تفجير حمص يشعل احتجاجات علويّة في الساحل السوري… قتلى وجرحى في صفوف الأمن والمتظاهرين
شهدت مناطق عدة في الساحل السوري تظاهرات من أبناء الطائفة العلوية، وصفها منظموها بالسلميّة، إثر دعوة من رجل الدين البارز غزال غزال، عقب تفجير استهدف مسجداً في حمص أدى إلى وقوع ضحايا. لكن الاحتجاجات ما لبثت أن تطورت إلى توترات متنقلة مع سكان محليين نظموا تظاهرات مضادة مؤيدة للحكومة، وأفيد عن مقتل رجل أمن ومتظاهرين اثنين، فضلاً عن وقوع إصابات من الجانبين.
وتأتي الاحتجاجات في مدينة اللاذقية، الأحد، بعد يومين على تفجير في مسجد يرتاده العلويون، أسفر عن مقتل ثمانية أشخاص. وهذا الهجوم الذي وقع في منطقة علوية في مدينة حمص، هو الأحدث ضد الأقلية الدينية، التي تعرضت لحوادث عنف عدة منذ سقوط حكم الرئيس السوري السابق بشار الأسد في كانون الأول/ديسمبر 2024.
وانتشرت قوات الأمن السورية في اللاذقية، وتدخلت لفض مناوشات بين المتظاهرين وآخرين احتجوا ضدهم، بحسب ما أفادت وكالة الأنباء الفرنسية (أ ف ب).
وقال المتظاهر نمير رمضان، وهو تاجر يبلغ 48 عاماً، "رحل الأسد، ولسنا مع الأسد، ذهب الأسد ولن يعود، لماذا هذا القتل؟".
هتافات للمتظاهرين السلميين في مدينة #صافيتا#طوفان_الكرامة pic.twitter.com/kRyWY0U7Cl
— المرصد السوري لحقوق الإنسان (@syriahr) December 28, 2025
مشاهد من التظاهرات في #طرطوس#طوفان_الكرامة pic.twitter.com/mYUMdsJh6d
— المرصد السوري لحقوق الإنسان (@syriahr) December 28, 2025
وكان غزال، وهو رئيس المجلس الإسلامي العلوي الأعلى في سوريا والمهجر، حضّ الناس السبت على أن "نري للعالم أن المكوّن العلوي لا يمكن أن يهان أو يهمّش". وأضاف في فيديو نشره على "فيسبوك": "لا نريدها حرباً أهلية، نريدها فيديرالية سياسية".
وحمل المتظاهرون صوراً للشيخ غزال إلى جانب لافتات تعبر عن دعمهم له، بينما كانوا يهتفون مطالبين بنظام سياسي لامركزي.
وقالت هديل صالحة، وهي ربة منزل تبلغ 40 عاماً، إن "مطالبنا أول شيء الفيديرالية لحقن الدم، لأن الدم العلوي ليس رخيصاً. الدم السوري بشكل عام ليس رخيصاً".
قائد الأمن الداخلي في محافظة اللاذقية، العميد عبد العزيز الأحمد:
— وزارة الداخلية السورية (@syrianmoi) December 28, 2025
رصدنا خلال الاحتجاجات على دوار الأزهري في مدينة اللاذقية ودوار المشفى الوطني في مدينة جبلة، تواجد عناصر ملثمة ومسلحة تتبع لما يسمى "سرايا درع الساحل" و"سرايا الجواد" الإرهابيتين،
إصابات في صفوف الأمن الداخلي
تحدث قائد الأمن الداخلي في محافظة اللاذقية العميد عبد العزيز الأحمد عن "اعتداء من بعض العناصر الإرهابية التابعة لفلول النظام البائد، ضمن الاحتجاجات التي دعا إليها المدعو غزال غزال، على عناصر الأمن الداخلي في محافظة اللاذقية في مدينتي اللاذقية وجبلة، مما أدى إلى إصابة بعض عناصرنا، وتكسير سيارات تتبع للمهام الخاصة والشرطة".
وأكدت الداخلية أنها تواصل عملها في حماية المواطنين، وضمان حق التعبير السلمي، والحفاظ على الأمن والاستقرار. وقد قالت في بيان: "تعرضت عناصر الأمن المكلّفة بتأمين الاحتجاجات اليوم لاعتداءات مباشرة في مدينة اللاذقية، إضافة إلى حوادث استهداف في ريف طرطوس نفذتها مجموعات مرتبطة بفلول النظام، أثناء قيام العناصر بواجبها في حماية المتظاهرين والحفاظ على النظام العام".
وأوضحت الداخلية "أن التعبير عن الرأي حق مكفول لجميع أبناء الشعب السوري ضمن الأطر السلمية، وقد جرى توجيه العناصر الأمنية لتأمين الاحتجاجات وحماية المشاركين فيها".
وذكرت وسائل إعلام مقربة من الحكومة السورية أن قوات الأمن تعرضت لاعتداءات خلال تأمينها للتظاهرات، علماً أن مقاطع متداولة أظهرت تعرّض عناصر من الأمن لإطلاق نار من قبل مجهولين، بالتزامن مع الاحتجاجات قرب دوار الأزهري في اللاذقية.
بدورها، أفادت وزارة الدفاع السورية بدخول الجيش إلى مراكز في اللاذقية وطرطوس بعد تصاعد عمليات الاستهداف من قبل مجموعات خارجة عن القانون، معتبرة أن "مهمة الجيش حفظ الأمن وإعادة الاستقرار بالتعاون مع قوى الأمن الداخلي".
"تطوّر خطير"
بدوره، وصف المرصد السوري لحقوق الإنسان الأحداث بـ"التطور خطير". وقال إنّ "العشرات من المتظاهرين في مدينتي اللاذقية وجبلة أصيبوا بجروح جراء الاعتداء عليهم بإطلاق النار والأسلحة البيضاء من قبل قوات الأمن العام ومؤيدي السلطة السورية".
ورصد المرصد السوري "إصابة عدد من المتظاهرين بجروح متفاوتة، وُصفت حالة بعضهم بالحرجة، إثر هجوم نفّذه مؤيدون للسلطة عند تقاطع متحلق دوار العمارة بمدينة جبلة".
بدء المسيرات السلمية في حي #وادي_الذهب بمدينة #حمص#طوفان_الكرامة pic.twitter.com/9BzF1TGAhp
— المرصد السوري لحقوق الإنسان (@syriahr) December 28, 2025
وتحدث المرصد عن قتيلين خلال تفريق قوات الأمن السورية المتظاهرين، كما أفاد مصدر طبي وكالة "أ ف ب" عن نقل جثتين إلى مستشفى محلي، فيما لم تؤكد السلطات السورية أنها أطلقت النار، بالرغم من إعلانها عن "احتواء الموقف".
حصيلة القتلى والجرحى
"توفي 3 أشخاص وأصيب 60 آخرون، جراء اعتداء فلول النظام البائد على قوات الأمن والمدنيين خلال الاحتجاجات التي شهدتها مدينة اللاذقية اليوم"، بحسب وكالة الأنباء السورية.
وأوضحت مديرية الصحة في تصريح خاص لـ سانا بأن "الإصابات التي وصلت إلى المشافي شملت إصابات بالسلاح الأبيض، والحجارة وطلقات نارية من فلول النظام البائد على عناصر الأمن والمواطنين".
وأشارت المديرية إلى خروج سيارتي إسعاف عن الخدمة، بسبب اعتداء المحتجين، وتكسيرهما أثناء أداء عملهما، مؤكدةً أن الكوادر الطبية مستمرة في تقديم الإسعافات اللازمة للمصابين وتأمين حالات الطوارئ.
نبض