قضية الكاتب صنصال تفاقم التوتّر... العلاقات الجزائرية - الفرنسية في أسوأ مراحلها

شمال إفريقيا 30-01-2025 | 06:09

قضية الكاتب صنصال تفاقم التوتّر... العلاقات الجزائرية - الفرنسية في أسوأ مراحلها

ألقت قضيّة صنصال بتداعياتها السلبية على العلاقات بين الجزائر وباريس، المضطربة أصلاً منذ الصيف الماضي، تاريخ اعتراف الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بالسيادة المغربية على إقليم الصحراء الغربية المتنازع عليه.
قضية الكاتب صنصال تفاقم التوتّر... العلاقات الجزائرية - الفرنسية في أسوأ مراحلها
بوعلام صنصال
Smaller Bigger
ﻻ ﺗﺰﺍﻝ قضية ﺍﻟكاتب ﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻲ - ﺍﻟﺠﺰﺍﺋﺮي ﺑﻮﻋﻼﻡ ﺻﻨﺼﺎﻝ ﺗﺜﻴﺮ ﺍﻟﺘﻮﺗﺮ ﺑﻴﻦ الجزائر وﻓﺮﻧﺴﺎ وﻻ ﺳﻴﻤﺎ ﺑﻌﺪ إﻋﺎﺩﺗﻪ ﺇﻟﻰ ﺳﺠﻨﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﺰﺍﺋﺮ عقب أﺭﺑﻌﺔ ﺃﺳﺎﺑﻴﻊ  قضاها ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺴﺘﺸﻔﻰ ﺇﺛﺮ ﺗﻌﺮﺿﻪ ﻟﻮﻋﻜﺔ ﺻﺤﻴﺔ.

 

وﺃﻛﺪ وزير ﺍﻟﺨﺎﺭﺟﻴﺔ ﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻲ ﺟﺎﻥ ﻧﻮﻳﻞ ﺑﺎرو، ﺍلثلاثاء، ﺃن "ﺻﻨﺼﺎﻝ (80 ﺳﻨﺔ) ﻏﺎﺩﺭ ﺍﻟﻤﺴﺘﺸﻔﻰ ﻗﺒﻞ ﺃﻳﺎﻡ وﻋﺎﺩ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺴﺠﻦ حيث كان معتقلا قرب الجزائر العاصمة".

وﺗﺮﻓﺾ ﺍﻟﺴﻠﻄﺎﺕ ﺍﻟﺠﺰﺍﺋﺮﻳﺔ ﺃﻱ ﺗﺪﺧﻞ ﻓﺮﻧﺴﻲ ﻓﻲ ﻗﻀﻴﺔ ﺻﻨﺼﺎﻝ ﺍﻟﻤﻮﻗﻮف لدﻳﻬﺎ ﻣﻨﺬ ﻣﻨﺘﺼﻒ ﺗﺸﺮﻳﻦ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ /ﻧﻮﻓﻤﺒﺮ ﺍﻟﻤﺎﺿﻲ، ﻭﻗﺎﻝ ﺑﺎﺭو ﺇن "ﺍﻟﺠﺰﺍﺋﺮ ﺭﻓﻀﺖ ﻃﻠﺒﺎ ﻓﺮﻧﺴﻴﺎ ﻟﺰﻳﺎرة ﻗﻨﺼﻠﻴﺔ ﻟﻠﻜﺎﺗﺐ ﺍﻟﻔﺮﺍﻧﻜﻮ ﺟﺰﺍﺋﺮي".

 

وﺃلقت ﻗﻀﻴﺔ ﺻﻨﺼﺎﻝ ﺑﺘﺪﺍﻋﻴﺎﺗﻬﺎ ﺍﻟﺴﻠﺒﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺠﺰﺍﺋﺮ وﺑﺎرﻳﺲ ﺍﻟﻤﻀﻄﺮﺑﺔ ﺃﺻﻼ ﻣﻨﺬ ﺍﻟﺼﻴﻒ ﺍﻟﻤﺎﺿﻲ، ﺗﺎرﻳﺦ ﺍﻋﺘﺮاف ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ الفرنسي ﺇﻳﻤﺎﻧﻮﻳﻞ ﻣﺎﻛرون ﺑﺎﻟﺴﻴﺎﺩﺓ ﺍﻟﻤﻐﺮﺑﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺇﻗﻠﻴﻢ ﺍﻟﺼﺤﺮاء ﺍﻟﻐﺮﺑﻴﺔ ﺍﻟﻤﺘﻨﺎزع ﻋﻠﻴﻪ.

 

ويرى المحلل السياسي العيد زغلامي، أن قضية الكاتب بوعلام صنصال تعتبرها السلطات الحكومية في الجزائر شأنا داخليا بامتياز باعتباره حاملا لجواز سفر جزائري، علاوة على أنه اشتغل سابقا في دوائر حكومية جزائرية ولم يحصل على الجنسية الفرنسية إلا قبل بضعة أشهر.

 

ويقول زغلامي، لـ"النهار"،  إن "أي مواطن تعامله السلطات القضائية الجزائرية حسب القوانين المعمول بها في البلد... لقد أُوقف وفق مذكرة اعتقال واضحة التهم وينتظر محاكمته وفق قانون العقوبات الجزائري"، مؤكداً أن الحكومة في الجزائر "ترفض أي نوع من أنواع التدخل في القضية مهما كانت سواء طلباتٍ للزيارة أو غيرها".

 

وبالنسبة لزغلامي، فإن "الجانب الفرنسي يحاول التطاول بطريقة أو بأخرى والضغط على الحكومة الجزائرية بشتى السبل سواء عبر ساسته أو عبر وسائل الإعلام أو حتى عبر البرلمان الأوروبي"، مؤكداً أن كل ذلك لن يجدي نفعا مع تمسك الجزائر بموقفها بخصوص القضية.

 

قانونياً، تقول المحامية لدى مجلس قضاء الطارف شرقي الجزائر سارة وادة إن قراءة بسيطة لمضمون اتفاقية 25 أيار (مايو) 1974 الموقعة بين حكومتي البلدين، تؤكد أن للجزائر الحق في رفض الطلب الفرنسي بزيارة صنصال.

 

وتضيف وادة، لـ"النهار"، أن المادة 33 من مضمون الاتفاقية تتحدث عن وجوب إبلاغ الطرف الآخر بأي تدابير تقيد حرية أحد رعاياها، و"هنا مربط الفرس"، مشيرة إلى أن السلطات الجزائرية استخدمت صلاحياتها وفق ما تمليه الاتفاقية باعتبارها صنصال مواطنا جزائريا وليس واحدا من الرعايا الفرنسيين.

 

وتذكّر وادة بحادثة رفض الجزائر استقبال المؤثر الجزائري "بوعلام" المطرود من فرنسا قبل بضعة أسابيع، مؤكدة أنها تعكس قراءة جيدة للسلطات الجزائرية للاتفاقيات ومضامينها، وهو ما تبين من خلال بيان الخارجية حينها والذي أكد أن السلطات الفرنسية لم تحترم نص المادة التي تلزمها بإبلاغ المصالح القنصلية الجزائرية بتوقيف المؤثر "بوعلام".

 

وحدث سِجال حادّ على أعلى مستوى بين الجزائر وباريس خلال الأيام والأسابيع الأخيرة، إذ طالب الرئيس ﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻲ وبشدة الجزائر بالإفراج عن صنصال، فيما راح ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ﺍﻟﺠﺰﺍﺋﺮﻱ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻤﺠﻴﺪ ﺗﺒون يصف صنصال بـ"المحتال والخائن ومجهول الأب وﺍﻟﻤﺒﻌﻮث ﻣﻦ ﻓﺮﻧﺴﺎ".

وفي ﺧﻄﺎﺏ ﺃﻣﺎم البرلمان ﺍﻟﺠﺰﺍﺋﺮي، وفي ﺳﻴﺎق ﺣﺪﻳﺜﻪ ﻋﻦ ﺃﺳﺒﺎﺏ تدهور علاقات ﺍﻟﺠﺰﺍﺋﺮ بفرنسا، ﻗﺎﻝ ﺗﺒﻮن: "ﺃﺭﺳﻠﺘﻢ ﻟﻨﺎ ﺧﺎﺋﻨﺎ ﻻ ﻳﻌﺮف ﺃباه ليقول ﻟﻨﺎ ﺇن ﻧﺼﻒ ﺍﻟﺠﺰﺍﺋﺮ ﻣﻠﻚ ﻟﺪوﻟﺔ ﺃﺧﺮى"، ﻓﻲ ﺇﺷﺎرة واﺿﺤﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻧﺰﻋﺎج اﻟﺴﻠﻄﺎﺕ ﺍﻟﺠﺰﺍﺋﺮﻳﺔ ﻣﻦ ﺗﺼﺮﻳﺤﺎت ﺃﺩﻟﻰ ﺑﻬﺎ ﺻﻨﺼﺎﻝ ﺇﻟﻰ ﻣﻮﻗﻊ ﻓﺮﻧﺴﻲ ﻗﺎل فيها إن "أراضي ﻣﻐﺮﺑﻴﺔ انتُزعت من الرباط وضُمت إلى الجزائر زمن الاﺳﺘﻌﻤﺎﺭ اﻟﻔﺮﻧسي".

 

وﺑﻴﻨﻤﺎ ﺗﺘﻤﺴﻚ الجزائر ﺑﻤﻮﻗﻔﻬﺎ ﻣﻦ ﻗﻀﻴﺔ اﻟﻜﺎﺗﺐ صنصال المسجون بتهم "المساس ﺑﺎﻟﻮﺣﺪة اﻟﻮﻃﻨﻴﺔ واﻟﺴﻼﻣﺔ الترابية للبلاد"، لا تزال الحكومة اﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ ﺗﻌﺮب ﻋﻦ ﻗﻠﻘﻬﺎ وﺗﻄﺎﻟﺐ بإطلاق سراحه، وهو الصدام الذي يبدو أن لا مخرج منه حسب متابعين.

ويعتقد زغلامي أن القضية تحت طائل القانون الجزائري، وبالتالي فإن العدالة الجزائرية هي المخول الوحيد للبت فيها، لافتا إلى أن "الجزائر أمام موقف سيادي لا نقاش فيه خاصة مع ما يشهده القضاء من استقلالية".

 

ويشير إلى أن "الفرنسيين يحاولون استعمال وسائل غير مقبولة وتعقيدات وتحريض بحق الجزائريين المقيمين في فرنسا أو المسافرين إليها"، حيث تتخذ باريس بعض التجاوزات بحقهم كذريعة مثل ملف التأشيرات وقضية ديون المستشفيات الفرنسية، وأخيرا وليس آخرا الاستفزازات في المطارات، وهو ما يعد خارج الأعراف والتقاليد الدبلوماسية المتعارف عليها دوليا.

 

وفي تطور لافت استدعت الجزائر الثلاثاء، السفير الفرنسي لديها وأبلغته "احتجاجا شديدا" ضد ما وصفته بالمعاملة "الاستفزازية وغير المقبولة" التي يتعرض لها مواطنون جزائريون في مطارات باريس.

 

وقالت الخارجية الجزائرية، في بيان، إن "الجزائر تسجل بقلق بالغ شهادات متطابقة لعدد من المواطنين الجزائريين حول المعاملة الاستفزازية والمهينة والتمييزية التي يتعرضون لها من قبل شرطة الحدود في مطاري رواسي شارل ديغول وأورلي".

 

وطلبت السلطات الحكومية في الجزائر من سفير فرنسا إبلاغ حكومته بضرورة وضع حد لهذه التصرفات "وبشكل عاجل".

 

هذا التوتر المتصاعد جعل مستقبل العلاقات الجزائرية الفرنسية غامضا، وهو ما دفع المحلل السياسي العيد زغلامي للاعتراف بتعقد الأمور وسوداوية السحابة غير العابرة التي تميز سماء الجزائر وفرنسا وباقي المجموعة الأوروبية خاصة مع القرار الجزائري الأخير بمراجعة اتفاق الشراكة مع الاتحاد الأوروبي.

 

ويستطرد قائلا: "رغم ذلك، وضعية الجزائر مريحة نوعا ما ولا تخشى كل هذه الضغوط، لاسيما وأنها تعتبر مزوّدا هاما لفرنسا ولأوروبا بالغاز ومساهمتها فاعلة في السوق الأوروبية".

 

العلامات الدالة

الأكثر قراءة

المشرق-العربي 10/8/2025 3:44:00 AM
أقدم شقيق النائب الأردني السابق قصي الدميسي على إطلاق النار من سلاح رشاش تجاه شقيقه عبد الكريم داخل مكتبه، ما أدى إلى وفاته على الفور.
اقتصاد وأعمال 10/8/2025 7:17:00 PM
ما هو الذهب الصافي الصلب الصيني، ولماذا هو منافس قوي للذهب التقليدي، وكيف سيغير مستقبل صناعة المجوهرات عالمياً، وأهم مزاياه، وبماذا ينصح الخبراء المشترين؟
النهار تتحقق 10/8/2025 9:20:00 AM
إعلان مفرح من محمد شاكر خلال الساعات الماضية. "صدر حكم ببراءة والدي، فضل شاكر"، وفقاً للمتناقل. فيديو تكشف "النّهار" حقيقته.  
سياسة 10/8/2025 1:16:00 AM
تمام بليق يوضح حقيقة ما جرى مع الشيخ حسن مرعب في صيدا