مصر تكثف مساعيها للانتقال إلى المرحلة الثانية من "خطة ترامب"
كثفت مصر تحركاتها واتصالاتها، أخيراً، بهدف الانتقال إلى المرحلة الثانية من خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب بشأن وقف الحرب في قطاع غزة وإحلال السلام في منطقة الشرق الأوسط، بحسب ما أكدته مصادر مطلعة لـ"النهار".
تأتي تلك التحركات في وقت تفيد تقارير إعلامية عبرية بأن إسرائيل أبلغت واشنطن بأنها لن تتمكّن من الانتقال للمرحلة التالية من الخطة، إلا إذا تسلمت رفات اثنين من الأسرى في غزة.
وبينما يكتنف الغموض المشهد الراهن، ويبدو فيه التحرك للمرحلة التالية "مجمداً"، يقول وكيل الاستخبارات المصرية السابق اللواء محمد إبراهيم الدويري لـ"النهار" إن "مصر تسابق الزمن من أجل وضع خطة الرئيس ترامب موضع التنفيذ، والتحرك مع جميع الأطراف من أجل تثبيت وقف إطلاق النار، وإنهاء الحرب تماماً كأولوية أولى".
اللواء محمد إبراهيم الدويري
نقطتان رئيسيتان
يضيف الدويري: "تعطي مصر أيضاً أولوية لإدخال أكبر قدر من المساعدات الإنسانية للقطاع، حتى يتم توفير بعض مقومات الحياة للفلسطينيين في كل أنحاء القطاع، وبما يساعدهم على البقاء في أرضهم".
ويشير إلى أن "التحرك المصري المكثف يركز على نقطتين رئيسيتين: أولاهما العمل على الانتهاء من تشكيل اللجنة الفلسطينية المستقلّة، التي سوف تدير غزة خلال الفترة الانتقالية، ودفعها لبدء العمل على الأرض. أما الثانية فهي تدريب القوات الفلسطينية التي ستتولى تأمين القطاع، بالتنسيق مع قوة الاستقرار الدولية، التي لا تزال في طور التشكيل وتحديد طبيعة المهام الموكلة إليها".
صورة متداولة لشاب يوزع حلوى في غزة بعد توقيع اتفاق وقف إطلاق النار في تشرين الأول/أكتوبر الماضي
مرحلة صعبة
ثمة صعوبة جلية؛ فرغم محاولة الوسطاء التأكيد على ضرورة الانتقال إلى المرحلة التالية من خطة ترامب، التي تتضمن 20 بنداً، فإن تعقيدات المشهد تعوّق المضي في الاتفاق الذي تمّ توقيعه في قمة شرم الشيخ، يوم 13 تشرين الأول/أكتوبر الماضي.
ويقول ضابط الاستخبارات السابق: "يجب أن نقرّ بحقيقة لا تقبل الشك، مفادها أن مرحلة اليوم التالي تعتبر صعبة للغاية، وتتطلب بذل جهود مكثفة وصادقة مشفوعة بإرادة سياسية قوية من الأطراف كافة، سواء أكانوا من الإسرائيليين، أم من الفلسطينيين، أم من الوسطاء، والدول الضامنة. وتالياً، فإن الواقع يشير إلى أن تنفيذ خطة الرئيس ترامب بمراحلها المختلفة، سيواجه عقبات عدّة، تتطلّب حلولاً عاجلة وجذرية، من أجل أن ننتقل من مرحلة الحرب والدمار إلى مرحلة السلام والبناء والاستقرار، وهي الأصعب".
ويعتقد بأن "إسرائيل تحاول التركيز في تعاملها مع خطة الرئيس الأميركي من منطلق الجانب الأمني، وهذا يمثل أحد أهم العقبات التي لا بدّ من التغلب عليها، إذ إن الخطة الأميركية شاملة: أمنية واقتصادية وسياسية".
إجبار إسرائيل
يعلق الدويري على العراقيل التي يضعها نتنياهو في طريق السلام، قائلاً: "إسرائيل لا تزال تتمسك بموقفها بعدم الانتقال إلى المرحلة الثانية إلا عقب تسلّمها الجثامين كلها، حتى وإن بقي جثمان واحد. ولا شك في أنها تحاول أن تنقله ليكون موقفاً إسرائيلياً-أميركياً مشتركاً، لا موقفاً إسرائيلياً منفرداً، من أجل ألا تظهر كأنها تعرقل تنفيذ الخطة".
ويعتقد بأن "إسرائيل سوف تكون مجبرة على الانتقال إلى المرحلة الثانية، بعد انتهاء مشكلة الجثامين، ولكنها سوف تركز في بداية هذه المرحلة على مسألة نزع سلاح حماس وغزة، وهذه من أهم العقبات التي ستتطلب جهوداً مضنية، ومرونة كبيرة، وحلولاً مقبولة من الجميع، حتى يمكن التحرك لتنفيذ باقي بنود الخطة، ومن أهمها إعادة الإعمار، والانسحاب الإسرائيلي النهائي من غزة، ثم الأفق السياسي".
نبض