تصعيد عسكري غير مسبوق في الفاشر... والصحة العالمية تُطالب بإدخال إمدادات لإنقاذ حياة 130 ألف طفل

تشهد مدينة الفاشر في ولاية شمال دارفور تصعيدا عسكريا غير مسبوق، حيث أعلنت تنسيقية لجان المقاومة في تدوينة على فايسبوك اليوم السبت أن قوات الجيش السوداني تنفّذ عمليات نوعية في المحور الجنوبي للمدينة، وسط اشتباكات عنيفة مع قوات الدعم السريع.
في المقابل، أفاد وسائل إعلام بأن قوات الدعم السريع تواصل قصفها المدفعي المكثف على أحياء الفاشر، ما حول المدينة إلى ساحة حرب مفتوحة، وسط حالة من الذعر والهلع بين السكان المدنيين.
من جهته، أعرب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش عن قلقه البالغ إزاء الوضع في الفاشر، داعيًا إلى وقف فوري لإطلاق النار وحماية المدنيين المحاصرين منذ أكثر من 500 يوم.
وتخضع المدينة لحصار خانق وسط انعدام الخدمات الطبية والغذائية، فيما تتواصل المواجهات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع التي تسعى للسيطرة على آخر معاقل السلطة المركزية في دارفور.
مناشدة من "الصحة العالمية"
ودعا مدير منظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم، السبت، إلى السماح الفوري بوصول إمدادات من نيالا إلى الفاشر، لإنقاذ حياة 130 ألف طفل يعانون من سوء التغذية.
وتنفذ قوات الدعم السريع هجومًا متواصلًا منذ أسبوعين على الفاشر بولاية شمال دارفور، سيطرت خلاله على مواقع قريبة من قاعدة ومقار الجيش، بما في ذلك موقع سكن الجنود والضباط "الإشلاق".
وقال تيدروس أدهانوم، في تغريدة على منصة أكس إن منظمة الصحة العالمية "تُطالب بوصول الإمدادات المخزنة مسبقًا في نيالا إلى الفاشر فورًا، لأن الأرواح تعتمد على ذلك".
وأفاد بوجود 260 ألف شخص في الفاشر يحتاجون إلى المساعدة الصحية، كما بها 130 ألف طفل يعانون من سوء التغذية دون طعام كافٍ.
وتبعد مدينة نيالا بولاية جنوب دارفور عن الفاشر 200 كيلومتر تقريبًا.
وتنشر قوات الدعم السريع آلاف المقاتلين حول الفاشر لعرقلة وصول الإغاثة والأدوية والسلع إلى المدينة التي تحاصرها منذ نيسان/أبريل 2024، كما تتحكم في كل طرق الخروج والدخول بعد تشييد حاجز ترابي في محيط العاصمة التاريخية لإقليم دارفور.
وأشار أدهانوم إلى أن العديد من ضحايا العنف الجنسي في الفاشر يفتقرون إلى الرعاية الصحية والدعم النفسي.
وأوضح أن المدينة المحاصرة منذ أكثر من 500 يوم بها 5 آلاف حالة يُشتبه في إصابتها بالكوليرا، من بينها قرابة 100 وفاة مرتبطة بالمرض.
وذكر أن 35 منشأة صحية في الفاشر تعرّضت للتدمير، فيما نفدت إمدادات منظمة الصحة العالمية.
وتجاهلت قوات الدعم السريع جميع مطالب ونداءات الأمم المتحدة بتسهيل وصول المساعدات إلى الفاشر، بما في ذلك قرار مجلس الأمن الدولي الذي أصدره في 13 حزيران/يونيو 2024، مطالبًا القوات بوقف الحصار وخفض التصعيد.
ويُخشى أن تنفّذ القوات جرائم مروعة في توغلها البري لأحياء شمال المدينة ومخيم أبو شوك للنازحين، على غرار الانتهاكات الواسعة التي ارتكبتها عند اجتياحها مخيم زمزم في نيسان/أبريل السابق، وفقاً لوسائل إعلام سودانية.