شمال إفريقيا 21-02-2025 | 08:43

تقارب تونس مع إيران يُثير انقساماً داخلياً... اصطفاف مع "محور خاسر" أم تنويع للعلاقات؟

قبل أيام كشف السفير الإيراني لدى تونس مير مسعود حسينيان أن تونس وطهران تبحثان إنشاء لجنة اقتصادية مشتركة، معرباً عن أمله في "تطوير علاقات التعاون الاقتصادي بين البلدين التي لم ترتق بعد إلى مستوى التطلعات".
تقارب تونس مع إيران يُثير انقساماً داخلياً... اصطفاف مع "محور خاسر" أم تنويع للعلاقات؟
العلاقات التونسية الايرانية تشهد تطورا ايجابياً
Smaller Bigger

يُثير التقارب بين تونس وإيران العديد من الأسئلة عن خلفياته ودلالاته، خصوصاً أنه يأتي في توقيت متزامن مع خسارة طهران الكثير من نفوذها في منطقة الشرق الأوسط.


فقد شهدت العلاقات التونسية - الإيرانية تطوراً في الفترة الأخيرة محدثة انقساماً داخلياً في تونس بين من يصفه بالتطور العادي ومن يعبّر عن حذره من تداعياته.

 

والأسبوع الماضي قالت وزارة الخارجية التونسية إن وزير الخارجية محمد علي النفطي تلقى اتصالاً هاتفياً من نظيره الإيراني عباس عراقجي تم خلاله تثمين الروابط الأخوية التاريخية التي تجمع البلدين وبحث سبل تعزيز أوجه التعاون وحسن الإعداد للاستحقاقات الثنائية المقبلة، كما تم تباحث مستجدات المنطقة "لا سيما تطورات الأوضاع في قطاع غزة".

 

وقبل أيام كشف السفير الإيراني لدى تونس مير مسعود حسينيان أن تونس وطهران تبحثان إنشاء لجنة اقتصادية مشتركة، معرباً عن أمله في "تطوير علاقات التعاون الاقتصادي بين البلدين التي لم ترتق بعد إلى مستوى التطلعات".

 

والتحركات الأخيرة ليست الأولى من نوعها، فقد سبقتها اتصالات وزيارات متبادلة كانت أبرزها زيارة الرئيس التونسي قيس سعيد لطهران لتقديم العزاء بالرئيس الإيراني السابق إبراهيم رئيسي.  

 

وفي السياق، أقرّت تونس رفع التأشيرة عن الإيرانيين الراغبين في زيارتها.
ووفق الأرقام والتصريحات الرسمية، فإن العلاقات الاقتصادية بين تونس وإيران ضعيفة وظلت دون المأمول رغم وجود عدد كبير من الاتفاقيات المشتركة بين البلدين لم يتم تفعيلها منذ أكثر من عقد.

 

مخاوف

ويثير التقارب مع إيران انقساماً في المشهد السياسي التونسي، وتعبر أصوات سياسية عن تخوفاتها من تداعيات هذا التقارب الذي ترى أنه يخالف ثوابت الديبلوماسية الخارجية التونسية القائمة على سياسة عدم الاصطفاف في أي محور.

 

ويربط كثيرون بين التقارب بين طهران وتونس وسعي الأخيرة لتنويع علاقاتها مع المعسكر الشرقي متمثلاً في روسيا والصين تحديداً بهدف كسر هيمنة المعسكر الغربي عليها، ومن أجل إيجاد حلول لأزمتها الاقتصادية، خصوصاً بعد تعثر مفاوضاتها مع صندوق النقد الدولي، لكنهم يخشون أن تكون لذلك تداعيات على السياسات الخارجية لتونس.

 

تعاون اقتصادي لا غير

في المقابل يقلل كثيرون من حجم المخاوف معتبرين أن هذا الانفتاح يدخل في سياق تنويع العلاقات.

 

ويقول السفير التونسي السابق عبد الله العبيدي لـ"النهار" إن التقارب التونسي -  الإيراني الأخير يعتبر عادياً ويدخل في سياق تنويع تونس شراكاتها وصداقاتها.

 

ويوضح أن كل اللقاءات التونسية - الإيرانية الأخيرة تمحورت حول المسائل الاقتصادية والتجارية.

 

 أما في خصوص المسائل السياسية فيؤكد أن الحديث كان يدور دائماً على القضية الفلسطينية التي يتشارك البلدان الموقف نفسه منها، ويزيد أن تونس ليست البلد الوحيد الذي طرح هذا الملف للنقاش مع إيران، خصوصاً منذ بداية الحرب في غزة فـ"إيران كانت حاضرة في أغلب المؤتمرات التي تم تنظيمها لبحث الحرب في غزة وحضرتها أغلب الدول العربية"،على حد تعبيره.
وفي تقديره تظل إيران سوقاً مهمة يمكن أن تستفيد تونس منها إذا طورت علاقاتها الاقتصادية معها.

 

ويعتبر أن الانتقادات التي يوجهها جزء من الطبقة السياسية التونسية لتطور العلاقات بين تونس وإيران تدخل في إطار التوظيف السياسي والصراع مع السلطة، لافتاً إلى أن التحذير من هذا التقارب يعتبر ضرباً من الوصاية ومحاولة المس  بالسيادة التونسية.

 

ويشدد الديبلوماسي التونسي السابق على أن ثوابت الديبلوماسية التونسية هي التي ترسم سياساتها الخارجية، وأن تونس تاريخياً تمسكت بالنأي عن التدخل في شؤون الآخرين أو الاصطفاف في هذا المحور أو ذاك.

 


العلامات الدالة

الأكثر قراءة

شمال إفريقيا 10/6/2025 7:23:00 AM
فرض طوق أمني بالمنطقة ونقل الجثتين إلى المشرحة.
النهار تتحقق 10/6/2025 11:04:00 AM
ابتسامات عريضة أضاءت القسمات. فيديو للشيخ أحمد الأسير والمغني فضل شاكر انتشر في وسائل التواصل خلال الساعات الماضية، وتقصّت "النّهار" صحّته. 
لبنان 10/6/2025 9:32:00 AM
طقس الأيام المقبلة في لبنان