
من الصحيح أنّ ممارسة الرياضة تعدّ جزءاً أساسياً من حياة نشطة وصحيّة، نظراً لفوائدها في تحسين عمل القلب والرئتين، وبناء عضلات قوية والوقاية من ترقق العظم مع التقدّم بالعمر. لكن في الوقت عينه، تُسبب ممارسة الرياضة بعض الألم في العضلات أو ما يعرف بـ "التعضيل"، وهذا أمر طبيعي عند ممارسة أي نشاط بدني جديد أو عند حمل وزن أعلى من المعتاد أو حتى زيادة حدّة التمربن. وتحدث هذه الأوجاع نتيجة بعض التمزقات الطبيعية في الأنسجة العضلية. من هنا، يطرح الفرد العديد من الأسئلة حول العلاقة بين التعضيل والاستفادة من التمرين، إضافة إلى الوسائل التي يمكن اتباعها للتخفيف من هذا الألم.
برأي المدرب الرياضي رضا خليفة، أنّ التعضيل ينقسم إلى نوعين: الأول يعرف بالنوع الحاد والسريع، وهو الذي يشعر به الشخص مباشرة بعد التمرين الرياضي أو حتى خلاله. ويأتي على شكل الشعور بالحرق داخل العضل، نتيجة تراكم حمض اللاكتيك، ولكن سرعان ما يختفي. أما النوع الثاني، فيسمى بالتعب العضلي المتأخر البدء أو ما يعرف بـ "Delayed onset muscle fatigue"، ويستمر من 24 إلى 72 ساعة بعد ممارسة الرياضة. ويحدث نتيجة التمزقات الطبيعية في الأنسجة العضلية وتلك الضامّة لها خلال ممارسة الرياضة، وبخاصة بعد الانقطاع عن التمرين لفترة طويلة، أو عند ممارسة نوع جديد من التمارين.
هل يعتبر التعضيل مؤشراً للإستفادة من الرياضة؟
هذا السؤال يكثر طرحه من قبل المتدربين، لذا، يشير خليفة إلى المعادلة التالية: "بالرغم من أن التعضيل يأتي نتيجة التمرين الفعال، فأنّه ليس كل تمرين فعال قد يؤدي للشعور بالتعضيل". وتأتي هذه القاعدة حصيلةً للشرح الذي يستد إلى التجارب أنّ التمزق بالأنسجة العضلية يؤدي إلى شعور بالتعضيل، ويحدث عندما تتعرض العضلات لنوع من التمارين تعتبره جديداً عليها. هذا ما يفسر شعور التعضيل بعد كل فترة إجازة من الرياضة. كما يفسر ذلك غياب الشعور بالتعضيل عند ممارسة التمرين نفسها لمرات عدّة بانتظام من دون فترات طويلة من الراحة.
ماذا الذي يمكن فعله لتخفيف الشعور بالألم عند التعضيل؟

عند شعور المتدرب بالتعضيل، ينصح المدرب الرياضي بالقيام ببعض الخطوات الرياضية والنصائح الغذائية، بهدف التخفيف من حدتّه وإراحة العضلة، ومن أهمها:
أولاً: تناول مشروبات الزنجبيل أو الكركم أو إضافتها للسلطات، لأنها تعتبر من مضادات الالتهابات. كذلك، المأكولات الغنية بالأوميغا 3 كالأسماك، السلمون، الجوز وبذور الشيا.
ثانياً: استخدام زيت الأرنيكا خارجياً على مناطق الجسم التي تعاني من الألم. إذ أثبتت الدراسات فعاليته في تخفيف هذا الشعور.
ثالثاً: إبقاء الجسم دافئاً بعد التمرين مباشرة.
رابعاً: الاستحمام بالملح الإنكليزي (إبسوم سولت).
خامساً: إضافة تمارين الفوم رولينغ (foam roalling)
سادساً: الاستمتاع بجلسة مساج عند الإمكان.
سابعاً: استخدام الثلج خارجياً من أجل التخفيف من الالتهاب في الأماكن التي تعاني التشنج.
ثامناً: تفادي الراحة التامّة أو الانقطاع الكلّي عن الحركة. وذلك لأنّ المشي البطيء يبقى خلال أيام الراحة من التمرين خياراً أفضل، لتفادي التعضيل الحاد بعد أيام التمرين.
إذاً، تعدّ الرياضة جزءاً من نمط حياة صحي، بالرغم من الشعور بالتعضيل، التي قد تسبب انزعاجاً يعيق حماس البعض لممارسة التمارين. ولكن، عند اتباع بعض النصائح، وفي مقدمها: شرب الماء بشكل كافٍ، والنوم المنتظم، وممارسة التمارين بشكل صحيح وآمن، والسماع لإشارات الجسم. تُساعد الشخص في الاستمتاع بالرياضة، والاستفادة منها من دون ألم وبأقل خطر ممكن في التعرض للإصابات.