بعد سنوات على رحيل شقيقته بحادث سير... الموت على الطرق يخطف خضر العمري

أبت سنة 2019 أن تطوي فصلها الأخير من دون أن تخطف مزيداً من الضحايا على طرق لبنان. فقبل يوم من نهايتها فُجعت عائلة العمري بخطف ابنها خضر من وسطها في حادث سير مروّع على طريق القصر الجمهوري، ليرحل العريس وأب طفل في غفلة، تاركاً ألماً وحسرة في قلب كل من عرفه.

انقلاب قاتل

"يوم الاثنين الماضي استيقظ خضر ابن بيروت وسكان برج البراجنة. ودّع زوجته وتوجه إلى عمله في إحدى الشركات. لكن هذه المرة لم يتمكن من الوصول بعد انقلاب سيارة من مقلب إلى آخر واصطدامها بسيارته"، وفق ما قال قريبه لـ"النهار"، قبل أن يضيف: "لفظ ابن الثلاثين عاماً آخر أنفاسه على الفور، كما جرح في الحادث خمسة أشخاص"، لافتاً إلى أن "سيدة كانت تقود المركبة التي انقلبت وما زالت موقوفة لدى القوى الأمنية التي فتحت تحقيقاً بالحادث".

طعنة الموت

"التحق خضر بشقيقته إيمان التي فارقت الحياة قبل 10 سنوات بحادث سير على طريق جدرا"، قال المصدر مضيفاً: "في ذلك اليوم كانت إيمان متوجهة مع زوجها وولديها إلى بيروت حين وقع حادث سير أنهى حياتها على الفور، ليتكرر المشهد المأسوي مع خضر. لا كلمات يمكنها التعبير عن حال والديه اللذين تلقّيا الخبر المفجع بصدمة وذهول، إذ كيف لهما أن يصدّقا أن طرق لبنان تخطف منهما فلذتي كبدهما في لحظات، فما كاد الجرح الأول يندمل حتى طُعنا بموت من ربّياه لسنوات حلما بمستقبل زاهر له ولعائلته، وإذ بكل شيء ينتهي بحادث سير".

رحل الشاب الهادئ، العصامي والبار بوالديه، الذي كرّس حياته من أجل تأمين حياة كريمة لعائلته، ولفت المصدر إلى أنه "كان من خيرة الناس، رحيله خسارة لكل من عرفه، نتمنى من الله أن يرحمه وأن يلهمنا الصبر والسلوان على فراقه".