الثلاثاء - 30 نيسان 2024

إعلان

رأي- لبنان ينتفض... لحكومة انتقالية وصلاحيات استثنائية

المصدر: "النهار"
سمير عبد الملك
رأي- لبنان ينتفض... لحكومة انتقالية وصلاحيات استثنائية
رأي- لبنان ينتفض... لحكومة انتقالية وصلاحيات استثنائية
A+ A-

أكتب هذه الكلمات بعد عودتي من ساحة الشهداء ورياض الصلح حيث عشت لحظات كنت اعتقد انها لن تعود بعد ١٤ أذار  ٢٠٠٥ مع فارق ان "كل" لبنان موحد اليوم بوجه السلطة.

صورة جبران تويني وسمير قصير وبيار الجميل وسمير فرنجية وغيرهم لم تفارقني، ورأيت البسمة على وجوههم لأن تضحياتهم أزهرت اجيالا لبنانية شابة مؤمنة بقدراتها وبإمكانياتها على التغيير وببناء وطن على صورتهم...

وقال أهل السلطة أنهم "تفاجأوا" بحراك الشعب اللبناني، وكأنهم يعيشون في كوكب آخر، ولم تصلهم حالة البؤس المسيطرة، ولا حالة الفقر التي حوّلت معظم الشعب اللبناني يعيش تحت خط الفقر، وأجيالنا الشابة عرضة للهجرة وتفريغ الوطن من طاقاته المنتجة.

ويكفي الاستماع الى مطالب المتظاهرين، هل يُعقل بعد ثلاث سنوات من عمر العهد ان لا يوقف فاسد واحد في كل الجمهورية، ألا ينفذ مطلباً حياتياً واحداً يتعلق بصحة ومستقبل اهلنا وأولادنا.

الشعار الوحيد المرفوع هو "استعادة الأموال المنهوبة". والمطلوب من الرئيس تشكيل حكومة إنتقالية،  توحي بالثقة الى معظم الشعب الغاضب الذي كفر بكل شيء ولم يعد لديه ما يخسره.

إن وقف النزف وهدر الوقت وتبديد ما تبقى من مدخرات الشعب اللبناني تحتاج الى مثل هذه الحكومة الانتقالية وبصلاحيات استثنائية للخروج من حالة الافلاس الحتمي.

الوقت ثمين جداً، انتفاضة الشعب بوجه المسؤولين عن تجويعه وذله وتهجيره، لا تترك مجالًا للمراهنة على الوقت...
الناس لن تتعب مهما مارسوا عليها من الترغيب والتهويل. وعلى السلطة ان تتجاوب مع مطالب الشعب وان تتخذ القرارات التي لا بد من اتخاذها قبل فوات الاوان والوقوع في الفوضى وخسارة كل ما راكموه من مصالح واموال.
لقد قال الشعب كلمته والصورة في كافة المناطق اصدق إنباءً، وأن الحياة هي وقفة عز مهما غلت التضحيات.

ولن يتراجع الشعب أمام كل المخاطر والتحديات بعد ان قَبِل الرهان رغم صعوبته على إمكانية التغيير. 




حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم