تونس ودمشق: عام من البرود الديبلوماسي بعد سقوط الأسد

شمال إفريقيا 10-12-2025 | 06:38

تونس ودمشق: عام من البرود الديبلوماسي بعد سقوط الأسد

على خلاف أغلب الدول العربية، لم يحدث أي اتصال بين تونس ودمشق، ولم يُبادر أيٌّ من البلدين بالتواصل مع الآخر بشكل مباشر أو غير مباشر.
تونس ودمشق: عام من البرود الديبلوماسي بعد سقوط الأسد
الرئيسان السوري أحمد الشرع والتونسي قيس سعيد. (النهار)
Smaller Bigger

مرّ عام على سقوط بشار الأسد وتولّي الإدارة الجديدة الحكم في دمشق، ولا تزال العلاقات بين تونس وسوريا فاترة في غياب أيّ اتصالات مباشرة بين البلدين.


ويثير عدم التواصل بين تونس والإدارة السورية الجديدة برئاسة أحمد الشرع العديد من التساؤلات حيال خلفيات هذا الجمود، خصوصاً أن البلدين كانا قد أعادا للتو العلاقات الثنائية بينهما بعد نحو 12 سنة من القطيعة.


وعلى خلاف أغلب الدول العربية، لم يحدث أيّ اتصال بين تونس ودمشق، ولم يُبادر أيٌّ من البلدين بالتواصل مع الآخر بشكل مباشر أو غير مباشر.


في المقابل، وبعدما كانوا معفَيين منها، قررت الإدارة السورية الجديدة فرض رسوم تأشيرات على التونسيين الراغبين في زيارة دمشق، وعُدّت من بين الأعلى.

 


وكانت تونس قد أصدرت بياناً قبل سقوط النظام ندّدت فيه بالأحداث هناك، ثم اكتفت بعد إسقاطه ببيان ثانٍ شددت فيه على حق الشعب السوري في تقرير مصيره.

 

برود ديبلوماسي

وكثيراً ما أبدى الرئيس التونسي قيس سعيد حرصه على عدم التدخل في شؤون الدول الأخرى انطلاقاً من سياسات تونس الثابتة التي تقوم على احترام سيادة الدول، وهو ما قد يكون السبب وراء تعاملها بحذر مع ما يحدث في سوريا باعتباره "شأناً داخلياً" وفق مراقبين.


ويقول الباحث السياسي خالد كرونة، لـ"النهار"، إنه أصبح جلياً بعد مرور عام على سقوط نظام الأسد، أن تونس – خلافاً لجلّ الدول العربية – تتعامل بحذر مع حكام دمشق الجدد.

 


من جهته، يقول الكاتب طارق الكحلاوي إن العلاقات بين البلدين تتسم بـ"البرود الديبلوماسي"، لكنه يشير إلى أن تونس تعترف ضمناً بالإدارة السورية الجديدة باعتبار أن السفير السوري يواصل عمله بشكل طبيعي.

 

الرئيس التونسي قيس سعيد يخضر عرضاً عسكرياً إحياءً لذكرى الشهيد. (الرئاسة التونسية)
الرئيس التونسي قيس سعيد يخضر عرضاً عسكرياً إحياءً لذكرى الشهيد. (الرئاسة التونسية)

 

الموقف من إسرائيل

وعن أسباب هذا "الفتور" في العلاقة بين البلدين، يُجمع مراقبون على أن تونس تنظر بحذر إلى سياسات الإدارة السورية الجديدة، خصوصاً في ما يتعلق بالموقف من العلاقات مع إسرائيل، وهي التي لا تخفي رفضها للتواصل معها بأيّ شكل من الأشكال.


ويرى كرونة أن "الموقف الرسمي لا ينسجم فقط مع المزاج الشعبي الغالب في تونس، بل أيضاً مع موقف البلاد من الصراع العربي-الإسرائيلي، وخاصة خلال العامين الأخيرين من الحرب على غزة". ويوضح: "كان موقف تونس الرسمية لافتاً في كل اجتماعات جامعة الدول العربية وفي منظمة المؤتمر الإسلامي وغيرهما من المحافل الدولية، وعبّرت عنه عبر الاحترازات المتكررة حال صدور البيانات والمواقف".


بدوره، يشدد الكحلاوي على أن تونس "لا ترى أن التغيير الحاصل على رأس السلطة في سوريا يخدم الموقف العربي من إسرائيل".

 

صفحة الإرهاب لم تُطوَ

يقول كرونة إن "تونس التي لا تزال تكافح لطيّ صفحة الإرهاب، لا تنظر إلى الوافدين على قصر الحكم في دمشق دون استحضار ماضيهم من جهة، ودون النظر إلى ارتباطاتهم والسياق الدولي الذي أنتجهم ولا يزال يرعاهم من جهة أخرى".


ومنذ سقوط النظام في سوريا وفتح السجون، عبّرت أصوات عدة في تونس عن مخاوفها من خطر عودة المقاتلين التونسيين الذين كانوا قد توجهوا إلى سوريا بعد أحداث 2011 للانضمام إلى التنظيمات المسلحة هناك، وقد قُدّر عددهم بالآلاف.

 


وكانت العديد من التقارير قد تحدثت عن اتصالات بين تونس ونظام الأسد قبل سقوطه بهدف التنسيق حيال هذا الملفّ، الذي يعدّ أحد الملفات التي تثقل الذاكرة التونسية ما بعد 2011، ومن أجله تتواصل محاكمات قيادات الإسلاميين.

 

علاقات الحدّ الأدنى

وتحتفظ تونس ودمشق، في المقابل، بالحد الأدنى من العلاقات، وتواصل سفارتا البلدين العمل بنحو طبيعي. وتظهر البيانات الرسمية المنشورة على صفحاتهما أنشطة روتينية تتعلق بمتابعة شؤون مواطنيهما.


ويقول كرونة إنه رغم احتفاظ تونس بتمثيليتها الديبلوماسية في دمشق، لا يبدو أن تغييراً مهماً سيطرأ على العلاقات مع سوريا في ساحة إقليمية قلقة ومتقلبة، وسيظل التريث – في تقديره – "سيّد الموقف".


العلامات الدالة

الأكثر قراءة

المشرق-العربي 12/8/2025 10:41:00 AM
فر الأسد من سوريا إلى روسيا قبل عام عندما سيطرت المعارضة بقيادة الرئيس الحالي الشرع على دمشق
المشرق-العربي 12/8/2025 5:03:00 PM
تُهدّد هذه الخطوة بمزيد من التفكك في اليمن.
النهار تتحقق 12/8/2025 10:43:00 AM
الصورة عتيقة، وألوانها باهتة. وبدا فيها الرئيس السوري المخلوع واقفا الى جانب لونا الشبل بفستان العرس. ماذا في التفاصيل؟ 
النهار تتحقق 12/8/2025 2:57:00 PM
الصورة حميمة، وزُعِم أنّها "مسرّبة من منزل ماهر الأسد"، شقيق الرئيس السوري المخلوع بشار الأسد. ماذا وجدنا؟