السبت - 20 نيسان 2024

إعلان

الوعي أنقذ 4 جراء ضباع مخططة (فراغل)... ولكن الجهل قتل أمها

المصدر: "النهار"
عكار-ميشال حلاق
الوعي أنقذ 4 جراء ضباع مخططة (فراغل)... ولكن الجهل قتل أمها
الوعي أنقذ 4 جراء ضباع مخططة (فراغل)... ولكن الجهل قتل أمها
A+ A-

 أردى صياد أنثى ضبع، في خراج منطقة جبل اكروم عند الجهة الشمالية الشرقية من محافظة عكار ، ليتفاجأ بانها أمّ لأربعة "فراغل" حديثي الولادة ،(عمر يومين فقط)، فعمل على سحب الفراغل من وجرها، ونقلها الى منزله، ونشر فيديو لها على مواقع التواصل، وعلى اثر ذلك تدخل الناشط في مجموعة درب عكار البيئية حاتم الفحل، وبادر الى الاتصال بالشخص المعني  واقنعه بضرورة التخلي عن الفراغل الـ4، ونقلت بسرعة الى مركز حماية الحياة البرية في عاليه Animal Encounter بإشراف الدكتور منير ابي سعيد.

وبعد الكشف عليها تبين انها بحالة جيدة، وسرعة نقلها الى المركز ساهمت بانقاذها، وسيمكثون في المركز فترة من الزمن وحين تصبح بصحة جيدة ستعاد إلى محيطها مجدداً.

وأبدت مجموعة "درب عكار" اسفها لهذه الحوادث المتكررة واستهداف الضباع المخططة وقتلها عمداً على اعتبار أن ثمة ثقافة موروثة عن الضباع والتباهي بقتلها .

 ونتيجة لذلك وضعت المجموعة سلسلة من المعلومات العلمية المفيدة عن هذه الحيوانات والتي تفيد أن "الضبع المخطط Striped Hyaena, Hyene Rayee او كما يسمى باللاتيني ( Hyaena hyaena syriaca)، هو من الحيوانات القمّامة، أي إنها تقتات على الجيفة معظم الوقت، إلا أنها قد تصطاد الثدييات الصغيرة أيضا كما وتقتات على الفاكهة والحشرات، ويعرف عن السلالات الأكبر حجما أنها تصطاد طرائد بحجم الخنزير البري، والخنزير البري يعتبر آفة تهدد المحاصيل في حال كثرت أعداده، إذا فالضبع هو صديق للإنسان بعكس ما يتم تصويره، وهو ركيزة في دورة الحياة والسلسلة الغذائية.

يختلف تأثير الضباع المخططة على الماشية باختلاف المنطقة التي يستوطنها، وفي معظم المناطق اللبنانية تقل نسبة حوادث كهذه بشكل كبير لتوافر الغذاء للضباع معظم الوقت.

واشارت المجموعة  الى ان التعدي على  الضباع المخططة تظهر  بشكل متكرر في التراث والفلوكلور اللبناني، وغالبا ما يتم تصويرها على أنها رموز للغدر والغباء، وفي معظم الدول العربية يعتقد كثر بأن الضباع تجسيد حي للجن، أو بحسب التعبير العاميّ "الجن يتلبسها"، أو أنها قد "تضبع الإنسان" وهو التعبير الاقرب للتنويم المغناطيسي، وكل ذلك بالطبع لا صحة ولا أساس علمياً له.

الخلاصة من كل ذلك بأن الضباع حيوانات مظلومة، فنحن من نتعدى على مواطنها ثم نقتلها او نتهمها بمهاجمتنا!

رغم أنها لا تهاجم البشر فهي حيوانات خجولة، فضلا عن انها ترى البشر بنظام الرؤية لديها اكبر حجماً منها فتسارع في الهرب.

وختمت: المطلوب اليوم هو المزيد من الوعي وكف التعديات على الطبيعة وحيواناتها، وتطبيق القوانين ذات الصلة، والاهتمام اكثر بالتوعية حول أهمية عناصر الطبيعة ودور كل منها في المنظومة الايكولوجية، وعند تحقيق ذلك بالامكان القول إن بيئتنا ستكون بخير.



حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم