أعلنت مجموعة "رينو" الفرنسية عن نجاح كبير في سوقها المغربي بفضل السيارة الجديدة "كارديان" التي يتم تصنيعها في مصنع "صوماكا" في المغرب. وفي خطوة بارزة ضمن استراتيجيتها الدولية 2027، أظهر تقرير المجموعة أن المغرب تبوأ المرتبة الثامنة عالمياً بين أسواق "رينو" في عام 2024، ما يعزز مكانته كأحد أبرز الأسواق الإقليمية والدولية في شبكة توزيع "رينو"، بالإضافة إلى تصدره أسواق قارة أفريقيا.
وشهدت مبيعات "رينو" في المغرب نمواً قدره 7.2%، ما يعكس الأداء القوي لمنتجاتها، بخاصة السيارات التي يتم تصنيعها في المصنع المغربي.
وأكدت المجموعة أن مبيعاتها في المملكة خلال عام 2024 بلغت 67686 سيارة، مع حصة سوقية محلية قدرها 38.4%.
ويعد المصنع المغربي "صوماكا"، مركزاً استراتيجياً في صناعة السيارات، إذ يساهم بشكل كبير في تصنيع السيارة "كارديان" التي بدأ تسويقها محلياً العام الفائت.
وتُعد السيارة رباعية الدفع من فئة "ب" واحدة من السيارات الرائدة في فئتها، وتتميز بتصميم داخلي قابل للتحول، ما يجعلها مناسبة لمجموعة واسعة من الأسواق العالمية.
وتعتبر "كارديان" أول الطرز التي يتم تصنيعها في المغرب ضمن سلسلة السيارات التي تنوي "رينو" تصنيعها على نطاق واسع، إذ يُتوقع أن يساهم المصنع في زيادة القدرة الإنتاجية للمجموعة، بخاصة في أسواق جديدة مثل أفريقيا والخليج. ومن المتوقع أن يُسجل المصنع المغربي رقماً قياسياً في الإنتاج هذا العام، مع أكثر من 100 ألف سيارة.
وبحسب وزير الصناعة المغربي رياض مزور فإن نجاح سيارة "كارديان" في السوق المحلي والدولي يُسهم في تعزيز مكانة المغرب كمنصة صناعية رئيسية للسيارات، ليس فقط في إفريقيا بل وفي أسواق جديدة مثل منطقة الخليج. وبفضل هذه الاستثمارات، يُتوقع أن يسهم القطاع في تنويع الصادرات الوطنية.
وتُعد مجموعة "رينو" المغرب إحدى الركائز الأساسية لتحقيق أهداف الشركة في التوسع الدولي. ووفقاً لوزارة الصناعة المغربية، من المرتقب أن يتجاوز إنتاج سيارات "رينو" في المغرب 120 ألف سيارة في عام 2025، في حين يُتوقع أن تساهم "كارديان" بشكل كبير في توسيع حصتها السوقية في أسواق جديدة.
وهذا الإنجاز يعكس قدرة المصنع المغربي على تقديم سيارات ذات جودة عالية تنافس في الأسواق العالمية.
إلى ذلك، تواصل مجموعة "رينو" تعزيز استراتيجيتها التوسعية في قطاع السيارات الكهربائية والموديلات الحديثة وتُخطط لإطلاق سبع سيارات جديدة في عام 2025.
وقال الخبير الاقتصادي المغربي محمد العباسي لـ "النهار"، إن نجاح المغرب في صناعة السيارات، خصوصاً مع إطلاق سيارة "كارديان"، هو خطوة مبشرة لمستقبل القطاع الصناعي في المملكة.
واعتبر العباسي، أن "هذا الإنجاز لا يعكس فقط قدرة المغرب على المنافسة في سوق السيارات العالمي، بل أيضا التحول الكبير الذي تشهده المملكة نحو تعزيز مكانتها كمنصة صناعية رئيسية في المنطقة".
ورأى أن "هذا النجاح يعكس التقدم الكبير الذي حققه المغرب في خلق بيئة صناعية جاذبة للاستثمارات العالمية، ما يساهم في تحفيز النمو الاقتصادي وزيادة الصادرات، وهو ما سيُعزز الدور الريادي للمملكة في الاقتصاد العالمي".
ويشهد المغرب طفرة صناعية متميزة جعلته يتربع على عرش إنتاج السيارات في إفريقيا، إذ يتم إنتاج سيارة جديدة كل دقيقة في مصانع المملكة، ما يعكس التطور الكبير الذي شهده القطاع الصناعي في البلاد.
كما خطا المغرب خطوات طموحة نحو تصنيع المركبات الصديقة للبيئة، إذ أعلن في تموز (يوليو) 2024 إطلاق أول سيارة "هجينة" تعمل بمحرك يجمع بين الوقود التقليدي والطاقة الكهربائية. وهذا المشروع يُظهر التزام المملكة مواكبة التوجهات العالمية نحو الاستدامة والتقنيات الحديثة.
ولم تقف طموحات المغرب عند حدود قطاع السيارات، بل شهد قطاع الطيران أيضاً ازدهاراً لافتاً، مع استقطاب أكثر من 140 شركة طيران عالمية لتأسيس عملياتها في البلاد. وهذا التوسع يعكس بيئة استثمارية مرنة وجاذبة، تدعم التنويع الاقتصادي وتفتح آفاقاً جديدة للتنمية.
نبض