اشترِك في نشرتنا الإخبارية
القلب عضو مهم في جسم الانسان، إن توقفت دقاته فارق الحياة، القلب لا يعرف التفكير السليم ولا المنطق السوي، لا يعرف سوى مشاعر صادقة لا تكذب ولا تزيِّف.
لقد خالطتُ بعضاً من الطبقات والأجناس والأنواع، وعشتُ بعضاً من الظروف، فلم أتعلم كيف أبعد قلبي جانباً، فهو داخل جوف ينبض، لم أعرف كيف يكون الكره والحقد، لم يعرف قلبي سوى الطيبة والتسامح واللين.
عندما ينجرح قلبي أجد دموعي تنهمر بكاءً، وعندما يفرح قلبي يرقص جسدي تفاؤلاً، وعندما يحزن قلبي يسرع عقلي ليقدّم مواساة صادقة.
عشت مع بعض من الأصدقاء والأحباء والأقارب والأهل، أردت أن أبقى معهم مدى العمر، وكنت متسارعة إلى الإخلاص في التعامل، لكن كنت أضعف أمام دموع أو طلب أو رجاء، فقلبي رقيق جداً، ولهذا بدأت أشعر بدوران في عقلي، فأنا لم أتعلم فن التزييف والغدر، وبدأت أشلاء جسدي بالتمزق، ولساني يتأتئ في النطق، وقلمي يكتب طلاسم غريبة. لم أعرف مهنة التعامل مع الجميع حسب شخصيتي، فعاداتي ومبدأي بالحياة جعلاني أتنافر بين عقلي وقلبي وبين طبائع الناس المحيطة المختلفة، أحسست بذنب الضمير الذي يلومني على تصرفات خاطئة إرضاء للجميع، فنهضت ذات يوم من فراشي وقمت بغسل وجهي بماء بارد منعش، وقطعت عهداً على نفسي، أن أكون حاسمة في حياتي، متمسكة بمبدأي، صانعة صفات إرضاء لخالقي، موقظة ضميري، تاركة كل ما يهوى القلب، وعازلة شخصيتي عن التأثر بما حولها.
لا أعلم هل يستطيع قلمي التعبير عن فكرة أنني كنت سابقاً مزاجية الشخصية حسب ما يدور حولها، وأيضاً كنت اجتماعية بطريقة مغلوطة، فلهذا أعتذر من الجميع، فما عدت أريد أن أحيد عن خط مبدأي وإن كان لا يعجب الجميع؛ لن أكون ذات قلب كبير يحب الجميع، من يخطئ حسب معتقداتي أعرض عن تصرفاته لأتخلى عنه تماماً، فهو لا يناسب مقاس شخصيتي. لن أعطي وعوداً إلا لمن يستحقها لأكون ذات شغف على تطبيقها.
ومن جانب آخر، لن أجعل قلبي باباً لقلوب الجميع، فأنا أفضّل أكثر الباب الحقيقي ليدخل إليه البعض من المحبين.
قلبي يحبكم في الله، فامنحوا قلبي حياة جديدة بمبدأ سليم.
