تقرير أممي: السودان من بين 6 دول مهدّدة بالجوع الكارثي

شمال إفريقيا 14-11-2025 | 09:21

تقرير أممي: السودان من بين 6 دول مهدّدة بالجوع الكارثي

انعدام الأمن الغذائي الحاد يعني أن الأسر غير قادرة ‏على تأمين احتياجاتها الغذائية اليومية
تقرير أممي: السودان من بين 6 دول مهدّدة بالجوع الكارثي
نازحون سودانيون (وكالات)‏
Smaller Bigger

في تقرير أممي مشترك يعكس تصاعد المخاطر الغذائية العالمية، صنّفت ‏منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة وبرنامج الأغذية العالمي  ‏السودان  ضمن الدول الست الأكثر عرضة لخطر المجاعة  أو الجوع ‏الكارثي، في سياق تحذير من حالة طوارئ غذائية قد تهدّد ملايين ‏الأرواح بحلول أيار/مايو 2026.‏


وأصدرت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (الفاو) وبرنامج ‏الأغذية العالمي تقريراً مشتركاً بعنوان "بؤر الجوع الساخنة"، حذّرتا فيه ‏من تفاقم انعدام الأمن الغذائي الحاد في 16 دولة ومنطقة خلال الفترة ‏الممتدة حتى أيار/مايو 2026.‏


‏ وأكد التقرير أن ملايين الأشخاص معرضون لخطر المجاعة، مشيراً ‏إلى أن ست دول تواجه تهديداً مباشراً بالجوع الكارثي، وهي السودان، ‏وفلسطين، وجنوب السودان، ومالي، وهايتي، واليمن. وبيّن التقرير أن ‏بعض المجتمعات في هذه الدول قد تصل إلى مرحلة المجاعة أو ما ‏يقاربها، في ظل تدهور الأوضاع الإنسانية وتراجع القدرة على تلبية ‏الاحتياجات الغذائية الأساسية، بحسب ما نقلت وسائل إعلام سودانية.‏


إلى جانب الدول الست الأكثر عرضة للمجاعة، أشار التقرير إلى أن ‏الوضع الغذائي يثير قلقاً شديداً في عدد من الدول الأخرى، من بينها ‏جمهورية الكونغو الديمقراطية، وميانمار، ونيجيريا، والصومال، ‏وسوريا، وأفغانستان. كما شملت بؤر الجوع الساخنة بوركينا فاسو، ‏وتشاد، وكينيا، بالإضافة إلى وضع لاجئي الروهينجا في بنغلاديش. ‏


وأوضح التقرير أن انعدام الأمن الغذائي الحاد يعني أن الأسر غير قادرة ‏على تأمين احتياجاتها الغذائية اليومية، وغالباً ما تلجأ إلى تدابير يائسة ‏مثل تقليص عدد الوجبات أو بيع ممتلكاتها الأساسية. وفي المرحلتين ‏الرابعة والخامسة من التصنيف الأممي، يتحول الجوع إلى خطر يهدد ‏الحياة بشكل مباشر.‏


وقالت المديرة التنفيذية لبرنامج الأغذية العالمي سيندي ماكين، إن ‏المجاعة ليست أمراً حتمياً، مؤكدة أن المجتمع الدولي يمتلك الأدوات ‏والمعرفة اللازمة للوقاية منها، لكنه بحاجة إلى موارد كافية وإرادة ‏سياسية للتحرك الفوري. ‏


وأشارت إلى أن الأطفال يُعدّون من الفئات الأكثر عرضة للخطر، حيث ‏يؤدي سوء التغذية إلى ضعف المناعة، ما يجعلهم أكثر عرضة للإصابة ‏بالأمراض والوفاة. وحذّر التقرير من أن التأخر في اتخاذ الإجراءات ‏اللازمة سيؤدي إلى خسائر بشرية كبيرة، ويزيد من التكاليف الإنسانية ‏المرتبطة بالأزمات الغذائية.‏

 

 

نازحة تقدم طعاماً لأطفال أيتام في معسكر جنوب كردفان بالسودان ‏‏(رويترز)‏
نازحة تقدم طعاماً لأطفال أيتام في معسكر جنوب كردفان بالسودان ‏‏(رويترز)‏

 

 

كذلك، سلّط التقرير الضوء على أربعة عوامل رئيسية تقف وراء تفاقم ‏أزمة الجوع في العالم، أولها الصراع والعنف، الذي يُعد السبب الرئيسي ‏في 14 من أصل 16 بؤرة جوع ساخنة. أما العامل الثاني فهو الصدمات ‏الاقتصادية، التي تشمل هشاشة الأنظمة المالية، ارتفاع مستويات الدين، ‏وزيادة أسعار المواد الغذائية. وجاءت الظواهر المناخية الشديدة في ‏المرتبة الثالثة، وتشمل الفيضانات والجفاف والأعاصير المرتبطة بظاهرة ‏النينيا. أما العامل الرابع فهو انخفاض المساعدات الإنسانية، حيث أدى ‏نقص التمويل إلى تقليص الحصص الغذائية وتقييد القدرة على علاج ‏حالات سوء التغذية.‏

 

في سياق التقرير، أكد مدير عام منظمة الأغذية والزراعة شو دونيو، أن ‏الصراع لا يزال المحرك الأساسي للجوع، لكنه أشار إلى أن الصدمات ‏المناخية وعدم الاستقرار الاقتصادي يُفاقمان الأزمة، ما يترك ملايين ‏الأشخاص دون شبكة أمان. ودعت الفاو وبرنامج الأغذية العالمي إلى ‏اتخاذ إجراءات عاجلة تشمل تقديم مساعدات إنسانية لإنقاذ الأرواح وسبل ‏العيش، وتنفيذ تدخلات استباقية قبل تفاقم الأزمات، إلى جانب الاستثمار ‏في بناء القدرة على الصمود لمعالجة الأسباب الجذرية للجوع، وليس فقط ‏أعراضه.‏


وشددت الوكالتان الأمميتان على أن المجتمع الدولي يواجه فرصة ضيقة ‏للتحرك، محذرتين من أن عدم الاستجابة سيؤدي إلى تفاقم أزمة الجوع، ‏ويزعزع استقرار المناطق المتضررة، ويتسبب في وفيات كان من ‏الممكن تفاديها.‏


‏ وأكدتا أن دعم جهود مكافحة الجوع يمكن أن يتم من خلال التبرع ‏لبرنامج الأغذية العالمي، والمساهمة في برامج الطوارئ التابعة لمنظمة ‏الأغذية والزراعة، إلى جانب الدعوة إلى العمل عبر مشاركة المعلومات ‏وحث القادة على إعطاء الأولوية للوقاية من المجاعة. ‏


وختم التقرير بالتأكيد على أن كل مساهمة، مهما كانت، تُسهم في توفير ‏الغذاء والتغذية والدعم المعيشي لمن هم في أمسّ الحاجة إليها.‏


الأكثر قراءة

تركيا 11/12/2025 8:41:00 AM
دفع المدير، التلميذ البالغ من العمر 13 عاماً بقوة عن الدرج، ثم ابتعد تاركاً إياه يتألم على الأرض من دون تقديم أي مساعدة.
لبنان 11/13/2025 3:19:00 PM
جعجع: مستقبل لبنان القريب  يجب ألّا يكون محصوراً بين خيارَي الحرب الأهلية أو حرب إسرائيلية جديدة
مجتمع 11/13/2025 4:43:00 PM
أكّد المدير العام للطيران المدني المهندس أمين جابر أنّ التحويل في مسار الرحلات جاء نتيجة الأحوال الجوية القاسية في الشمال.