شمال إفريقيا 21-12-2024 | 14:39

بعدسة هواتفهن... سينمائيات سودانيات مبتدئات يروين قصص ‏صمود بمواجهة الحرب

تدور قصة فيلم "أنا هنا" من إخراج إيثار خيري (28 عاما) في ‏عالم لم تعد فيه النساء والأطفال الصمّ مهمشين
بعدسة هواتفهن... سينمائيات سودانيات مبتدئات يروين قصص ‏صمود بمواجهة الحرب
هاربون من الحرب في السودان (أ ف ب)‏
Smaller Bigger


في السودان الغارق في الحرب منذ أكثر من عام ونصف العام، ‏تصوّر صانعات أفلام مبتدئات قصصا عن الصمود والأمل بعدسات ‏هواتفهنّ الذكية، وذلك في إطار مشروع يهدف إلى تمهيد الطريق ‏لجيل جديد من السينمائيين.‏

ويروي فيلم "أنا هنا" قصة رندا الطاهر وصديقتها بخيتة عبد الله ‏اللتين تديران مشروع "أيادٍ ناطقة" لدعم النساء والأطفال الصمّ الذين ‏شردتهم الحرب.‏

منذ نيسان (أبريل) 2023، يشهد السودان صراعا على السلطة خلّف ‏عشرات آلاف القتلى وأدّى إلى تشريد الملايين وتدمير البنية التحتية ‏الهشة أصلا في بلد هو من الأفقر في العالم.‏

وتدور قصة فيلم "أنا هنا" من إخراج إيثار خيري (28 عاما) في ‏عالم لم تعد فيه النساء والأطفال الصمّ مهمشين. وتقول هذه الطبيبة ‏السابقة التي تحوّلت إلى مخرجة سينمائية إنّ التجربة كانت "ممتعة ‏بقدر ما كانت صعبة".‏

ويوفر المشروع "مساحة آمنة حيث يمكن للأطفال اللعب (...) ‏والتعلم"، وفق طاهر، وهي معلمة صمّاء تتواصل مع طلابها عبر لغة ‏الإشارة.‏

 

 

 

و"أنا هنا" واحد من ثلاثة أفلام قصيرة أنتجتها مجموعة من إحدى ‏عشرة مخرجة سينمائية سودانية هاوية تدرّبن في بورت سودان ‏‏(شرق) على يد المخرج محمد فاوي البالغ 35 عاما.‏

وفاوي هو مؤسس مشروع "سينمات بنات" الذي يهدف إلى إعلاء ‏صوت المرأة السودانية.‏

ويقول المخرج لوكالة "فرانس برس": "بعد الحرب، أصريت على ‏مواصلة (العمل) من السودان".‏

وأتاح برنامجه للمشاركات إتقان تقنيات السينما، من كتابة السيناريو ‏إلى الإخراج، وحتى مرحلة ما بعد الإنتاج، باستخدام الأداة الأكثر ‏توافرا، الهواتف الذكية.‏

 

 

‏"نموذج للتعايش السلمي"‏
وبعد اضطراره للفرار من الخرطوم في خضم الاشتباكات بين الجيش ‏النظامي والقوات شبه العسكرية التابعة لقوات الدعم السريع، وصل ‏فاوي إلى بورت سودان التي أصبحت المقرّ الفعلي للحكومة بعد طرد ‏السلطات من العاصمة.‏

ويوضح فاوي "فقدنا كل معداتنا في الخرطوم جراء الحرب ولم يكن ‏متاحا لنا ان نحصل علي كاميرا سينما ووجدنا الخيار في الموبايل ‏‏(الهواتف المحمولة)".‏

و"تكنان" (أي "المعرفة" بلغة البدو)، من إخراج أريج حسين (26 ‏عاما)، فيلم وثائقي آخر جرى إنتاجه في خمسة أشهر، ويتتبّع نساء ‏من قبيلة البجا في شرق البلاد يتعلمن القراءة والكتابة ولكن أيضا ‏صناعة البخور والعطور والملابس المطرزة، مع تصفح وسائل ‏التواصل الاجتماعي لتسويق إبداعاتهنّ.‏

وفي قاعة تدريس، ترشدهنّ معلمتهنّ نفيسة أحمد بصوت هادئ ‏وحازم في آن معا نحو الوعد بمستقبل أفضل.‏

وتقول هذه المعلمة التي تكافح من أجل محو الأمية لدى النساء في هذا ‏المجتمع "بالتعليم، يمكننا الانفتاح والهروب من حبس الحرب".‏

من ناحيتها تقول المصوّرة تسابيح حسين (22 عاما) "لقد صوّرنا ‏‏32 ساعة من اللقطات خلال سبعة أيام، ثم قمنا بتكثيفها في 18 ‏دقيقة".‏

أما الفيلم الثالث فهو "أم الفقراء" ويحكي قصة امرأة تحوّل مركزا ‏صوفيا في ضواحي مدينة بورت سودان إلى ملجأ للنازحين.‏

وتوضح المخرجة زينب الفاضل (29 عاما) أنّ المركز يُستخدم أيضا ‏كموقع ثقافي حيث تحيي الرقصات التقليدية الشعور بالهوية ‏والانتماء. وتقول الفاضل التي تخصصت في الهندسة الكيميائية "إنه ‏نموذج للتعايش السلمي".‏

 

 

‏"مجرد البداية" ‏
وكانت السينما السودانية قد بدأت تحظى باعتراف عالمي قبل الحرب ‏بأفلام مثل "ستموت في العشرين" للمخرج أمجد أبو العلا والذي تم ‏ترشيحه لجوائز الأوسكار لعام 2020، وفيلم "وداعا جوليا" لمحمد ‏كردفاني والذي شارك في قسم "نظرة ما" ضمن مهرجان كان ‏السينمائي.‏

وبالنسبة لمحمد فاوي، فإنّ نجاح مشروعه يكمن في عزيمة المشاركين ‏فيه. ويقول "لقد أنجزوا المشروع في خمسة أشهر على الرغم من انه ‏في الظروف العادية... يستغرق أكثر من عام"، مشيرا إلى أن ‏السينمائيات يرغبن في الاستثمار في تصوير أفلام جديدة.‏

ويخطط فاوي لجولة ثانية من التدريب للنساء الراغبات في امتهان ‏صناعة الأفلام، ويأمل في إلهام جيل جديد من رواة القصص في ‏السودان. ويقول "هذه مجرد البداية".‏

العلامات الدالة

الأكثر قراءة

شمال إفريقيا 10/6/2025 7:23:00 AM
فرض طوق أمني بالمنطقة ونقل الجثتين إلى المشرحة.
النهار تتحقق 10/6/2025 11:04:00 AM
ابتسامات عريضة أضاءت القسمات. فيديو للشيخ أحمد الأسير والمغني فضل شاكر انتشر في وسائل التواصل خلال الساعات الماضية، وتقصّت "النّهار" صحّته. 
لبنان 10/6/2025 11:37:00 PM
افادت معلومات أن الإشكال بدأ على خلفية تتعلق بـ "نزيل في فندق قيد الإنشاء تحت السن القانوني في المنطقة".