متى تتخطى الدهون والعضلات معدلاتها الطبيعية في الجسم؟

"تركيبة الجسم"، عبارةٌ يستخدمها خبراء التغذية في اللّياقة البدنيّة من أجل الدلالة على نسب الدهون والعضلات والعظام في جسم الإنسان. وتتغيّر هذه التركيبة بحسب وزن وطول وعمر وجنس الفرد، وتتأثر بعوامل عدّة داخلية وخارجية. إضافة إلى أنّ كتلة الجسم تتكوّن من مكوّنين رئيسيين: الدهون وكتلة العضلات.

وانطلاقاً من أهمية تركيبة الجسم، توضح إختصاصية التغذية ماريال منصور أنّ العنصرين الأساسيين من كتلة الجسم، يلعبان دوراً مهماً في عملية خسارة الوزن وحرق الدهون بما يتوافق مع كل حالة.

أولاً- الدهون

تتشكّلُ الدهون في الجسم من مجموع الدهون الأساسية والدهون المخزّنة فيه. ومن ناحية تفصيلية، تعدّ الدهون الأساسية مكوّناً مهماً في الجسم وضرورياً لحماية غلاف الخلايا. وذلك لأنّها تساهم في المحافظة على عملية تكاثرها بشكل طبيعي وعلى صحّة الإنسان.

وتتواجد هذه الدهون في الدماغ ونخاع العظم والأعصاب والأغشية التي تحمي الأعضاء.  تكمن أهميتها في تنظيم عمل الهرمونات، ومنها الهرمونات التي تتحكم في الخصوبة وامتصاص الفيتامينات وتنظيم درجة حرارة الجسم.

كذلك، تختلف نسبة الدهون الأساسية في جسم المرأة عنها في جسم الرجل. إذ تكون مرتفعة عند المرأة كي تتمكن من تحمّل الحمل والولادة وتغيرات الوظائف الهرمونية.

أما الدهون المخزّنة، فهي تتكوّن من الدهون المتراكمة في النسيج الدهني، أي على الأعضاء الداخلية كالصدر والبطن. وهي تتخزّن جراء تناول كميات زائدة من الدهون. وفي هذه الحال، تشكّل الدهون في الجسم مقياساً لمستوى البدانة.

ماذا عن المستويات الطبيعية للدهون في الجسم؟

بما يخص المعدلات، أشارت منصور إلى أنّ نسبة الدهون أكانت أساسية أو مخزنة عند الرجل، فتتراوح بـين 12 في المئة و 15 في المئة. في حين أنّها تتمثل بنسبة بين 24 في المئة و28 في المئة لدى النساء.

 ومن أجل تحديد نسبة الدهون في الجسم، يستخدم ما يعرف بـ "الفرجار" Adipometer))  أو بـ "تحليل المعاوقة الكهربائية البيولوجية" Bioelectrical impedance anaylisis)).

ماذا يحدث عند تخطي الدهون معدلاتها الطبيعية في الجسم؟

في هذا السياق، يجب التمييز بين الدهون الصحية، التي يحتاجها الجسم للقيام بوظائفه، وغير الصحية، التي تنتج منها مشاكل صحية. وفي كلا الحالتين، يتعلق هذا الأمر بالنظام الغذائي الخاص بالفرد. لكنّ المشكلة تبدأ عندما تتفاقم معدلات هذه الدهون عن احتياجاتنا اليومية، ما يؤدي إلى:

- ارتفاع نسبة الكوليسترول

- ارتفاع ضغط الدم

- مقاومة الأنسولين

- مرض السكري من النوع الثاني

- أمراض القلب والشرايين

ثانياً- كتلة العضلات

يشكّل العنصر الآخر من تركيبة الجسم، وهي كتلة العضلات أو الكتلة الخالية من الدهون، جزءاً من كتلة الجسم النحيفة، بحسب منصور. وتشمل هذه الكتلة الهيكل العظمي والعضلات.

وفي المجمل، تشكّل زيادة نسبة كتلة العضلات عاملاً إيجابيّاً في الجسم. وذلك لأنّه يساعد في تقليل الإصابة بالأمراض المزمنة والوفاة المبكرة. كما تدلّ نسبة هذه الكتلة إلى الوظيفة الجسدية الجيدة، بما في ذلك الحركة والتوازن.

من هنا، تأتي أهمية اكتساب كتلة العضلات والحفاظ عليها، عبر ممارسة الرياضة بانتظام وتأمين التغذية الصحية من خلال تناول سعرات حرارية مناسبة للجسم واختيار المأكولات التي تحتوي على الكثير من العناصر الغذائية لإمداد الجسم بالطاقة.

ما هي نسبة كتلة العضلات في الجسم؟

تبلغ كتلة العضلات لدى الرجل بين 40 و42 في المئة من وزن الجسم. لكنّ، عند المرأة، تتراوح بين 30 و34 في المئة من وزن الجسم. في حين أنّها تصل النسبة لدى الرياضيين إلى60 في المئة من وزن الجسم.

كيف تبني كتلة العضلات في الجسم؟

بعد استشارة الطبيب المختص وخبير التغذية، واستناداً إلى الفحوصات الصحية، يترتب على الفرد إدخال بعض الأغذية في وجباته اليومية، أهمّها:

- تناول الأطعمة الغنية بالبروتين بعد ممارسة التمارين الرياضية

- تناول الخضار والفواكه مع كل وجبة

- شرب الماء بشكل وافٍ

- تناول وجبة طعام بانتظام للشعور بالشبع

- ممارسة تمارين المقاومة

من الجدير ذكره، أنّ كل حالة فرد تختلف عن الأخرى، ما يستدعي المتابعة الصحية والغذائية، من أجل تفادي أي مشاكل صحية أو مضاعفات.