الأربعاء - 01 أيار 2024

إعلان

السودان: قوى الحرية والتغيير ترفض إعلان البرهان... "واجبنا الآن مواصلة التصعيد الجماهيري"

المصدر: أ ف ب
محتجون تجمعوا عند حاجز موقت خلال اعتصام خارج مستشفى الجودة في العاصمة الخرطوم (4 تموز 2022، أ ف ب).
محتجون تجمعوا عند حاجز موقت خلال اعتصام خارج مستشفى الجودة في العاصمة الخرطوم (4 تموز 2022، أ ف ب).
A+ A-
رفضت قوى الحرية والتغيير، ائتلاف المعارضة الرئيسي في السودان، الثلثاء، قرارات قائد الجيش السوداني ووصفتها بأنها "مناورة مكشوفة وتراجع تكتيكي"، فيما يواصل مئات السودانيين المناهضين للانقلاب العسكري اعتصاماتهم في الخرطوم وضواحيها لليوم السادس على التوالي مطالبين بحكم مدني.

وأفاد الائتلاف المعارض، في بيان الثلثاء، أن "قرارات قائد السلطة الانقلابية هي مناورة مكشوفة وتراجع تكتيكي... واجبنا جميعا الآن هو مواصلة التصعيد الجماهيري بكل طرقه السلمية من اعتصامات ومواكب والاضراب السياسي وصولاً للعصيان المدني الذي يجبر السلطة الانقلابية على التنحي".

مساء الاثنين، أعلن الفريق عبد الفتاح البرهان الذي نفذ الانقلاب العسكري في الخامس والعشرين من تشرين الأول 2021، "عدم مشاركة المؤسسة العسكرية في مفاوضات (الحوار الوطني) الجارية حاليا لإفساح المجال للقوى السياسية والثورية...  وتشكيل حكومة من الكفاءات الوطنية المستقلة تتولى إكمال... (متطلبات) الفترة الانتقالية".

أعلنت قوى الحرية والتغيير موقفها خلال مؤتمر صحافي عقدته بمقر حزب الأمة بمدينة أم درمان غرب العاصمة السودانية للرد على اعلان البرهان.

وقال صديق الصادق  المهدي القيادي بالائتلاف المعارض للصحافيين "قوي الحرية والتغيير لن تكون جزءًا من إجراء فيه قسمة سلطة".

فيما وصف القيادي بالحرية والتغيير طه عثمان خطاب البرهان بأنه "أكبر خديعة بل هو أسوأ من انقلاب 25 أكتوبر... الأزمة ستنتهي بتنحي سلطة الانقلاب وبأن تشكل قوى الثورة السلطة المدنية". 

توجه البرهان صباح الثلثاء إلى نيروبي "للمشاركة في القمة الطارئة لمنظمة إيغاد (مجموعة دول شرق ووسط أفريقيا للتنمية) التي تنطلق أعمالها اليوم بمشاركة قادة الدول"، بحسب بيان مجلس السيادة الحاكم.

كما بدأ الأطباء الثلثاء إضرابا لثلاثة أيام، حسبما أعلنت نقابتهم في بيان الاثنين.

وبالتزامن مع ذلك، دخل اعتصام يشارك فيه مئات المحتجين الثلثاء يومه السادس في ثلاث مناطق بالعاصمة للمطالبة بحكم مدني وإنهاء الانقلاب العسكري. 

بعد خطاب البرهان، أشعل محتجون الإطارات وأغلقوا الشوارع في منطقة بري شرق العاصمة الخرطوم، في تعبير واضح عن عدم  اقتناعهم بوعود البرهان الذي يطالب الشارع بالإطاحة به منذ 30 حزيران.

وقال محتج يدعى مهند عثمان وهو يقف عند حاجز من الحجارة أقيم في الشارع "لا نثق في البرهان.. نريده أن يرحل فقط".

خلال الفترة الماضية، مارست الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي ومجموعة دول شرق ووسط أفريقيا للتنمية (إيغاد) عبر ما يعرف باسم "الآلية الثلاثية"، ضغوطا لاجراء حوار مباشر بين العسكريين والمدنيين. إلا أن كتل المعارضة الرئيسية، مثل قوى الحرية والتغيير وحزب الأمة، رفضت خوض هذا الحوار.

وفي هذا السياق، قال القيادي بالحرية والتغيير عمر الدقير في مؤتمر الثلثاء "لن ينقطع تواصلنا مع الآلية الثلاثية فهي أطراف دولية واقليمية جاءت لمساعدة السودانيين".

بينما نقل بيان صدر الثلثاء عن التحالف الذي يضم الموقعين على اتفاق جوبا للسلام بين بعض حركات التمرد المسلح والحكومة، انضمامهم "إلي الحوار الذي تسهله الآلية الثلاثية من دون شروط ونطالب بالالتزام باتفاقية جوبا للسلام".

وفي خطاب الاثنين قال البرهان إنه بعد تشكيل حكومة مدنية "سيتم حل مجلس السيادة وتشكيل مجلس أعلى للقوات المسلحة من القوات المسلحة والدعم السريع لتولى القيادة العليا للقوات النظامية ويكون مسؤولاً عن مهام الأمن والدفاع".

- "إنها خدعة" -
وكتبت محللة الشأن السوداني خلود خير على حسابها على تويتر تعليقا على خطاب البرهان "إنها خدعة، بهذا القرار يكون البرهان قد أكمل فعليا انقلاب أكتوبر... حلَّ جميع الهيئات الانتقالية وهو الآن يضغط على المدنيين الذين هم نعم منقسمون، ولكنه عمل بجد على تقسيمهم".

وأضافت "إن تشكيل مجلس القوات المسلحة للأمن والدفاع بصلاحيات غير محددة هو مجرد عطية... يبدو أنها طريقة لإعادة توطين الانقلابيين الرئيسيين في القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع وطريقة للاحتفاظ بالامتيازات الاقتصادية من قبل هذه المجموعات".

يتظاهر السودانيون كلّ أسبوع تقريبًا ضدّ الحكم العسكري لكن منذ 30 حزيران الذي شهد سقوط أكبر عدد من الضحايا في صفوف المتظاهرين منذ أشهر يواظبون على الاعتصام في منطقة بحري شمال الخرطوم ومدينة أم درمان غرب العاصمة وأمام مستشفى الجودة في وسط الخرطوم.

سقط تسعة قتلى برصاص قوات الأمن في ذلك اليوم، بحسب لجنة أطباء السودان المركزية المناهضة للانقلاب، ليكون الأكثر دموية منذ بداية العام. 

ويحمل تاريخ 30 حزيران في السودان بعدًا رمزيًا لأنه يُصادف ذكرى انقلاب الرئيس السوداني السابق عمر البشير على الحكومة المنتخبة ديموقراطيا بمساندة الاسلاميين عام 1989، وكذلك ذكرى التجمّعات الحاشدة عام 2019 التي دفعت الجنرالات إلى إشراك المدنيين في الحكم بعدما أطاح الجيش البشير. لكن انقلاب البرهان أنهى هذه الشراكة.

ومنذ الانقلاب، قُتل 114 متظاهراً أحدهم قضى السبت بعدما أصيب "في الرأس بعبوة غاز مسيل للدموع في مواكب 16 حزيران"، على ما ورد في بيان لجنة الأطباء.

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم