تشرين يا تشرين يا شهر المطر المجهول

اقتربنا من شهر تشرين ذلك الشهر الذي يرتدي حلة صفراء مطرزة بقطرات من الماء الذي يروي الظمآن. بدأنا نودع عناقيد العنب ودموع التين الحساسة ونشعر ببرودة جوه الجاف الهادىء معيداً ذكريات وحنين الماضي. نستقبله بهجرة إلى زاوية البيوت وإقفال الشبابيك حتى لا تتسلل العصافير بتغريداتها على شرفة النوافذ. ونستخدم باب المنزل الأمامي حذرا من ورق أصفر يزف ثيابنا أثناء السير.

موكب أشهر السنة تأتي بكل طقس من طقوسها المميزة ولكن شهر تشرين يضيف رونقا لتلك الشهور، فهو يحتل منصباً مميزاً يفصلنا أسابيع معدودة من رأس السنة الميلادية التي يبدأ بها سكان الأرض بالدوران والتخطيط لمستقبل واعد يودعون به أرشيف سنة وما قبلها.

آه على هذا الشهر فكما غنت فيروز ( بعدك على بالي يا زهر بتشرين يا دهب الغالي) نعم لون زهور التشرين اللامعة تساوي وزن أرطال من معدن الذهب الثمين.

نتغزل بذلك الشهر وينشد الشعراء قصائد وداع على مسامع الحسون المغادر وكلهم أمل بأمطار الخير الوفيرة.

تشرين يا تشرين ياشهر المطر المجهول سنفارق شهور أتباعك بدموع صادقة لنستقبل جنودك الحقيقية المثمرة بالمطر الوفير بإذن الله.

لا أعلم مدى بهجتي باستقباله سوى أن ألحن مزمارا من موسيقى الحياة واعدة بعمر جديد فأرجو من الله أن يمد العمر بأبهى الفساتين الصفراء الحقيقية وأكاليل الورد الذهبي الطبيعي.

أنتظر تشرين بفارغ صبر قلب محب وعشيق لذهب يكلل سنابل أجوائي، فعسى أن يكون شهر خير واعد وأمل متجدد وتفاؤل بخير مطره الوفير .