شمال إفريقيا
14-08-2025 | 06:00
صدام حفتر على رأس الجيش الوطني الليبي: الوريث الذي يحظى بثقة أميركا
يعكس القرار توقعات بأن يلعب صدام حفتر دوراً كبيراً في الترتيبات التي يجري تحضيرها دولياً لإعادة صياغة المشهد الليبي.

صدام حفتر.
مثّل قرار قائد الجيش الوطني خليفة حفتر بتعيين نجله الأصغر صدام نائباً له مؤشراً قوياً على ترتيبات يجري بلورتها لانتقال هادئ لرأس قيادة القوات التي تُسيطر على شرق ليبيا وجنوبها. ولطالما ثار الجدل في ليبيا حيال المنافسة على خلافة خليفة حفتر في ظل معلومات عن تدهور حالته الصحية، بين نجليه صدام، الذي ترقّى بشكل سريع في مناصب قيادة "الجيش الوطني" إلى أن وصل لمنصب رئيس أركان القوات البرية، وشقيقه خالد الذي يشغل منصب رئيس أركان الوحدات الأمنية، قبل أن يحسم الأب الجدل بقراره الذي جاء متواكباً مع احتفالات الذكرى الخامسة والثمانين لتأسيس الجيش الليبي.
وبينما يعكس القرار توقعات بأن يلعب صدام دوراً كبيراً في الترتيبات التي يجري تحضيرها دولياً لإعادة صياغة المشهد الليبي، بدا أنه يراعي أيضاً التطورات الدولية الأخيرة، فصدام الذي بات يحظى بثقة الولايات المتحدة، بالإضافة إلى علاقاته بالروس، يمتلك أيضاً علاقات قوية بدول إقليمية مؤثرة في المشهد الليبي على رأسها الإمارات ومصر وتركيا، على عكس شقيقه خالد الذي ألقى بثقل تحالفه على موسكو، وغير مفضل لدى الأميركيين، وفق مصادر ديبلوماسية تحدثت لـ "النهار".
وكان قائد "الجيش الوطني" أطلق مطلع الأسبوع "رؤية 2030 لتحديث القوات المسلحة"، التي تهدف إلى "بناء جيش متطور، قادر على مواجهة التحديات الإقليمية والدولية، والحفاظ على الأمن والاستقرار"، وفق بيان نقل تأكيد حفتر على أن الجيش "هو صمام أمان ليبيا، وركيزة وحدتها الوطنية".
رئيس الائتلاف "الليبي – الأميركي" فيصل الفيتوري يرى أن قرار تعيين صدام حفتر نائباً لقائد الجيش الوطني في هذا التوقيت الدقيق "خطوة إيجابية نحو انتقال سلس للسلطة، بما يحافظ على تماسك المؤسسة العسكرية في ظل تحديات معقدة تواجه البلاد، وهو فرصة لحماية المكتسبات التي تحققت بشق الأنفس والبناء عليها"، لكنه يشدد على ضرورة إطلاق إصلاحات جادة يثق بأن صدام سيشرع في تنفيذها، بما يعزز من مهنية الجيش ويرسخ عملية إعادة هيكلة شاملة لقواته.
ويقول الفيتوري لـ"النهار": "لقد شهدت محطات هذه المؤسسة ما بُذل من جهد حتى وصلت إلى ما هي عليه اليوم من انضباط وتنظيم متقدمين، رغم ما واجهته من تحديات سياسية وأمنية. وبالنظر إلى الواقع الليبي، تظل هذه المؤسسة، بما تحافظ عليه من تراتبية وهيكلية، ركيزة يمكن البناء عليها، ليس فقط كضامن للأمن الداخلي، بل أيضاً كعنصر ثقة واعتماد لدى الشركاء الدوليين، وفي مقدمتهم الولايات المتحدة التي ترى في ليبيا قاعدة استقرار محورية في أمن المتوسط وأفريقيا".
ويشير الفيتوري، الذي التقى صدام في أكثر من مناسبة، إلى أن الأخير يتمتع بشخصية قوية أكسبته ثقة عواصم مؤثرة في الملف الليبي، وعلى رأسها واشنطن، مؤكداً أن دوره سيكون محورياً ضمن الترتيبات الجديدة التي تتشكل للمشهد الليبي.
أما الباحث في الشؤون السياسية والاستراتيجية محمد امطيريد، فعدّ قرار تعيين النجل الأصغر لحفتر "ليس مجرد إجراء إداري، بل خطوة محسوبة تعكس إدراكاً لضرورة الانتقال المنظم داخل المؤسسة العسكرية. هذه الخطوة تحسم جدلاً استمر لسنوات حول من سيتولى دفة القيادة في حال غياب المشير خليفة حفتر"، مؤكداً أن القرار "يعزز مناخ الاستقرار داخل هرم الجيش ويُطمئن الحلفاء المحليين والدوليين على استمرارية النهج العسكري الحالي".
ويلفت امطيريد، لـ"النهار"، إلى أنه "على الصعيد الداخلي، يمتلك صدام شبكة علاقات راسخة ومتعددة المستويات مع النخب السياسية والقبلية في شرق ليبيا وجنوبها، وهو ما يوفر له غطاءً اجتماعياً وسياسياً يمكنه من إدارة الملفات الحساسة، خصوصاً في مناطق تشكل العمق الاستراتيجي للجيش. أما خارجياً، فقد أثبت قدرته على إدارة علاقات متوازنة مع أطراف إقليمية ودولية ذات مصالح متناقضة في ليبيا، وهو توازن نادر في السياق الليبي المضطرب، ما قد يتيح له لعب دور محوري في ضمان الدعم الخارجي للمؤسسة العسكرية"، مضيفاً: "في ضوء التحضيرات الجارية لترتيبات سياسية وأمنية جديدة، ربما تتضمن إعادة رسم ملامح السلطة في ليبيا، فإن هذا التعيين يضع صدام في موقع مؤهل ليكون أحد أبرز صانعي القرار في المرحلة المقبلة، وربما أحد مهندسي التوازن بين البنية العسكرية والمشهد السياسي العام".
وبالمثل، يدافع المحلل السياسي الليبي عمر أبو سعيدة عن تعيين صدام متجاوزاً التراتبية العسكرية، إذ يرى أن المؤسسة العسكرية الليبية "تواكب الحداثة والتطوير من خلال خفض المعدلات العمرية والاعتماد على الشباب، وستكون هناك تغييرات جديدة فعالة في تطوير المؤسسة العسكرية ومستقبلها مع ضمان استقرارها".
ويقول أبو سعيدة، لـ"النهار"، إن الخطوة لها "دلالات لها علاقة بالمتغيرات المقبلة في المشهد السياسي الليبي، فاختيار الفريق صدام يأتي بعد مرور بمحطات استطاع خلالها مراكمة رصيد من الخبرة الميدانية وكذلك تشكيل قاعدة صلبة داخل المؤسسة العسكرية، وبالتوازي استطاع أن يشكل قاعدة شعبية مهمة تؤهله للعب دور سياسي كبير في المرحلة القادمة"، مضيفاً: "كما استطاع صدام خلق توازن مهم في العلاقات مع الدول الكبرى والإقليمية، وهذا أيضاً سيكون عاملاً مهماً جداً في مستقبل نجاحه عسكرياً وسياسياً".
وبينما يعكس القرار توقعات بأن يلعب صدام دوراً كبيراً في الترتيبات التي يجري تحضيرها دولياً لإعادة صياغة المشهد الليبي، بدا أنه يراعي أيضاً التطورات الدولية الأخيرة، فصدام الذي بات يحظى بثقة الولايات المتحدة، بالإضافة إلى علاقاته بالروس، يمتلك أيضاً علاقات قوية بدول إقليمية مؤثرة في المشهد الليبي على رأسها الإمارات ومصر وتركيا، على عكس شقيقه خالد الذي ألقى بثقل تحالفه على موسكو، وغير مفضل لدى الأميركيين، وفق مصادر ديبلوماسية تحدثت لـ "النهار".
وكان قائد "الجيش الوطني" أطلق مطلع الأسبوع "رؤية 2030 لتحديث القوات المسلحة"، التي تهدف إلى "بناء جيش متطور، قادر على مواجهة التحديات الإقليمية والدولية، والحفاظ على الأمن والاستقرار"، وفق بيان نقل تأكيد حفتر على أن الجيش "هو صمام أمان ليبيا، وركيزة وحدتها الوطنية".
رئيس الائتلاف "الليبي – الأميركي" فيصل الفيتوري يرى أن قرار تعيين صدام حفتر نائباً لقائد الجيش الوطني في هذا التوقيت الدقيق "خطوة إيجابية نحو انتقال سلس للسلطة، بما يحافظ على تماسك المؤسسة العسكرية في ظل تحديات معقدة تواجه البلاد، وهو فرصة لحماية المكتسبات التي تحققت بشق الأنفس والبناء عليها"، لكنه يشدد على ضرورة إطلاق إصلاحات جادة يثق بأن صدام سيشرع في تنفيذها، بما يعزز من مهنية الجيش ويرسخ عملية إعادة هيكلة شاملة لقواته.
ويقول الفيتوري لـ"النهار": "لقد شهدت محطات هذه المؤسسة ما بُذل من جهد حتى وصلت إلى ما هي عليه اليوم من انضباط وتنظيم متقدمين، رغم ما واجهته من تحديات سياسية وأمنية. وبالنظر إلى الواقع الليبي، تظل هذه المؤسسة، بما تحافظ عليه من تراتبية وهيكلية، ركيزة يمكن البناء عليها، ليس فقط كضامن للأمن الداخلي، بل أيضاً كعنصر ثقة واعتماد لدى الشركاء الدوليين، وفي مقدمتهم الولايات المتحدة التي ترى في ليبيا قاعدة استقرار محورية في أمن المتوسط وأفريقيا".
ويشير الفيتوري، الذي التقى صدام في أكثر من مناسبة، إلى أن الأخير يتمتع بشخصية قوية أكسبته ثقة عواصم مؤثرة في الملف الليبي، وعلى رأسها واشنطن، مؤكداً أن دوره سيكون محورياً ضمن الترتيبات الجديدة التي تتشكل للمشهد الليبي.
أما الباحث في الشؤون السياسية والاستراتيجية محمد امطيريد، فعدّ قرار تعيين النجل الأصغر لحفتر "ليس مجرد إجراء إداري، بل خطوة محسوبة تعكس إدراكاً لضرورة الانتقال المنظم داخل المؤسسة العسكرية. هذه الخطوة تحسم جدلاً استمر لسنوات حول من سيتولى دفة القيادة في حال غياب المشير خليفة حفتر"، مؤكداً أن القرار "يعزز مناخ الاستقرار داخل هرم الجيش ويُطمئن الحلفاء المحليين والدوليين على استمرارية النهج العسكري الحالي".
ويلفت امطيريد، لـ"النهار"، إلى أنه "على الصعيد الداخلي، يمتلك صدام شبكة علاقات راسخة ومتعددة المستويات مع النخب السياسية والقبلية في شرق ليبيا وجنوبها، وهو ما يوفر له غطاءً اجتماعياً وسياسياً يمكنه من إدارة الملفات الحساسة، خصوصاً في مناطق تشكل العمق الاستراتيجي للجيش. أما خارجياً، فقد أثبت قدرته على إدارة علاقات متوازنة مع أطراف إقليمية ودولية ذات مصالح متناقضة في ليبيا، وهو توازن نادر في السياق الليبي المضطرب، ما قد يتيح له لعب دور محوري في ضمان الدعم الخارجي للمؤسسة العسكرية"، مضيفاً: "في ضوء التحضيرات الجارية لترتيبات سياسية وأمنية جديدة، ربما تتضمن إعادة رسم ملامح السلطة في ليبيا، فإن هذا التعيين يضع صدام في موقع مؤهل ليكون أحد أبرز صانعي القرار في المرحلة المقبلة، وربما أحد مهندسي التوازن بين البنية العسكرية والمشهد السياسي العام".
وبالمثل، يدافع المحلل السياسي الليبي عمر أبو سعيدة عن تعيين صدام متجاوزاً التراتبية العسكرية، إذ يرى أن المؤسسة العسكرية الليبية "تواكب الحداثة والتطوير من خلال خفض المعدلات العمرية والاعتماد على الشباب، وستكون هناك تغييرات جديدة فعالة في تطوير المؤسسة العسكرية ومستقبلها مع ضمان استقرارها".
ويقول أبو سعيدة، لـ"النهار"، إن الخطوة لها "دلالات لها علاقة بالمتغيرات المقبلة في المشهد السياسي الليبي، فاختيار الفريق صدام يأتي بعد مرور بمحطات استطاع خلالها مراكمة رصيد من الخبرة الميدانية وكذلك تشكيل قاعدة صلبة داخل المؤسسة العسكرية، وبالتوازي استطاع أن يشكل قاعدة شعبية مهمة تؤهله للعب دور سياسي كبير في المرحلة القادمة"، مضيفاً: "كما استطاع صدام خلق توازن مهم في العلاقات مع الدول الكبرى والإقليمية، وهذا أيضاً سيكون عاملاً مهماً جداً في مستقبل نجاحه عسكرياً وسياسياً".
العلامات الدالة
الأكثر قراءة
المشرق-العربي
10/8/2025 3:44:00 AM
أقدم شقيق النائب الأردني السابق قصي الدميسي على إطلاق النار من سلاح رشاش تجاه شقيقه عبد الكريم داخل مكتبه، ما أدى إلى وفاته على الفور.
اقتصاد وأعمال
10/7/2025 5:24:00 AM
سترتفع كلفة تسديد مفاعيل التعميمين من نحو 208 إلى 260 مليون دولار شهريا، بزيادة نحو 52 مليون دولار شهريا
لبنان
10/6/2025 11:37:00 PM
افادت معلومات أن الإشكال بدأ على خلفية تتعلق بـ "نزيل في فندق قيد الإنشاء تحت السن القانوني في المنطقة".
لبنان
10/7/2025 1:21:00 PM
النائب رازي الحاج: ابتزاز علني لأهل المتن وكسروان وبيروت