المتداول: فيديو يظهر، وفقاً للمزاعم، "لحظة وقوع زلزال اليابان في قاع البحر" الاثنين 1 كانون الثاني 2024.
الا أنّ هذا الزعم غير صحيح.
الحقيقة: الفيديو قديم، اذ يعود الى تشرين الثاني 2023، ويظهر غواصين يستكشفون بحر باندا قبالة شرق إندونيسيا عندما وقع زلزال قوي يومذاك. FactCheck#
"النّهار" دقّقت من أجلكم
ما القصة؟
المشاهد تظهر غواصين يسبحون في قاع البحر، قبل ان يفاجأوا بالرمال تتحرك لتعكّر الماء. وكتب على الفيديو: زلزال بقوة 7.2 درجات شوهد تحت سطح الماء. وقد تكثف التشارك فيه أخيرا عبر حسابات، عربية وأجنبية، ارفقته بالمزاعم الآتية (من دون تدخل): "لحظة وقوع زلزال اليابان في قاع البحر"، و"ما هذا الرعب".
جاء تداول الفيديو في وقت تضاءلت فرص العثور على ناجين في وسط اليابان، حيث لا يزال نحو 80 شخصا في عداد المفقودين، اليوم الخميس، بعد ثلاثة أيام من الزلزال العنيف الذي ضرب البلاد في العام الجديد، وأدى إلى مقتل 84 شخصا، بحسب حصيلة أولية، وفقا لما ذكرت وكالة "فرانس برس".
الاثنين 1 كانون الثاني 2024، هزّ الزلزال الذي بلغت قوته 7,5 درجات وشعر به سكان مناطق بعيدة مثل طوكيو على بعد 300 كيلومتر، شبه جزيرة نوتو في مقاطعة إيشيكاوا، وهو شريط ضيق من الأرض يمتد نحو مئة كيلومتر داخل البحر في اليابان، مما أدى إلى انهيار مبان وتدمير طرق.
وقال رئيس الوزراء فوميو كيشيدا الخميس خلال مؤتمر صحافي "إنها أخطر كارثة" في عصر ريوا الذي بدأ عام 2019 مع اعتلاء الإمبراطور الياباني الحالي العرش.
وأصيب ما لا يقل عن 330 شخصا من جراء الزلزال ومئات الهزات الارتدادية التي أعقبته وكان بعضها عنيفا. كما ضرب تسونامي الساحل حيث جرفت أمواج بلغ ارتفاعها أكثر من متر العديد من القوارب على الأرصفة أو الطرق الساحلية.
- حقيقة الفيديو -
الا ان الفيديو المتناقل لا علاقة له بزلزال اليابان، وفقا لما يتوصل اليه تقصي حقيقته.
فالبحث عنه، بتجزئته الى مشاهد ثابتة (Invid)، يوصلنا الى حسابات، لا سيما اخبارية، نشرته ابتداء من 10 تشرين الثاني 2023 (هنا، هنا، هنا، هنا، هنا، هنا، هنا، هنا، هنا، هنا، هنا، هنا، هنا...)، مع شرح أنّ "غواصين كانوا يستكشفون بحر باندا قبالة شرق إندونيسيا، عندما وقع زلزال بقوة 7.2 درجات".
Scuba Divers were exploring the Banda Sea, located south of Sulawesi Island, Indonesia and around 500 miles north of Darwin, Australia when a 7.2 magnitude earthquake struck.
@10newsfirst Divers have captured the rare moment a 7.2 magnitude earthquake struck underwater. The unsuspecting diving team appeared to be lifted and covered by debris as the seafloor began to shift. On November 8, the Banda Sea region of Indonesia was struck by an earthquake with an estimated depth of 146km. The 7.2 magnitude quake was strong but did not trigger a tsunami. #earthquake#indonesia♬ original sound - 10 News First Australia
وتقودنا خيوط (هنا) الى الغواص ريو آر. تومبيا Ryo R. Tumpia، الذي نشر المشاهد في حسابه itamkongbagaram@ في انستغرام، في 14 تشرين الثاني 2023 (هنا)، مع تعليق ان "هذا هو الفيديو الأصلي الخاص بي".
وكتب (ترجمة من الاندونيسية): "في 8 تشرين الثاني 2023، الساعة 13.11 بالتوقيت المحلي، وقع زلزال بقوة 7.2 درجات في بحر باندا. في ذلك الوقت كنا نغوص غطستنا الثانية في اطار رحلة بالقارب. واستمر الزلزال فترة طويلة، واستمر الاهتزاز في الماء نحو دقيقة. ولم يصب أحد، وجميع الغواصين بخير...".
وينشر تومبيا في حسابه العديد من الفيديوات لرحلات غوص في البحر.
الأربعاء 8 تشرين الثاني 2023، ضرب زلزال بقوة 7.2 درجات بحر باندا قبالة شرق إندونيسيا على بعد أكثر من 300 كيلومتر من السواحل (هنا، هنا، هنا، هنا، هنا، هنا، هنا، هنا، هنا، هنا...).
وأوضح المعهد الأميركي للجيوفيزياء أن الزلزال وقع عند الساعة 11:53 بالتوقيت المحلي (04:53 بتوقيت غرينتش) على عمق 10 كيلومترات وعلى مسافة أكثر من 340 كيلومتر من أقرب نقطة على الساحل، ولم يصدر على إثره أي تحذير من موجات تسونامي.
وشعر سكان بلدة سامولاكي في جزر تانيمبار التابعة لإندونيسيا بهزة أرضية من جراء الزلزال، وفق ما أفادت الوكالة المحلية للرصد الجوي والمناخي والجيوفيزيائي.
وتتعرّض إندونيسيا لزلازل متكرّرة بسبب موقعها على "حزام النار"، وهو منطقة تنشط فيها الزلازل والبراكين في المحيط الهادي.
النتيجة: اذاً، لا صحة للمزاعم ان الفيديو المتناقل يظهر "لحظة وقوع زلزال اليابان في قاع البحر" الاثنين 1 كانون الثاني 2024. في الواقع، الفيديو قديم، اذ يعود الى 8 تشرين الثاني 2023، ويظهر غواصين يستكشفون بحر باندا قبالة شرق إندونيسيا عندما وقع زلزال قوي يومذاك.
تكمن أهمية هذا المشروع في أنه يحاول الموازنة بين 3 عوامل متناقضة: حاجات المودعين لاستعادة ودائعهم بالدولار الحقيقي، قدرة الدولة والمصارف على التمويل، وضبط الفجوة المالية الهائلة التي تستنزف الاقتصاد