الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

لبنان ما بعد مرحلة التكليف

المصدر: النهار
شادي نشابة
لبنان ما بعد مرحلة التكليف
لبنان ما بعد مرحلة التكليف
A+ A-

عاشت انتفاضة لبنان نحواً من 64 يوماً، منها 50 يوماً تقريباً للمطالبة بإجراء تكليف رئيس جديد، حيث جرت خلال هذه الفترة مفاوضات عدة في السياسة بين مختلف الأفرقاء السياسيين، وفي الشارع من خلال جمهور الفريقين ووضع شارع مقابل شارع، والبعض الآخر الضغط من خلال الإنتفاضة، حتى جرى تكليف الرئيس الدكتور حسان دياب وحيث إعتبرها البعض أنها حكومة اللون الواحد وشن الهجوم عليه.

المرحلة المقبلة ليست بسهلة، الرئيس المكلف يلعب في كرتي نار، الأولى خلال مرحلة التأليف حيث الشارع لن يرحم وسوف يصر على اختصاصيين مما يجبر الرئيس اللعب بين النقاط مع من كلفه، وسوف تنقسم هذه المرحلة إلى أجزاء، التعامل مع الشارع والفوضى، جذب الرأي العام من خلال شكل الحكومة بوجود اختصاصيين وحضور فاعل للمرأة بالإضافة إلى برنامجها، محاولة كسب ثقة طرف لم يسمه خصوصاً الرئيس سعد الحريري لكي يحصل على شرعية أنها ليست حكومة لون واحد أو على الأقل الدعم الكلامي لكي يحصل على شرعية وميثاقية سنية تريحه. جميع هذه النقاط بحاجة إلى تروٍ وبلورة، وسوف يحتاج الرئيس المكلف لمزيد من الوقت حتى يؤلف من دون السقوط في الشارع سريعا.

والمرحلة الثانية الحكومة المقبلة سوف تواجه واقعاً إقتصادياً وإجتماعياً صعباً، حيث لبنان اليوم في زمن شبه انهيار، والقطاع المصرفي إلى مزيد من التصنيفات المتدنية مما يعكس الواقع المالي اللبناني، بالإضافة إلى شح في موارد الدولة. هذه الحكومة لن تتمكن من فعل الكثير إلا إن حصلت على دعم أو رضى إقليمي ودولي مما يفتح لها باب المساعدة ولو بشكل جزئي يمكنها من العيش لفترة، وأكثر ما يمكن فعله هو أن تحقق إنجازات من خلال بابين خصخصة بعض القطاعات وإجراء بعض الإصلاحات ومكافحة الفساد في النقاط غير الحساسة نظراً لحساسية لبنان وخصوصاً أنه لا يوجد توافق سياسي ويمكن مذهبة ملفات الفساد الكبيرة، وإن حصلت على دعم كامل دولي وإقليمي يمكن أن تنفذ مشاريع ضخمة ولكن لا أتوقع ذلك.

هذه الحكومة عنوانها منع الانهيار بظل الصدام السياسي والإنتفاضة الشعبية. فلبنان في مرحلة حرجة جداً على كافة الأصعدة، والمنتفضون مقسومون قسمين، قسم مع إعطاء فرصة للرئيس حسان دياب، و فريق آخر ضد التسمية، والواضح اليوم أن هذا الفريق وبعض التيارات السياسية وخصوصاً المستقبل سوف يكونون حلفاء غير مباشرين في وجه الحكومة المقبلة. فبعد مرحلة تشكيل الحكومة الحكومة أمام المجهر والمسؤولية صعبة جدا وليست نزهة.

رغم كل ما يحصل من مشاكل وصدامات و لكننا أمام خيارين إما توجيه البوصلة لتحقيق الإصلاحات التي يتمناها الشعب اللبناني ومنهم المناصرون للأفرقاء السياسيين، أو سنتجه من مرحلة الإنتفاضة إلى ثورة حيث الشعب في مرحلة حساسة جدا، إنها ثورة الجياع في لبنان.

الإنتفاضة اليوم بحاجة إلى وجود حكومة لتصويب الأمور، وهنا يبدأ حصد النتائج على الأصعدة المختلفة، من محاربة الفساد، إلى إصلاح قطاع الكهرباء في لبنان، الاتصالات، المرافق الحيوية، تفعيل الاقتصاد الإنتاجي وغيرها.

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم