بين حسابات الطاقة وردع الانفجار الإقليمي: مسار جديد للعلاقات المصرية – الأميركية

شمال إفريقيا 11-12-2025 | 20:21

بين حسابات الطاقة وردع الانفجار الإقليمي: مسار جديد للعلاقات المصرية – الأميركية

تبذل واشنطن جهوداً حثيثة لخفض التوتر المتصاعد بين مصر وإسرائيل، باعتباره فتيل قنبلة باتت جاهزة للانفجار في أي لحظة.
بين حسابات الطاقة وردع الانفجار الإقليمي: مسار جديد للعلاقات المصرية – الأميركية
لقاء بين السيسي وترامب على هامش "قمة شرم الشيخ للسلام" 2025 - (الرئاسة المصرية)
Smaller Bigger

يرى محللون أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب يدفع بقوة نحو تعزيز العلاقات المصرية – الأميركية، ونقل الشراكة الاستراتيجية التي تأسست بين البلدين قبل نحو نصف قرن إلى آفاق أكثر رحابة، على المستويين الثنائي والإقليمي.


ويختلف هذا التوجه بدرجة كبيرة عن نهج سلفه جو بايدن، ويأتي في إطار ما يمكن وصفه بأنه "ضبط إيقاع" الشرق الأوسط، الذي كان على "شفير الانفجار" قبل أشهر قليلة، إلى أن تدخل ترامب وطرح خطة لإنهاء الحرب في قطاع غزة وإحلال السلام في المنطقة الملتهبة.


ونجح الرئيس الأميركي فعلياً في إدخال المرحلة الأولى من خطته حيّز التنفيذ، وإن كان هشّاً. وقد تحقق هذا النجاح بالتعاون الوثيق مع القاهرة، ومشاركة فاعلة من الدوحة وأنقرة.


ويوم الثلاثاء، جرى اتصال هاتفي مهم بين وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي ونظيره الأميركي ماركو روبيو، تناول خلاله الجانبان سبل دعم الشراكة الاستراتيجية بين مصر والولايات المتحدة، وتطورات الأوضاع في المنطقة.

 


وترى المحللة السياسية الأميركية إيرينا تسوكرمان أن هذا الحوار يشكل مؤشراً بالغ الأهمية، وتقول لـ"النهار" إن ذلك "يشير إلى أن واشنطن تعيد تقدير مواقفها نحو القاهرة في لحظة من الاضطراب الإقليمي الشديد، وتتجاوز نهج إدارة الرئيس جو بايدن حيال مصر".

 

قمة فلوريدا
تبذل واشنطن جهوداً حثيثة لخفض التوتر المتصاعد بين مصر وإسرائيل، باعتباره فتيل قنبلة باتت جاهزة للانفجار في أي لحظة.


وبحسب خبراء ومحللين عسكريين واستخباراتيين وسياسيين مصريين تحدثوا إلى "النهار"، فإن الصدام بين الطرفين لم يعد مستبعداً، وأن السلام الموقع بينهما بات على المحك، بسبب سياسات حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو التي تضم أحزاباً دينية متطرفة.


ويرغب ترامب في عقد قمة تجمع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ونتنياهو في ولاية فلوريدا في نهاية الشهر الجاري.

 


وبينما أبدى رئيس الوزراء الإسرائيلي موافقة مبدئية، فإن الرئيس المصري متحفظ عن  لقاء نتنياهو. ورغم ذلك، ثمة مؤشرات تعزز احتمالات مشاركته.

 

ترامب والسيسي يوقعان اتفاق غزة في قمة شرم الشيخ. (الرئاسة المصرية)
ترامب والسيسي يوقعان اتفاق غزة في قمة شرم الشيخ. (الرئاسة المصرية)

 

لقاء مرجّح
يرجّح أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الأميركية في القاهرة الدكتور وليد قزيحة عقد القمة ثلاثياً، ويقول لـ"النهار": "ثمة شروط لدى السيسي لقبول لقاء نتنياهو، وكذلك توجد شروط ورغبة في تحقيق مكاسب لدى رئيس الوزراء الإسرائيلي. وما يرجّح مشاركتهما رغم ذلك أن ترامب يريد هذا اللقاء بقوة، وواشنطن قادرة على تلبية شروط الطرفين".


ويضيف قزيحة: "لدى الرئيس الأميركي رغبة في الحد من جموح نتنياهو، خصوصاً أن الصدام مع مصر لم يعد مستبعداً، وقد يقود ذلك إلى صراع يصعب تدارك تبعاته. لذا تُعد القمة مهمة لتهدئة الأوضاع في الشرق الأوسط".

 


ويلفت الخبير السياسي إلى أن "ترامب يرغب في تحقيق إنجاز سياسي كبير، لذا سيضغط لتلبية اشتراطات الطرفين. أما بالنسبة لنتنياهو، فسيكون موقف اللوبي اليهودي في الولايات المتحدة عاملاً مؤثراً؛ فإذا دعم اللوبي مطالبه فسيصعب على ترامب ممارسة ضغوط كبيرة عليه، أما إذا حدّ من طموحاته، فسيسهّل ذلك الأمر على الرئيس الأميركي".

إعادة صياغة
وتقول تسوكرمان: "اتسمت سنوات حكم بايدن بنمط طغت عليه نقاشات حقوق الإنسان وتسليم الأسلحة المشروط بضغوط الكونغرس، أما في عهد الرئيس ترامب فالبنية مختلفة، إذ يفضّل الديبلوماسية القائمة على العلاقات الشخصية".


وتضيف: "تدرك القيادة المصرية أن القنوات الرفيعة المستوى أهم من الإجراءات البيروقراطية. ويشير توقيت هذا الانخراط المتجدد، خصوصاً في سياق غزة، إلى أن واشنطن باتت ترى في القاهرة طرفاً لا غنى عنه في أي إطار لاستقرار المنطقة يمنع انزلاقها إلى تصعيد إقليمي مفتوح".

 


وتلفت إلى أن "مصر تسيطر على معبر رفح، وتدير قنوات استخباراتية مع كل من حماس وإسرائيل، وتوفر عمقاً لوجستياً للممرات الإنسانية. وهذه أوراق قوة لا تستطيع أي دولة أخرى تكرارها. ويبدو أن ترامب يزج بنفسه مباشرة في الدينامية الثلاثية بين مصر وإسرائيل والولايات المتحدة".


ديبلوماسية الطاقة
ويستخدم ترامب "ديبلوماسية الطاقة"، فهو يضغط على الإسرائيليين لتوقيع صفقة الغاز الطبيعي الضخمة مع مصر، والتي تقدر بنحو 35 مليار دولار، بعدما علقها نتنياهو "لأسباب محلية"، وربما لذلك بدأت المفاوضات بشأنها تتحرك مجدداً.


وتقول تسوكرمان: "يمثّل اتفاق الغاز المعلّق مفتاحاً لفهم المنطق الأوسع. فالصفقة، التي تحصل مصر بموجبها على الغاز الإسرائيلي وتسيّله لإعادة تصديره، كان من شأنها أن تعيد تشكيل جغرافيا الطاقة في شرق المتوسط". 

 


وتختتم حديثها: "سعت مصر إلى ترسيخ نفسها كمركز إقليمي للغاز الطبيعي المسال، بما ينعكس على استقرار اقتصادها، وجذب استثمارات طويلة الأجل، وتعزيز الروابط الاستراتيجية مع شركاء غربيين يرون في غاز شرق المتوسط ركيزةً للتنوع. وقد ألحق رفض نتنياهو إتمام الاتفاق ضرراً بالثقة بين الحكومتين، وخلق حالة من عدم اليقين الاقتصادي لدى القاهرة".

 


الأكثر قراءة

المشرق-العربي 12/11/2025 6:15:00 AM
قذائف المزّة والعمليتان اللتان لم يفصل بينهما شهر تحمل رسائل تحذيرية إلى الشرع وحكومته، والرسالة الأبرز مفادها أن القصر الرئاسي تحت مرمى الصواريخ.
المشرق-العربي 12/11/2025 2:25:00 AM
إنّها المرة الأولى التي تتهم المنظمة "حماس" وفصائل أخرى بارتكاب جرائم ضد الانسانية.
المشرق-العربي 12/11/2025 2:10:00 PM
شدد على ضرورة منح المحافظة حكماً ذاتياً داخلياً أو نوعاً من الإدارة الذاتية ضمن سوريا كوسيلة لحماية الأقليات وحقوقها.
اقتصاد وأعمال 12/11/2025 10:44:00 AM
تكمن أهمية هذا المشروع في أنه يحاول الموازنة بين 3 عوامل متناقضة: حاجات المودعين لاستعادة ودائعهم بالدولار الحقيقي، قدرة الدولة والمصارف على التمويل، وضبط الفجوة المالية الهائلة التي تستنزف الاقتصاد