مؤثرات مصريات يهاجمن دعاة "متشددين": تسببوا بجرائم مروعة ضد النساء (فيديو)

شمال إفريقيا 16-12-2025 | 21:09

مؤثرات مصريات يهاجمن دعاة "متشددين": تسببوا بجرائم مروعة ضد النساء (فيديو)

تُعد جريمة "عروس المنوفية" من أحدث هذه الوقائع وأكثرها إثارة للغضب.
مؤثرات مصريات يهاجمن دعاة "متشددين": تسببوا بجرائم مروعة ضد النساء (فيديو)
"كريمة" عروس المنوفية - (فايسبوك)
Smaller Bigger

شهدت مصر أخيراً جرائم عنف مروعة ضد نساء، معظمهن في ريعان الشباب، ما أحدث صدمة واسعة وردود فعل غاضبة داخل المجتمع. ومن أبرز تلك الردود، وأكثرها تفاعلاً ولفتاً للانتباه، حملة قادتها مؤثرات على مواقع التواصل الاجتماعي ضد دعاةٍ إسلاميين، اعتبرن أن خطابهم "المحرِّض" ضد المرأة أسهم في تهيئة العقول للعنف، وأفضى إلى تلك الجرائم المروعة.

 


 

 

 

وتُعد جريمة "عروس المنوفية" من أحدث هذه الوقائع وأكثرها إثارة للغضب، وقد راحت ضحيتها سيدة حديثة الزواج في محافظة المنوفية، حيث ظل زوجها يضربها حتى أجهض حملها، وكسر أحد أضلاع قفصها الصدري، واستمر في ركلها بقدميه إلى أن فارقت الحياة.

 


ويُعد ضرب الرجل لزوجته، في بعض الأوساط، أمراً مقبولاً "دينياً" باعتباره "تقويماً للمرأة إذا اعوجّت". ورغم تأكيد الأزهر والمؤسسات الدينية الرسمية فساد هذا الفهم للنص القرآني، فإنه لا يزال شائعاً بسبب التأثير الواسع للخطاب السلفي المتشدد في المجتمع.

 

 

 

 

وفي محافظة أسيوط، أقدم رجل على فصل رأس عروسه عن جسدها ليلة زفافهما، وحمل رأسها إلى والدها، بعدما ظنّ أنها ليست عذراء، إلا أن الطب الشرعي أثبت أنها كانت لا تزال بكراً بعد وفاتها.
وتُقدّر حوادث العنف ضد النساء في مصر بالمئات، بحسب دراسة متخصصة حديثة. ولفتت الدراسة، التي أجراها "مرصد جرائم العنف الموجَّه ضد النساء والفتيات في مصر"، إلى نقطة بالغة الأهمية، وهي أن العنف داخل الأسرة يُستخدم، في بعض الأحيان، أداة للضبط الاجتماعي. وتُعد هذه النقطة، تحديداً، من بين الأسباب التي تدفع المؤثرات والمهتمين بمكافحة العنف ضد المرأة إلى اتهام الدعاة المتشددين.

 

تهيئة المناخ
عن مدى صدقية الاتهامات الموجَّهة للدعاة المتشددين ودورهم في تزايد جرائم العنف ضد النساء، تقول رئيسة "المركز المصري لحقوق المرأة" نهاد أبو القمصان لـ"النهار": "من دون شك، فإن الخطاب المتشدد لبعض الدعاة لعب دوراً مباشراً وغير مباشر في تهيئة المناخ الذي أفضى إلى هذه الجرائم المروعة".
وترى أبو القمصان أن الخطاب الديني ليس وحده المسؤول، بل يضاف إليه "تخاذل الدولة والأزهر في المواجهة".

 

 

وتضيف: "الخطاب المتشدد لا يقتل بيده، لكنه يشرعن القتل رمزياً. حين تُصوَّر المرأة بوصفها كائناً ناقصاً، أو مصدر فتنة، أو مشروع اعتداء أخلاقي، وحين تُربط سلامة المجتمع بضبط النساء وقهرهن، فإن هذا الخطاب يخلق بيئة نفسية واجتماعية مهيأة للعنف. في هذه البيئة يصبح الاعتداء مفهوماً، والقتل مبرراً، والضحية مدانة سلفاً".
وتشير الحقوقية المصرية إلى أن "الخطر الحقيقي لا يكمن في رأي متشدد عابر، بل في تكراره وانتشاره وتحويله إلى وعي عام عبر منابر دينية، ومنصات رقمية، وصفحات دعوية تملك جمهوراً واسعاً. هنا يتحول التحريض من مجرد رأي إلى قوة اجتماعية ضاغطة، تُنتج أفراداً مستعدين لممارسة العنف وهم مقتنعون أخلاقياً ودينياً بأنهم على حق".
وتعتبر أبو القمصان أن "ما نشهده اليوم ليس موجة هجوم على دعاة، بل موجة وعي متأخرة"، لافتة إلى أن "العنف ضد النساء لا يولد فجأة، بل يُزرع بالكلمة، ويُروى بالتحريض، ويُحصد بالدم".



انهيار ثقافي
من جانبه، يرى استشاري الطب النفسي والصحة النفسية الدكتور جمال فرويز أن الخطاب المتشدد لا يؤثر إلا حين يفتقد الشخص للثقافة، وحين تُدمَّر الهوية، ويقول لـ"النهار": "للأسف الشديد، تعرضت مصر لهجمة وهابية عنيفة في السبعينيات أثرت في هويتها".

 

 

ويضيف: "ثقافتنا نهرية، تتميز بالحب والخير والسلام، لكن الغزو الوهابي، بخيره وشره، ومن دون أن أنتقده، أحدث ازدواجية دينية في المجتمع حين أُقحم في ثقافتنا، فصرنا نتحدث عن الدين كثيراً، ونطالب بناتنا بالحجاب أو النقاب، وفي الوقت ذاته نتحرش، ونغازل، ونشاهد مواقع إباحية".
ويشير فرويز إلى أن "هذا التشوه الثقافي أثّر سلباً في العلاقات الاجتماعية، فارتفعت نسب الطلاق وجرائم العنف، وهو أمر متوقع، إذ جرى تدمير الهوية الأصلية، فنتج عنه مسخٌ ثقافي".



حشد وتوثيق
وحالياً، تقود مؤسِّسة "مبادرة الست المصرية" حليمة الشريف حملة نشطة لحشد الجهود وجمع مقاطع الفيديو والتدوينات، تمهيداً لمقاضاة أحد أبرز الدعاة الذين وُجِّهت إليهم أصابع الاتهام عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وهو الشيخ عبد الله رشدي.

 

 

وتركّز معظم تدوينات رشدي على النساء، وقد أثارت آراؤه كثيراً من السجالات والانتقادات، لكنها في الوقت نفسه تلقى قبولاً واسعاً لدى متابعيه.
وبثّت المؤثرة ياسمين الشبراوي مقطع فيديو حظي بتفاعل واسع، تضمّن سخرية ممزوجة بالألم، أشارت فيه إلى أنها باتت تفتقد الزمن الذي كانت تموت فيه المرأة بشكل طبيعي، بعدما أصبحت تدخل بثوب زفافها الأبيض وتخرج في كفن أبيض. كما دعت المشايخ المتشددين إلى البحث عن محتوى آخر بعيداً من المرأة.



غزوة رقمية
يرى متخصصون في حركات الإسلام السياسي أن الخطاب السلفي المتشدد، الذي انتشر على نطاق واسع في مصر خلال العقود الأخيرة وغيّر مزاج كثير من المصريين، أسهم في غرس فتن مجتمعية باتت معضلة، وخرّب العلاقات الأسرية، ودفع نسب الطلاق إلى الارتفاع لمستويات غير مسبوقة، لا سيما في الزيجات الحديثة.


 

 

ويتزامن ارتفاع مستويات العنف ضد النساء مع نشاط لافت للدعاة السلفيين على مواقع التواصل الاجتماعي، التي تشكّل الفئة العمرية من 18 إلى 34 عاماً نحو 70 في المئة من مستخدميها.
وبحسب متخصصين في حركات الإسلام السياسي، فإن التيار السلفي، الذي سيطر على مساجد مصر لعقود متتالية، نشّط دعاته مؤخراً على الإنترنت، بعدما حدّت السلطات المصرية من سيطرتهم على المساجد خلال السنوات الأخيرة، واشترطت تصريحاً رسمياً لمن يعتلون المنابر. وقد سرّع ذلك من وصول خطابهم إلى الشباب، وأسهم في إفساد المجتمع وتشويه مفاهيم الأخلاق، وحصرها في مظاهر شكلية بدل المعاملات الإنسانية، ما أدى إلى جرائم وانتهاكات لم يعهد المصريون مثيلاً لها من قبل.


العلامات الدالة

الأكثر قراءة

دوليات 12/14/2025 3:19:00 PM
تحوّل صاحب متجر الفواكه أحمد الأحمد إلى "بطل بوندي" بعدما انتزع سلاح أحد المسلحين خلال هجوم على احتفال الحانوكا في شاطئ بوندي بسيدني، منقذًا عشرات الأرواح قبل أن يُصاب ويُنقل إلى المستشفى.
دوليات 12/15/2025 1:50:00 PM
يقضي الأطفال ووالدتهم معظم وقتهم في التسوق، ويملأون منزلهم الروسي الجديد بالسلع الفاخرة، بحسب مصدر قريب من العائلة.
دوليات 12/15/2025 2:38:00 PM
تحدّثت تقارير عن صلة محتملة لإيران واستخباراتها بهجوم سيدني.
العالم 12/14/2025 11:00:00 PM
الأب لقي حتفه بينما يرقد الابن في المستشفى.