الثلاثاء - 30 نيسان 2024

إعلان

ألوان تتغير إلى الأبد

سمير عطاالله
Bookmark
ألوان تتغير إلى الأبد
ألوان تتغير إلى الأبد
A+ A-
يدوم المستقبل لزمن طويل. اندريه مالرولا يصدق المرء، أو لا يستوعب، ان ثلث قرن قد مضى على سقوط الشيوعية هرقل العصور الايديولوجية. عندما سقطت الامبراطورية الرومانية، تزلزل العالم. وعندما انهارت الامبراطورية العثمانية، تغيرت الخرائط. وفي عنف ودماء سقطت امبراطوريات بريطانيا وفرنسا وبلجيكا. في هدوء غريب، سقطت الامبراطورية السوفياتية. تركت للسياح أن يفككوا حجارة حائط برلين، رمز الفصل بين عالمين. وأعادت موسكوالجمهوريات السابقة الى اصحابها مثلما قلم أتاتورك سلطنة الصدر الأعظم، وانزوت الى حدود روسيا التاريخية، وطفق بوريس يلتسين يشرب الأنخاب حتى لم يعد في امكانه أن يفيق الى مستقبليه.تغيرت الدنيا على نحو لا يصدق. مرة واحدة، تحول ادوارد شيفاردنادزه من وزير خارجية الكرملين إلى رئيس الجمهورية السابقة، جورجيا. ولم يعد يتصوّر إلّا وخلفه أيقونة فضية للسيدة العذراء. واستعادت أوروبا الشرقية أنظمة ما قبل الشيوعية وكأنها لم تعش نصف قرن في كنف لينين. وحلت بولونيا حلف فرصوفيا المقيم في ديارها لتنضم الى الوحدة الاوروبية وحلف شمال الاطلسي. وقفزت دول البلطيق من نظام "رأس المال" وتعاليم ماركس الى الرأسمالية المطلقة – والفاسدة كالمعتاد. وتبخرت الحرب الباردة في رماد الذاكرة. وعاد الكسندر سولجنتسين الى موسكو، ليكتشف أن الجيل الجديد لا يعرف من يكون، وأنه لم يعد من أهمية لكتاباته حتى على رفوف الأدب.كان ديغول يقول إن فرنسا هي التي ربحت...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم