شمال إفريقيا
08-02-2025 | 07:02
الجزائر ترد الجميل لتونس على تضحية قديمة
يعود التونسيون والجزائريون بالذاكرة إلى ما قبل67 عاماً عندما امتزجت دماء من أهل البلدين في مجزرة استعمارية سقط فيها ما يربو عن 76 مدنياً بينهم أطفال ونساء وأصيب أكثر من 150 شخصاً بجروح متنوعة.
صورة من ساقية سيدي يوسف يوم المجزرة
ليست العلاقات الجزائرية - التونسية القوية وليدة اليوم، فالبلدان اللذان تربطهما أواصر الجيرة والتاريخ وغيرهما من المشتركات الكثيرة، عرفا عبر تاريخهما الكثير من المحطات التي تشد شعبيهما إلى بعضهما بعضاً. وفي سياق هذه العلاقات قدمت الجزائر أخيراً أكثر من 22 ألف طن من الغاز المنزلي إلى جارتها التي تعاني صعوبة في تأمين المحروقات.
ويعود التونسيون والجزائريون بالذاكرة إلى ما قبل67 عاماً عندما امتزجت دماء من أهل البلدين في مجزرة استعمارية سقط فيها ما يربو عن 76 مدنياً بينهم أطفال ونساء وأصيب أكثر من 150 شخصاً بجروح متنوعة.
وقعت المجزرة بهجوم نفذه الطيران الفرنسي على الحدود بين البلدين عقاباً للتونسيين على دعمهم الجزائريين في ثورتهم على الاستعمار (1954-1962).
ففي 8 شباط/فبراير 1958،غير بعيد عن تاريخ انسحابها من مؤتمر حلف شمال الأطلسي، احتجاجاً على تسليم الأميركيين والإنكليز شحنات من السلاح إلى تونس الذي رأت فيه خطراً من وصوله إلى المقاومين الجزائريين، لجأت فرنسا إلى تهجير سكان المناطق الحدودية وغيرها، فلم يجد الجزائريون سوى المناطق الجبلية ومنها قرية ساقية سيدي يوسف للاحتماء والفرار من البطش الاستعماري، ولم يكن أمام الجيش الفرنسي سوى أن يقصف القرية جواً وبشكل مفاجئ.
يقول أستاذ التاريخ في جامعة الجلفة جنوب الجزائر محمد تازورت لـ"النهار"، إن الاستعمار أراد التضييق على الثورة الجزائرية بإحكام قبضته عليها، موضحاً أن الدعم الذي كان يتلقاه الثوار في الجزائر من إخوانهم التونسيين ساهم في الوصول إلى تحقيق مكاسب عدة بتوجيه ضربات محكمة إلى القوات الفرنسية وجنودها.
ويشير تازورت إلى رغبة جامحة كانت لدى الفرنسيين في محاصرة المجاهدين الجزائريين، ما دفعهم إلى إنشاء خطوط كهربائية على طول الحدود الفاصلة بين الجزائر وتونس شرقاً وبين الجزائر والمغرب غرباً وهو ما يعرف بخطي "شال" و"موريس"، لمنع تسلل المقاومين الجزائريين والتصدي لمحاولات تزويدهم بالسلاح.
ويلفت إلى أن الدعم المتزايد للثورة الجزائرية من "التونسيين دفع الاحتلال الفرنسي إلى التخطيط للحيلولة دون وصول السلاح والمؤونة إلى الثوار الجزائريين عبر القرى والمناطق الحدودية بين البلدين، عن طريق القصف الجوي بأسلحة النابالم وغيرها لدفع التونسيين إلى التخلي عن مساعدة الجزائريين".
ويؤرخ تازورت لمعطيات تاريخية مهمة يرى أن من الواجب التوقف عندها، منها رغبة فرنسا حينها في الاحتفاظ بالجزائر أكبر بلدان المغرب العربي وشمال أفريقيا مساحة وبثروات هائلة، بعد تفريطها بكل من تونس والمغرب، ويقول: "فرنسا كانت تخشى من مساعدة تونس للجزائر إبان ثورة التحرير، بخاصة أن التونسيين كانوا قد نالوا استقلالهم وتأثير ذلك على الجزائريين كان كبيراً".
وعما خلفته مجزرة ساقية سيدي يوسف على الصعيد التاريخي بين الجزائر وتونس، يقول تازورت إن "الترابط الوجداني والتاريخي تلمحه عبر مكونات الشعبين ومسار البلدين منذ ستينيات القرن الماضي"، مضيفاً أن الشعب التونسي يعتبر الجزائر امتداداً لهويته التاريخية وكذلك هو الشعب الجزائري.
ويعتقد تازورت أن الأحداث الكثيرة التي ربطت بين البلدين ومنها خروج التونسيين في تظاهرات حاشدة سنة 1959 تنديداً بمجزرة ساقية سيدي يوسف ومطالبة الحكومة التونسية حينها بإغلاق القنصليات الفرنسية على أراضيها، لهما خير دليل على الصلة الوثيقة بين الشعبين.
ويعتبر محللون مجزرة ساقية سيدي يوسف علامة فارقة في النضال المشترك بين بلدين مازالا يعتبران نفسيهما وطناً واحداً لم تفرقه الحدود يوماً؛
ومع الاستذكار الدائم للدعم الكبير الذي قدمه الشعب التونسي للجزائريين وثورتهم ضد المستعمر، لا دهشة تعتري أياً كان عندما تمنح الجزائر أولوية تنموية خاصة لقرية ساقية سيدي يوسف ولكل تونس عن طريق تزويدها بالغاز الطبيعي وبأسعار تفضيلية، بالإضافة إلى تفكير مستمر في فتح مناطق تبادل تجاري حر على طول الشريط الحدودي الفاصل بين البلدين.
ويعود التونسيون والجزائريون بالذاكرة إلى ما قبل67 عاماً عندما امتزجت دماء من أهل البلدين في مجزرة استعمارية سقط فيها ما يربو عن 76 مدنياً بينهم أطفال ونساء وأصيب أكثر من 150 شخصاً بجروح متنوعة.
وقعت المجزرة بهجوم نفذه الطيران الفرنسي على الحدود بين البلدين عقاباً للتونسيين على دعمهم الجزائريين في ثورتهم على الاستعمار (1954-1962).
ففي 8 شباط/فبراير 1958،غير بعيد عن تاريخ انسحابها من مؤتمر حلف شمال الأطلسي، احتجاجاً على تسليم الأميركيين والإنكليز شحنات من السلاح إلى تونس الذي رأت فيه خطراً من وصوله إلى المقاومين الجزائريين، لجأت فرنسا إلى تهجير سكان المناطق الحدودية وغيرها، فلم يجد الجزائريون سوى المناطق الجبلية ومنها قرية ساقية سيدي يوسف للاحتماء والفرار من البطش الاستعماري، ولم يكن أمام الجيش الفرنسي سوى أن يقصف القرية جواً وبشكل مفاجئ.
يقول أستاذ التاريخ في جامعة الجلفة جنوب الجزائر محمد تازورت لـ"النهار"، إن الاستعمار أراد التضييق على الثورة الجزائرية بإحكام قبضته عليها، موضحاً أن الدعم الذي كان يتلقاه الثوار في الجزائر من إخوانهم التونسيين ساهم في الوصول إلى تحقيق مكاسب عدة بتوجيه ضربات محكمة إلى القوات الفرنسية وجنودها.
ويشير تازورت إلى رغبة جامحة كانت لدى الفرنسيين في محاصرة المجاهدين الجزائريين، ما دفعهم إلى إنشاء خطوط كهربائية على طول الحدود الفاصلة بين الجزائر وتونس شرقاً وبين الجزائر والمغرب غرباً وهو ما يعرف بخطي "شال" و"موريس"، لمنع تسلل المقاومين الجزائريين والتصدي لمحاولات تزويدهم بالسلاح.
ويلفت إلى أن الدعم المتزايد للثورة الجزائرية من "التونسيين دفع الاحتلال الفرنسي إلى التخطيط للحيلولة دون وصول السلاح والمؤونة إلى الثوار الجزائريين عبر القرى والمناطق الحدودية بين البلدين، عن طريق القصف الجوي بأسلحة النابالم وغيرها لدفع التونسيين إلى التخلي عن مساعدة الجزائريين".
ويؤرخ تازورت لمعطيات تاريخية مهمة يرى أن من الواجب التوقف عندها، منها رغبة فرنسا حينها في الاحتفاظ بالجزائر أكبر بلدان المغرب العربي وشمال أفريقيا مساحة وبثروات هائلة، بعد تفريطها بكل من تونس والمغرب، ويقول: "فرنسا كانت تخشى من مساعدة تونس للجزائر إبان ثورة التحرير، بخاصة أن التونسيين كانوا قد نالوا استقلالهم وتأثير ذلك على الجزائريين كان كبيراً".
وعما خلفته مجزرة ساقية سيدي يوسف على الصعيد التاريخي بين الجزائر وتونس، يقول تازورت إن "الترابط الوجداني والتاريخي تلمحه عبر مكونات الشعبين ومسار البلدين منذ ستينيات القرن الماضي"، مضيفاً أن الشعب التونسي يعتبر الجزائر امتداداً لهويته التاريخية وكذلك هو الشعب الجزائري.
ويعتقد تازورت أن الأحداث الكثيرة التي ربطت بين البلدين ومنها خروج التونسيين في تظاهرات حاشدة سنة 1959 تنديداً بمجزرة ساقية سيدي يوسف ومطالبة الحكومة التونسية حينها بإغلاق القنصليات الفرنسية على أراضيها، لهما خير دليل على الصلة الوثيقة بين الشعبين.
ويعتبر محللون مجزرة ساقية سيدي يوسف علامة فارقة في النضال المشترك بين بلدين مازالا يعتبران نفسيهما وطناً واحداً لم تفرقه الحدود يوماً؛
ومع الاستذكار الدائم للدعم الكبير الذي قدمه الشعب التونسي للجزائريين وثورتهم ضد المستعمر، لا دهشة تعتري أياً كان عندما تمنح الجزائر أولوية تنموية خاصة لقرية ساقية سيدي يوسف ولكل تونس عن طريق تزويدها بالغاز الطبيعي وبأسعار تفضيلية، بالإضافة إلى تفكير مستمر في فتح مناطق تبادل تجاري حر على طول الشريط الحدودي الفاصل بين البلدين.
العلامات الدالة
الأكثر قراءة
المشرق-العربي
11/27/2025 1:37:00 PM
بعد عامٍ على الهزيمة، تسلّط رؤية نابليون الضوء على أسباب خسارة الحزب.
شمال إفريقيا
11/27/2025 10:52:00 AM
وفاة الإعلامية المصرية هبة الزياد بشكل مفاجئ خلال نومها، في رحيل غير متوقع شكّل صدمة واسعة لدى متابعيها
لبنان
11/26/2025 3:37:00 PM
من خلال الكشف الذي أجرته شعبة المعلومات، تبيّن أن أفراد العصابة أحدثوا فجوة في الجدار الخلفي للمحل من جهة منزل مهجور، وتمكّنوا عبرها من الوصول إلى متخت المتجر.
لبنان
11/26/2025 5:55:00 PM
تمّ تعديل التعاميم بحيث تمّ السماح للموسسات الفردية والجمعيات المرخصة من المراجع المختصة (خيرية أو دينية) الإفادة من التعميمين.
نبض