تستعد لجان الاقتراع في مصر لاستقبال الناخبين، الذين سيدلون بأصواتهم في المرحلة الأولى من انتخابات مجلس النواب، يومي الإثنين والثلاثاء؛ وذلك بعد انتهاء تصويت المصريين في الخارج، مع إغلاق آخر اللجان في مدينة لوس أنجليس الأميركية، عند الساعة السابعة من صباح الأحد (بتوقيت القاهرة).
وقد جرت عملية التصويت في المرحلة الأولى داخل 139 سفارة وقنصلية في 117 دولة، على مدى يومي الجمعة والسبت.

 

 

وأكد مراقبون وسياسيون مصريون، لـ"النهار"، أن العملية الانتخابية في الخارج مرّت بسلاسة، وشهدت إقبالاً لافتاً من أعضاء الجاليات المصرية، خصوصاً في السعودية والإمارات والكويت وقطر ولبنان والأردن، إلى جانب عدد من الدول الأوروبية، حتى في ظل ظروف الطقس غير المستقرّة في بعض المناطق.

"روح الأمل"
يعلّق عضو مجلس النواب الحالي، ومرشّح "القائمة الوطنية من أجل مصر"، مصطفى بكري، على المشاركة الكثيفة قائلاً: "أعتقد أن هذا الإقبال الكبير يدلّ على أن المشاركة أصبحت بنداً مهمّاً جدّاً على جدول أعمال كل مصريّ خارج البلاد".

 

مصطفى بكري.

ويضيف بكري، الذي يُعدّ من أقدم نواب البرلمان المصري، في حديثه لـ"النهار": "هذا الإقبال يعكس روح الأمل واستعداد الناس للمشاركة السياسية ودعم المرشحين المناسبين القادرين على أداء الخدمة العامة وتحمّل المسؤوليات في البرلمان المقبل".
ويرى أن المشاركة الكبيرة في الخارج تُنبئ بما سيحدث في انتخابات الداخل، معرباً عن توقّعه بأن "نشهد مشاركة واسعة في اللجان الانتخابية كافة لأسباب عدة".

 

 

ويعدّد بكري هذه الأسباب قائلاً: "أولاً، بات المواطن المصري مقتنعاً بأن المشاركة السياسية هي السبيل الوحيد لإحداث التغيير الحقيقي لصالح الوطن والمواطنين. ثانياً، شدة التنافس في المحافظات كافة، إذ هناك نحو 2000 مرشح مستقل، ما يجعل العملية الانتخابية مولّدة للأمل في نفوس الناس. ثالثاً، الإحساس العام بأن وجود مجلس النواب ضرورة لدعم الدولة الوطنية، خصوصاً في ظل الظروف الراهنة والتحديات التي تواجهها على مختلف الاتجاهات الاستراتيجية".

 

"دوافع عدّة"
من جانبه، يرى الكاتب والباحث السياسي جمال رائف أن المشاركة الكثيفة للجاليات المصرية في الخارج لم تأتِ من فراغ. ويقول لـ"النهار": "هناك دوافع عدة، من أبرزها ترسّخ ثقافة المشاركة في العقلية المصرية، فهذه هي الانتخابات العاشرة منذ ثورة 30 حزيران/يونيو 2013".

جمال رائف.

 

ويضيف رائف: "الدولة المصرية، بعد عام 2014، أولت اهتماماً خاصاً لمواطنيها في الخارج، فأنشأت وزارة لرعايتهم، وقدّمت لهم خدمات متنوّعة، كما وقفت إلى جانبهم في الأزمات الكبرى مثل جائحة كورونا والحرب الأوكرانية، وتمكّنت من إعادتهم إلى ديارهم وتأمين سلامتهم".
ويلفت إلى أن الدولة "حرصت أيضاً على ربط الأجيال الجديدة من المصريين في الخارج بوطنهم الأم"، مشيراً في الوقت نفسه إلى عاملين آخرين: "أولهما إدراك المصريين لما يحيط ببلدهم من واقع إقليمي مشتعل على مختلف الاتجاهات الاستراتيجية، وثانيهما سلوك جماعة الإخوان المسلمين التي دفعت عناصرها للتظاهر أمام السفارات المصرية ومحاولة اقتحامها، ما جعل كثيرين يشعرون بأن مشاركتهم في الانتخابات تحمل رسالة مفادها أن المصريين الحقيقيين يقفون إلى جانب دولتهم ويشاركون في العملية السياسية بإرادتهم الكاملة".

 

 

 

مشاركة مكثّفة
نشرت وزارة الخارجية المصرية وصفحات حزبية ومستخدمون لمواقع التواصل الاجتماعي صوراً ومقاطع فيديو أظهرت مشاركة كبيرة في دول عدة، بدت فيها علامات البهجة والحماسة على وجوه الناخبين، فيما حرص عدد منهم على رفع العلم المصري أو الاتشاح به.
وبحسب بيان غرفة العمليات المركزية التابعة لـ"تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين"، فقد سارت العملية الانتخابية بانضباط في مختلف اللجان حول العالم، وسُجّل إقبال كثيف في دول الخليج، خصوصاً في الكويت والسعودية والإمارات وقطر، كما رُصدت زيادة في أعداد الناخبين في اليوم الثاني بكل من الأردن ولبنان.
وأشار البيان كذلك إلى إقبال ملحوظ في بعض الدول الأوروبية، ولا سيما إيطاليا واليونان، إلى جانب ازدياد عدد الناخبين في اليوم الثاني بهولندا.