شمال إفريقيا
10-10-2025 | 18:21
بعد إشادة ويتكوف بالاستخبارات المصرية… لماذا كلّفها السيسي بالمهمّة؟
توجّه المبعوث الأميركي إلى رئيس الاستخبارات العامة المصرية اللواء حسن محمود رشاد، الذي كان حاضراً الاجتماع، قائلاً له: "لولاك سيدي، لما توصّلنا إلى هذا الاتفاق".

السيسي ورشاد (يميناً) وويتكوف وكشنر (يساراً) على هامش اللقاء بقصر الاتحادية
خلال استقبال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي مبعوثَي الرئيس الأميركي دونالد ترامب، ستيف ويتكوف وجاريد كوشنر، في قصر الاتحادية، بدا الامتنان واضحاً على وجه ويتكوف وهو يتحدث عن التعاون المثمر الذي شهدته المحادثات غير المباشرة بين حركة "حماس" وإسرائيل في شرم الشيخ، وعن نجاح المفاوضات في التوصّل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار وإطلاق الرهائن والأسرى.
وقال ويتكوف موجهاً حديثه إلى الرئيس المصري: "أودّ الإشارة إلى أن لديكم فريقاً رائعاً"، وأضاف: "لولا قيادتكم ومهارات فريقكم، لما كنا أنجزنا أيّ شيء".
هذه الإشادة الرفيعة كان لها صدى واسع في الأوساط المصرية، وأضافت زخماً للنقاش الدائر حيال الدور المحوري الذي قام به جهاز الاستخبارات في المفاوضات الصعبة، التي انطوت على قضايا شديدة التشابك والتعقيد بين وفدي "حماس" وإسرائيل.
تكليف رئاسي
يوضح وكيل الاستخبارات المصرية السابق اللواء محمد إبراهيم الدويري، من خلال خبرته الممتدة في هذا العالم المحاط بالسرية والغموض، بعض الجوانب التي لفتت الأنظار إلى الاستخبارات كلاعب رئيسي في المحادثات.
ويحلل الضابط السابق سبب تكليف الرئيس المصري الجهاز بتولي مهمة المحادثات الأخيرة، قائلاً: "تتعامل مصر مع القضية الفلسطينية انطلاقاً من قناعة راسخة بأنها جزء من الدائرة الأولى للأمن القومي المصري، ولذلك كانت تحركاتها دوماً في هذا الملف جادة وواعية ومدروسة ومحسوبة".
ويضيف أن "القاهرة تعتبر نفسها شريكاً كاملاً في هذه القضية منذ عقود طويلة، وأخذت على عاتقها ألا يهدأ لها بال إلا حين ترى الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة واقعاً قائماً على الأرض".
ويشير إلى أن "مصر تتمتع بعلاقات جيدة مع جميع الفصائل الفلسطينية بلا استثناء، وعلى اختلاف توجهاتها، ما منحها خبرة واسعة غير مسبوقة في التعامل مع الملف الفلسطيني - الإسرائيلي المعقد، وحققت من خلاله العديد من النجاحات".
في الكواليس
يتطرّق الدويري إلى تفاصيل المشهد في مفاوضات شرم الشيخ، قائلاً: "الاجتماعات المصرية مع مختلف الوفود كانت تُعقد على مدار الساعة، وتنوّعت بين لقاءات ثنائية وثلاثية ورباعية وأكثر من ذلك".
وقد لفتت عملية تأمين الوفود المشاركة الأنظار، خصوصاً بعد ظهور رئيس وفد "حماس" خليل الحيّة في لقاء متلفز مع الإعلامي سمير عمر على قناة "القاهرة الإخبارية"، حيث ظهر خلفه أحد عناصر قوات النخبة التابعة لجهاز الاستخبارات العامة المصرية، التي تحمل شعار GIS.
وعن هذا الجانب، يقول الدويري: "عملية التأمين في المفاوضات كانت دائماً جزءاً من منظومة العمل المتكاملة التي تميّز الاستخبارات العامة، وتشمل الإجراءات اللوجستية والموضوعية كافة. وقد كان من الطبيعي أن يكون التأمين في هذه الجولة أكبر من حيث الكم والكيف والظهور، ليس خشية من أي طارئ، بل لبث رسالة طمأنة إلى الوفود بأنهم جميعاً في كنف ’أرض السلام‘، ولا سيما وفد حركة حماس الذي تعرّض أخيراً لمحاولة اغتيال غادرة في قطر".
يؤكد الدويري أن "الرئيس السيسي يدفع دائماً في اتجاه حلّ القضية الفلسطينية، ويسخّر كل إمكانيات الدولة المصرية المتاحة في هذا الشأن، ثم تتحرك قيادة جهاز الاستخبارات في هذا الملف مدعومة أساساً بدعم القيادة السياسية، ويعاونها وفد أمني مصري متفانٍ ومحترف يمتلك خبرات متراكمة من سنوات طويلة من العمل الوطني الدؤوب، ما أتاح له أن يؤدّي دوراً محورياً ومؤثراً في مختلف جوانب القضية الفلسطينية".
ويرى أن "علاقة جهاز الاستخبارات الجيدة بجميع الوفود المشاركة في المفاوضات مكّنته من احتواء أي خلافات قد تطرأ، وهو أمر طبيعي في أيّ مفاوضات في العالم، إلا أن التركيز المصري ظلّ منصبّاً على تحقيق الهدف الرئيسي وهو إنهاء حرب الإبادة التي تشنّها إسرائيل على غزة، والتي تسبّبت بكارثة إنسانية غير مسبوقة".
ويختتم الدويري حديثه قائلاً: "من الواضح أن الجهد المصري الحالي يركّز على إنجاح تنفيذ المرحلة الأولى من خطة الرئيس الأميركي، لتوفير المناخ الملائم للمراحل التالية خلال الفترة المقبلة. ومن ثم، ستبقى الدولة المصرية حاضرة ومنخرطة بكامل مؤسساتها إلى أن تبدأ مفاوضات حلّ الدولتين، في ظل قناعة راسخة بأنه من دون إقامة الدولة الفلسطينية لا يمكن مطلقاً الحديث عن استقرار حقيقي في المنطقة".
وقال ويتكوف موجهاً حديثه إلى الرئيس المصري: "أودّ الإشارة إلى أن لديكم فريقاً رائعاً"، وأضاف: "لولا قيادتكم ومهارات فريقكم، لما كنا أنجزنا أيّ شيء".
ثم توجّه المبعوث الأميركي إلى رئيس الاستخبارات العامة المصرية اللواء حسن محمود رشاد، الذي كان حاضراً الاجتماع، قائلاً له: "لولاك سيدي، لما توصّلنا إلى هذا الاتفاق".
هذه الإشادة الرفيعة كان لها صدى واسع في الأوساط المصرية، وأضافت زخماً للنقاش الدائر حيال الدور المحوري الذي قام به جهاز الاستخبارات في المفاوضات الصعبة، التي انطوت على قضايا شديدة التشابك والتعقيد بين وفدي "حماس" وإسرائيل.
تكليف رئاسي
يوضح وكيل الاستخبارات المصرية السابق اللواء محمد إبراهيم الدويري، من خلال خبرته الممتدة في هذا العالم المحاط بالسرية والغموض، بعض الجوانب التي لفتت الأنظار إلى الاستخبارات كلاعب رئيسي في المحادثات.
اللواء محمد إبراهيم الدويري خلال محاضرة بالهيئة الوطنية للصحافة بمصر
ويقول الدويري لـ"النهار": "جهاز الاستخبارات العامة هو إحدى مؤسسات الدولة المصرية المنوط بها حماية الأمن القومي في الداخل والخارج، وهو دائماً على أهبة الاستعداد لتنفيذ أي مهام تكلفه بها القيادة السياسية، للمساهمة في الحفاظ على أمن واستقرار البلاد، مهما كانت طبيعة هذه المهام. ويمتلك الجهاز القدرات الكاملة التي تتيح له تنفيذ هذه المهام على أكمل وجه".
ويحلل الضابط السابق سبب تكليف الرئيس المصري الجهاز بتولي مهمة المحادثات الأخيرة، قائلاً: "تتعامل مصر مع القضية الفلسطينية انطلاقاً من قناعة راسخة بأنها جزء من الدائرة الأولى للأمن القومي المصري، ولذلك كانت تحركاتها دوماً في هذا الملف جادة وواعية ومدروسة ومحسوبة".
ويضيف أن "القاهرة تعتبر نفسها شريكاً كاملاً في هذه القضية منذ عقود طويلة، وأخذت على عاتقها ألا يهدأ لها بال إلا حين ترى الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة واقعاً قائماً على الأرض".
ويشير إلى أن "مصر تتمتع بعلاقات جيدة مع جميع الفصائل الفلسطينية بلا استثناء، وعلى اختلاف توجهاتها، ما منحها خبرة واسعة غير مسبوقة في التعامل مع الملف الفلسطيني - الإسرائيلي المعقد، وحققت من خلاله العديد من النجاحات".
في الكواليس
يتطرّق الدويري إلى تفاصيل المشهد في مفاوضات شرم الشيخ، قائلاً: "الاجتماعات المصرية مع مختلف الوفود كانت تُعقد على مدار الساعة، وتنوّعت بين لقاءات ثنائية وثلاثية ورباعية وأكثر من ذلك".
حسن محمود رشاد خلال محادثات شرم الشيخ - (فايسبوك)
ويضيف أن الهدف من هذه الاجتماعات كان "تذليل العقبات والتوافق على الآليات التنفيذية للخطة"، مشيراً إلى أن "هذه الاجتماعات المغلقة كانت ضرورية للغاية لحل جميع المشكلات قبل انعقاد أي اجتماع عام يضم الأطراف كافة، وهو الأسلوب الأمثل لاختراق العقد التي قد تعوق التوصّل إلى اتفاق. وقد نجحت مصر في ذلك بامتياز حتى خرج الاتفاق إلى دائرة الضوء".
وقد لفتت عملية تأمين الوفود المشاركة الأنظار، خصوصاً بعد ظهور رئيس وفد "حماس" خليل الحيّة في لقاء متلفز مع الإعلامي سمير عمر على قناة "القاهرة الإخبارية"، حيث ظهر خلفه أحد عناصر قوات النخبة التابعة لجهاز الاستخبارات العامة المصرية، التي تحمل شعار GIS.
وعن هذا الجانب، يقول الدويري: "عملية التأمين في المفاوضات كانت دائماً جزءاً من منظومة العمل المتكاملة التي تميّز الاستخبارات العامة، وتشمل الإجراءات اللوجستية والموضوعية كافة. وقد كان من الطبيعي أن يكون التأمين في هذه الجولة أكبر من حيث الكم والكيف والظهور، ليس خشية من أي طارئ، بل لبث رسالة طمأنة إلى الوفود بأنهم جميعاً في كنف ’أرض السلام‘، ولا سيما وفد حركة حماس الذي تعرّض أخيراً لمحاولة اغتيال غادرة في قطر".
تسخير الإمكانيات
يؤكد الدويري أن "الرئيس السيسي يدفع دائماً في اتجاه حلّ القضية الفلسطينية، ويسخّر كل إمكانيات الدولة المصرية المتاحة في هذا الشأن، ثم تتحرك قيادة جهاز الاستخبارات في هذا الملف مدعومة أساساً بدعم القيادة السياسية، ويعاونها وفد أمني مصري متفانٍ ومحترف يمتلك خبرات متراكمة من سنوات طويلة من العمل الوطني الدؤوب، ما أتاح له أن يؤدّي دوراً محورياً ومؤثراً في مختلف جوانب القضية الفلسطينية".
ويرى أن "علاقة جهاز الاستخبارات الجيدة بجميع الوفود المشاركة في المفاوضات مكّنته من احتواء أي خلافات قد تطرأ، وهو أمر طبيعي في أيّ مفاوضات في العالم، إلا أن التركيز المصري ظلّ منصبّاً على تحقيق الهدف الرئيسي وهو إنهاء حرب الإبادة التي تشنّها إسرائيل على غزة، والتي تسبّبت بكارثة إنسانية غير مسبوقة".
ويختتم الدويري حديثه قائلاً: "من الواضح أن الجهد المصري الحالي يركّز على إنجاح تنفيذ المرحلة الأولى من خطة الرئيس الأميركي، لتوفير المناخ الملائم للمراحل التالية خلال الفترة المقبلة. ومن ثم، ستبقى الدولة المصرية حاضرة ومنخرطة بكامل مؤسساتها إلى أن تبدأ مفاوضات حلّ الدولتين، في ظل قناعة راسخة بأنه من دون إقامة الدولة الفلسطينية لا يمكن مطلقاً الحديث عن استقرار حقيقي في المنطقة".
العلامات الدالة
الأكثر قراءة
المشرق-العربي
10/8/2025 3:44:00 AM
أقدم شقيق النائب الأردني السابق قصي الدميسي على إطلاق النار من سلاح رشاش تجاه شقيقه عبد الكريم داخل مكتبه، ما أدى إلى وفاته على الفور.
اقتصاد وأعمال
10/8/2025 8:04:00 AM
شوكولاتة دبي.. الحلوى التي غزت العالم من الإمارات
اقتصاد وأعمال
10/8/2025 7:17:00 PM
ما هو الذهب الصافي الصلب الصيني، ولماذا هو منافس قوي للذهب التقليدي، وكيف سيغير مستقبل صناعة المجوهرات عالمياً، وأهم مزاياه، وبماذا ينصح الخبراء المشترين؟
اسرائيليات
10/9/2025 3:20:00 PM
جلس في أحد المقاهي البيروتية واحتسى فنجان قهوة بين الزوار المحليين.