شمال إفريقيا
21-01-2025 | 11:48
عمالقة الطاقة يجتمعون في ليبيا … تفاؤل حذر بتجاوز القطاع النفطي عثراته
رئيس حكومة الوحدة الوطنية عبد الحميد الدبيبة استبق القمة بإطاحة رئيس المؤسسة الوطنية للنفط فرحات بن قدارة لـ "أسباب صحية"، وفق الرواية الرسمية، وبسبب "صراع على المؤسسة ورئاستها"، وفق ما يتردد على نطاق واسع محلياً.

من جلسات القمة
عكس الحضور اللافت لكبريات شركات النفط الدولية، في النسخة الثالثة من "قمة ليبيا للطاقة والاستثمار"، الآمال المعقودة عالمياً على تعافي القطاع الحيوي، وقدرته على دفع عجلة الاقتصاد الليبي رغم التحديات التي تواجهه.
وكبّد النزاع الأهلي المتفاقم في ليبيا منذ عام 2011، والإغلاق المتكرّر للحقول النفطية، قطاع النفط خسائر تصل إلى نحو 100 مليار دولار، وفق إحصاءات رسميّة، فيما يلاحق الجدل والاتهامات بالفساد آليّة إدارة المؤسسة الوطنية للنفط، وعملياتها لترسية عقود الاستكشاف الجديدة.
لكن القمة التي انطلقت، صباح السبت، في العاصمة طرابلس، وجمعت نحو 1500متخصص في مجالات الطاقة والاقتصاد، وممثلين عن 250 شركة عالمية تعمل في قطاع النفط والطاقة، بالإضافة إلى مشاركة 30 دولة، بدت أيضاً رسالة بطيّ صفحة النزاع المسلّح وتسليط الضوء نحو فرص الاستثمار في البلاد.
وكان رئيس حكومة الوحدة الوطنية عبد الحميد الدبيبة استبق القمّة بإطاحة رئيس المؤسسة الوطنية للنفط فرحات بن قدارة لـ "أسباب صحية"، وفق الرواية الرسمية، وبسبب "صراع على المؤسسة ورئاستها"، وفق ما يتردّد على نطاق واسع محلياً، وكلّف بدلاً منه نائبه مسعود سليمان إلى حين تشكيل مجلس إدارتها.
وقال الدبيبة في كلمته الافتتاحية إن حكومته نجحت منذ تولّيها المسؤولية (مطلع ٢٠٢١) في زيادة إنتاج النفط من 800 ألف برميل يومياً إلى أكثر من مليون و300 ألف برميل، مشيراً إلى دخول 10 حقول جديدة على خطوط الإنتاج بـ 69 ألف برميل يومياً، فيما رأى وزير النفط والغاز المكلّف، خليفة عبدالصادق، أن بلاده "مهيّأة لتكون شريكاً محورياً في مستقبل الطاقة". وكشف عن خطة لدمج الطاقة الشمسيّة ومصادر الطاقة النظيفة، من دون أن يوضح تفاصيل ذلك. لكن مسعود سليمان عدّد في أول ظهور رسمي بعد تعيينه التحدّيات التي تواجه القطاع النفطي، ومن بينها إغلاق ما يقرب من 1000 بئر، وإن أكّد "تعافي القطاع المستمر". ورهن وصول بلاده إلى إنتاج مليوني برميل يومياً بتوفير التمويل الكافي.
أما الأمين العام لمنظمة الدول المصدّرة للنفط "أوبك" هيثم الغيص، فأكّد "الدور الحيويّ الذي تلعبه ليبيا في سوق الطاقة العالمية"، موضحاً بأن "ليبيا لديها احتياطيات ضخمة من النفط الخام تُقدّر بنحو 48 مليار برميل، مما يمثّل 3 في المئة من احتياطي العالم، و40 في المئة من احتياطي أفريقيا، بالإضافة إلى مواردها الكبيرة من الغاز الطبيعي بما يُقدّر بنحو نصف إنتاج دول البحر المتوسط. ويُمكن للبلاد تالياً أن تكون في مقدّم منتجي الغاز في المستقبل"، متعهّداً دعم ليبيا وخططها التوسعيّة لتلبية ارتفاع الطلب على الطاقة عالمياً.
وأكّد القائم بأعمال السفارة الأميركية جيريمي برنت دور قطاع الطاقة الليبي في السوق العالمية وإمكاناته للنمو، مشيراً إلى أن هناك مجموعة متنوّعة من الشركات الأميركية تقدّم بالفعل خبرة تقنية هائلة، وهناك إمكانات أكبر بكثير للشراكة.
وعلى هامش المؤتمر الذي اختتم فعالياته، الأحد، بحث الدبيبة مع الأمين العام لـ "أوبك" "سبل رفع مستوى الاستقرار في داخل الحقول والموانئ الليبية، والعمل على زيادة الإنتاج بما يُعزّز القدرات الليبية في قطاع النفط عالمياً"، وفق بيان رسمي.
كذلك عقد الدبيبة سلسلة لقاءات مع نائب رئيس "توتال" للطاقة، ووفد شركة "بريتش بتروليوم"، إلى جانب المديرين التنفيذيين لشركتي "ريبسول الإسبانية"، و"أو أم في" (OMV) النمساوية، ناقش خلالها "زيادة الاستثمارات في مشاريع الاستكشاف والتطوير".
وكشف الرئيس التنفيذي لـ "ريبسول" جوسو جون إيماز عن خطة شركته لحفر تسع آبار نفطية جديدة في ليبيا، ستساهم في زيادة الإنتاج بمعدل 350 ألف برميل يومياً بنهاية العام الجاري. وإذ أكّد استعداد الشركة الإسبانية للمشاركة في جولة التراخيص، التي ستطرحها ليبيا للمرة الأولى منذ عام 2007، شدّد على أن "تأمين فرص استكشاف جديدة أمر ضروريّ للحفاظ على عملياتنا، ومواصلة الإسهام في مستقبل ليبيا".
وأوضح نائب الرئيس الأول لمنطقة الشرق الأوسط وشمالي أفريقيا في "توتال"، جوليان بوجيه، بأن خطط الشركة الفرنسية خلال العام الجاري تتضمّن استكمال مشروع استكشاف بحري، ومشروعاً جديداً آخر في حقلي "الواحة" و"الشرارة"، مؤكداً أن الاحتياطيات النفطية الهائلة في ليبيا "لا تزال غير مستغلّة".
وكشف مدير الاستكشاف والإنتاج في "إيني" الإيطالية، لوكا فيجناتي، عن إطلاق ثلاثة مشاريع استكشاف جديدة في مناطق ضحلة وعميقة للغاية في البحر، بالإضافة إلى استثمارات في مشاريع الغاز الطبيعي، بقيمة تزيد على عشرة مليارات دولار.
الخبير الاقتصادي الليبي عبد الرحيم شيباني رأى أن "الحضور الدولي الكبير هو دلالة على اطمئنان الشركات الدولية إلى الوضع الأمني في ليبيا، ومثل تلك المؤتمرات تدعو إلى التفاؤل بانطلاق مشاريع استثمارية، لا سيما في قطاع النفط الذي يشكّل المورد الرئيسي للاقتصاد"، مشيراً إلى أن ليبيا غنية بالفرص، وبحاجة إلى شركاء دوليين لاستثمارها. وإذ أكد لـ "النهار" قدرة ليبيا على زيادة حصتها النفطية في السوق الدولية، لفت إلى أن ثمّة تحدّيات سياسية تقوّض ثقة شركات النفط الدولية بزيادة استثماراتها، بالإضافة إلى حاجة البُنى التحتية إلى تمويلٍ ضخمٍ لإعادة تأهيلها، ولن تتمكن الحكومة الليبية من تلبيته وسط غياب لدور المصارف الليبية في تمويل مثل تلك المشاريع وضعف أدائها.
وأوضح شيباني بأن المؤسسة الليبية للنفط حصلت خلال العامين الماضيين على تمويل يُقدّر بنحو 60 مليار دينار (نحو 10 مليارات دولار)، وهذا رقم كبير جداً مقارنة بالزيادة التي تحققت في الإنتاج؛ وهذا يعود إلى ملاحظات عدّة على أداء المؤسسة الذي يشوبه الفساد.
العلامات الدالة
الأكثر قراءة
شمال إفريقيا
10/6/2025 7:23:00 AM
فرض طوق أمني بالمنطقة ونقل الجثتين إلى المشرحة.
النهار تتحقق
10/6/2025 11:04:00 AM
ابتسامات عريضة أضاءت القسمات. فيديو للشيخ أحمد الأسير والمغني فضل شاكر انتشر في وسائل التواصل خلال الساعات الماضية، وتقصّت "النّهار" صحّته.
العالم
10/6/2025 5:00:00 PM
مرحبا من "النهار"...
لبنان
10/6/2025 11:37:00 PM
افادت معلومات أن الإشكال بدأ على خلفية تتعلق بـ "نزيل في فندق قيد الإنشاء تحت السن القانوني في المنطقة".