مع انتهاء المرحلة الأولى من انتخابات مجلس النواب المصري، مساء الثلاثاء، وظهور مؤشرات إلى كثافة المشاركة في الداخل، يترقّب المرشحون والأحزاب السياسية إعلان النتائج الرسمية في 18 تشرين الثاني/نوفمبر الجاري.
وشهدت انتخابات الغرفة الأولى في البرلمان المصري إقبالاً لافتاً من الناخبين، سواء خلال تصويت الجاليات المصرية في الخارج في 117 دولة، يومي الجمعة والسبت، أو خلال الاقتراع في الداخل في 14 محافظة مصرية، يومي الإثنين والثلاثاء.
وتنافس في الانتخابات قرابة ألفَي مرشح، وفق نظامَي القائمة والفردي.

وبحسب تقرير تلقت "النهار" نسخةً منه، سجّل "تحالف نزاهة"، الذي يتابع الانتخابات المصرية، ويضم مراقبين من 16 دولة، تفاوتاً في نسب المشاركة، يوم الإثنين، إذ شهدت اللجان تزايداً في حجم الإقبال خلال ساعات التصويت الأخيرة، مع استمرار المشاركة اللافتة للمرأة في العملية الانتخابية.

عوامل محفِّزة
يرى الكاتب الصحافي أكرم القصاص أن الإقبال الذي شهدته الانتخابات النيابية في الداخل لم يكن مفاجئاً، إذ سبقته مؤشرات إيجابية خلال اقتراع المصريين في الخارج.

أكرم القصاص.

ويقول القصاص، لـ"النهار"، إن "المشاركة الكبيرة قد تكون حصلت نتيجة الأحداث الإيجابية التي شهدتها مصر في الآونة الأخيرة، مثل افتتاح المتحف المصري الكبير وقمة شرم الشيخ وغيرهما؛ فمثل هذه الأحداث تشجّع الناس على المشاركة في الانتخابات، سواء من منطلق دعم الدولة أو شعوراً بالمسؤولية الوطنية".
ويشير إلى أن "الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي تحدث مراراً عن أن المصريين يقفون دائماً إلى جانب دولتهم".
ويضيف القصاص نقطة يعتبرها أساسية، وهي أن "الحوار الوطني استمر لأكثر من عام، وقدّم توصيات مهمة، لكن لا الحكومة ولا مجلس النواب الحالي نفّذا منها شيئاً يُذكر؛ لذلك من المهمّ الاهتمام بتلك التوصيات، إلى جانب التركيز على الاقتصاد والأسعار وكلّ ما يمسّ حياة المواطنين مباشرة، حتى يشعر الناس بثمار الإصلاح الاقتصادي وغيره، وإلا سيكون الأمر خارج السياق العام".

مؤشرات وحشد
من جانبه، يقول الكاتب والباحث السياسي جمال رائف، لـ"النهار"، إن "الكثير من المؤشرات تدل على وجود إقبال كبير على الانتخابات النيابية، فقد نجحت الأحزاب في حشد أعداد واسعة من الناخبين".

جمال رائف.

ويضيف رائف: "كذلك، ربما ساهم التنافس بين المرشحين المستقلّين في تحفيز الناخبين على التوجّه إلى صناديق الاقتراع. وقد بدا الإقبال واضحاً من مختلف الفئات، خصوصاً النساء اللواتي يتقدّمن الصفوف دائماً في الممارسات الديموقراطية".
ويرى أن "المشهد الانتخابي يليق بروح ثورة 30 حزيران/يونيو 2013، التي خلقت تراكمات إيجابية لدى المصريين نراها اليوم في هذا الاستحقاق الانتخابي".
ورغم كثافة المشاركة، يؤكد الباحث السياسي أن العملية الانتخابية تسير بهدوء وانتظام، مشيراً إلى أن "البيانات الصادرة عن الهيئة الوطنية للانتخابات تؤكد أن الاقتراع جرى من دون عوائق تُذكر".

انتعاش المشاركة
تُظهر بيانات صادرة عن جهات مستقلّة وحزبية تزايد أعداد الناخبين في اليوم الثاني مقارنة باليوم الأول. وقد نشرت "تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين"، عبر صفحتها الرسمية، صوراً ومقاطع فيديو تعكس كثافة المشاركة في عدد من اللجان.
كذلك، أكّدت الصحف المحليّة انتعاش الإقبال، خصوصاً في اليوم الثاني من الاقتراع في محافظات المرحلة الأولى. ويرى محللون أن ارتفاع نسب المشاركة في اليوم الثاني، ولا سيما خلال الساعات الأخيرة، أمرٌ معتاد في الاستحقاقات الانتخابية، خصوصاً انتخابات مجلس النواب.