتم استخدام روبوتات مثل إريكا بالفعل كموظفي استقبال.

قلق من دمجها في الحياة العملية

الكثير من الناس ينظرون إلى دمج الروبوتات البشرية في الحياة العملية بقلق، إن لم يكن الخوف التام خاصة عندما يتعلق الأمر بأخلاقيات عملها واتخاذها القرارات. المحلل التقني "جاك ولد" اعتبر أن النجاح في ابتكار أفاتار بشري يعبّر عن المشاعر والتفاعلات أمر مهم، ولكن في المقابل، تبرز مخاوف حيال هذا الابتكار الجديد، إذ يقول جولد إنه سيكون هناك تداعيات كبيرة للعديد من القطاعات، فضلاً عن إمكانية استعمال الأفاتار لانتحال صفة أحد ما، أو القيام بأعمال مسيئة وغير قانونية.

من جهته، يرى عباس صيداوي وهو الشريك المؤسس لشركة Revotonix، المتخصصة في تطوير الروبوتات المتنقلة والحلول الهندسية الميكانيكية الإلكترونية، إن الذكاء الاصطناعي في تطور دائم، خاصة وأن عملية تدريب برامج الذكاء الإصطناعي باتت تتم بسرعة قياسية، فالقرار الذي كان يتطلب أسابيع بات اليوم يُتخذ في ظرف أيام معدودة، ولاحقاً قد يتخذ في ظرف ساعات أو دقائق.

إلا أن المشكلة التي يراها صيداوي في هذه الروبوتات والأفاتارات، والتي ما زالت تحول دون انضمامها إلى سوق العمل وإلى إمكانية تفاعلها مع البشر أو حتى الحلول مكانهم في الوظائف، هو افتقادها إلى عنصري ذكاء آخرين وهما الذكاء الاجتماعي والعاطفي ( Social and Emotional Inelleigence) .

وبحسب صيداوي، هناك اليوم توجه من قبل الباحثين في العالم إلى تطوير الخوارزميات التي تعمل على هاتين الخاصيتين، وقد بدأنا نشاهد بعض منها (كأفاتارات سامسونغ)، ولكن المرحلة لا تزال في بدايتها، وحتى يتم إدخالها في حياة البشر اليومية، لا بد من حصول نقطة تحوّل في هذا الشأن.

المشاعر والأخلاقيات

ولتبسيط العملية أكثر، أعطى صيداوي مثالاُ عن إمكانية توظيف روبوت مكان موظف بنك يريد إعطاء أحد العملاء قرضاً، في حالة الموظف البشري تتطلب العملية بعض الوقت (قد تمتد لأيام أو أسابيع) نظراً للأسئلة والأجوبة وإرسال الملف لدراسته ودراسة خلفيات العميل حتى تتم الموافقة عليه. في حين أن الذكاء الاصطناعي (الذي قد يتمثل بأفاتار وليس بالضرورة بروبوت ذي هيئة شكلية) يستطيع اتخاذ القرار في اللحظة عينها كونه قادراً على تحليل جميع المعلومات والرجوع إلى كافة التفاصيل بطريقة أسرع من الإنسان، وهذا ما يُعد ممتازاً كونه يسهل حياة الأشخاص.

ولكن ماذا عن أخلاقيات المهنة والتعامل؟ في الحقيقة تكمن الإشكالية هنا! كم نحن مستعدون للسماح للروبوتات بالتدخل في القرارات وإلى أي حد؟ الروبوت يتقيد بقراراته طبقاً لقوانين معينة، ولكن ألا يُعقل أن تبرز حالات استثانئية أحياناً؟ الإنسان يستطيع أن يخرق بعض القوانين واتخاذ قرارات استثنائية طبقاً لعواطفه أو الحالات الاجتماعية التي قد تواجهه، ولكن الروبوت لا عاطفة له.

إذا أردنا توظيف الروبوتات أو الاعتماد عليها إلى أي حد نستطيع أن نتيح لها حرية التقيد بالقوانين؟ وهل نحن قادرون على منحها إياها فعلاً!

الجدل العالمي الذي يدور حالياً بين الباحثين والشركات الكبرى، يتمحور حول أتمتة الوظائف أو أتمتة المهمات، الروبوتات قادرة على تحليل البيانات واتخاذ القرارات المناسبة طبقاً لذلك، ولكن القرار النهائي هل يعود للإنسان أو للروبوت، ومن سيتحمل مسؤولية القرار وبناء على ماذا؟ فلننتظر ما الذي سيحمله لنا العلم المقبل!


الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم