شمال إفريقيا 04-01-2025 | 07:40

تونس ضمن أفضل 25 وجهة سياحية في العالم... فرصة ذهبية فهل تستغلها؟

أشاد الموقع الإلكتروني لـ"ناشيونال جيوغرافيك" التي تأسست عام 1888 والمشهورة بخبرتها العلمية والتعليمية، بالتنوع الاستثنائي للمقومات السياحية التونسية.

تونس-كريمة دغراش

المصدر: النهار

تونس ضمن أفضل 25 وجهة سياحية في العالم... فرصة ذهبية فهل تستغلها؟

من المعالم السياحية التاريخية في تونس

حملت نهاية عام 2024 بشرى سارة إلى التونسيين، إذ تم تصنيف تونس واحدة من أفضل 25 وجهة سياحية عالمية لعام 2025، ضمن تصنيف موقع "ناشيونال جيوغرافيك" الشهير.
هذا التصنيف الذي يسلط الضوء على الأماكن والبلدان التي تجعلك تحلم بزيارتها، مثل تايلاند والمكسيك واليابان وجنوب أفريقيا وإيرلندا...، هو اعتراف دولي بالبيئة الثقافية والتاريخية والطبيعية لتونس وفق العديد من المختصين في السياحة ممن اعتبروا أنه يجعل "البلد وجهة أساسية للمسافرين من كل أنحاء العالم ويمنحه فرصة ذهبية لا بد من حسن توظيفها".
وأشاد الموقع الإلكتروني لـ"ناشيونال جيوغرافيك" التي تأسست عام 1888 والمشهورة بخبرتها العلمية والتعليمية، بالتنوع الاستثنائي للمقومات السياحية التونسية.
وتشمل المعالم البارزة وفق الموقع شواطئ البحر الأبيض المتوسط والصحراء والمواقع التاريخية المهمة والعناصر الفريدة التي تعزز مكانة تونس كمفترق طرق بين التاريخين القديم والحديث.
تصنيف مهم
واعتبر وزير السياحة التونسي سفيان تقية أن هذا التصنيف يعد حافزاً للمهنيين ويحملهم المسؤولية لتقديم خدمات أفضل.
وقال في تصريحات خلال مؤتمر صحافي إن هذا الاعتراف الدولي يمثل فرصة فريدة للدولة لتعزيز إنجازاتها والاستثمار في استراتيجية مستدامة.
ولفت إلى أن هناك خططاً مستقبلية للعمل على تطوير القطاع السياحي في تونس وإعطائه دفعاً جديداً، مؤكداً أن العام 2025 سيكون عام الجودة الشاملة في الصناعات التقليدية وقطاع السياحة.
ويقول الخبير في السياحة هادي حمدي لـ"النهار" إن اختيار تونس ضمن قائمة لا تضم إلا 25 بلداً من قبل مجلة تعتبر أحد أبرز المراجع العالمية المشهود لها في السياحة يحمل الكثير من الدلالات من أبرزها أن تونس تمتلك منتوجاً سياحياً متنوعاً قادراً على نيل إعجاب السياح أيا كان حجم تطلعاتهم أو مقدرتهم الشرائية "رغم ظروفها الصعبة وأزمتها الاقتصادية".
ويوضح أن ذلك يعود إلى الجهد الذي تبذله سلطة الإشراف في تونس عبر تنفيذ برامج ترويجية تستقطب صحافيين متخصصين في المادة السياحية من مختلف دول العالم "ما يسمح باكتشاف مخزونها الطبيعي والثقافي الثري والمتنوع ونقل صورة مضيئة عنه للعالم".
ويشير إلى أن "هذا التصنيف يضع المزيد من الضغط على تونس حتى تكون عند حسن ظن السائح الذي نصح بزيارتها من خلال العمل على تحسين جودة خدماتها في كل المجالات والعمل على العناية بنظافة محيطها وتنويع منتجها السياحي الذي لا يجب أن يظل مقتصراً على السياحة الشاطئية، فالسائح اليوم يبحث عن وجهات فريدة ومنتجات سياحية مختلفة وعلينا أن نستغل هذه الفرصة ونقدم له منتجات قادرة على إبهاره".
تصنيف لا يحجب الحقيقة
لكن حمدي يعتبر أن هذا التصنيف لا يجب أن يخفي العديد من المشاكل التي تعاني منها السياحة التونسية، قائلاً: "تونس تمتلك منتجات سياحية كبيرة، لكنها رغم ذلك تظل غير مثمنة بالقدر الكافي ويجب الاشتغال على تدارك النقائص".
ويعتبر أن ضعف الإمكانات ومحدوديتها يعتبران من أبرز العوائق التي يواجهها القطاع السياحي، فهناك ضعف في تثمين المنتج السياحي التونسي ونقص في عملية الترويج له".
ويلفت إلى أن الخدمات التي تقدم للسائح منذ أن يطأ أرض المطار وإلى غاية نهاية رحلته في البلد يجب أن تكون جيدةً " لأن السياحة في النهاية هي سلسلة مترابطة تتداخل فيها كل الخدمات ولا تقتصر على الإقامة في الفنادق أو زيارة المواقع السياحية".
وينبه إلى أن تونس تواجه منافسةً شرسةً في المنطقة من دول تمتلك بدورها منتجاً سياحياً متنوعاً وتضع موازنات كبيرة للترويج له "وحتى تلك التي لا تمتلك منتجات سياحية فإنها تصنعها لإبهار السياح، وأن تكون تونس ضمن هذا التصنيف العالمي في مرتبة متقدمة فهذا يمنحها أفضلية عن غيرها"، وفق تعبيره.
وكثيراً ما كانت الخدمات السياحية محل انتقادات واسعة من الخبراء الذين يؤكدون أن المسار السياحي التونسي قديم وتجب مراجعته.
أرقام قياسية
واستطاعت تونس خلال السنوات الأخيرة أن تتدارك التراجع الكبير في القطاع السياحي بعد أزمة "كوفيد-19". ويتوقع أن يتجاوز عدد السياح عام 2024 وفق ما كشف عنه وزير السياحة عتبة الـ10 ملايين سائح وهو ما اعتبره "مؤشراً طيّباً".
وبلغت العائدات السياحية حتى نهاية تشرين الأول (أكتوبر) الماضي نحو ملياري دولار، وتعتبر السياحة من بين أبرز مصادر النقد الأجنبي في تونس. ويساهم القطاع بنحو 9% من الناتج المحلي الإجمالي.