كلام الفشل! - بقلم جبران تويني

نستعيد في #أرشيف_النهار مقالاً كتبه جبران تويني بتاريخ 8 أيار 2003، حمل عنوان "كلام الفشل!".سرّبت الدوائر المعهودة كلاماً لرئيس الجمهورية قيل انه قاله للوزير باول وفحواه ان الرئيس لن يقدم على اي خطوة يمكن ان تعرّض البلاد للانقسام تلبية للمطالب الأميركية خصوصا في قضية "حزب الله" ونشر الجيش في الجنوب والانسحاب السوري من لبنان...هذا الكلام يذكّرنا ايضاً بمواقف بعض المسؤولين في الدولة ومنهم الوزيران قانصوه وبقرادوني اللذان قالا ان انسحاب الجيش السوري قد يؤدي الى تجدد الحرب "الاهلية" وان نشر الجيش في الجنوب قد يعرضه للانقسام...لن نتوقف عند كلام الوزيرين. ولكن اذا كان الكلام الذي نقل عن رئيس الجمهورية صحيحاً، فلا يمكننا الاّ ان نعلّق عليه ونستنكره أشد الاستنكار.فهذا الكلام يعني بكل بساطة ان رئيس الجمهورية يعترف بفشل العهد فشلاً ذريعاً في تأمين الوحدة الوطنية ووحدة الجيش.وفشل العهد يعني فشل كل المسؤولين في تحمّل مسؤولياتهم بدءاً برئيس الجمهورية مروراً بالسلطة التنفيذية وصولاً الى السلطة التشريعية.فمن يحاسبهم على هذا الفشل الذي يهدد الوطن أرضاً وشعباً؟ وكيف تكون المحاسبة في الدول الديموقراطية التي تحترم نفسها؟ الا تكون بالاستقالة وبالتغيير؟ونسأل الغيارى على وحدة الوطن ووحدة الجيش: الا يعتبرون انهم عندما ينشرون الجيش في شوارع العاصمة لقمع المواطنين وقمع الطلاب وقمع التظاهرات المعارضة، الا يعتبرون ان تصرفات كهذه تضرّ بسمعة الجيش...