مسيحيو العراق يحيون الميلاد… قداديس إيمان ومحبة
وسط أجواء مفعمة بالإيمان وقيم التآخي، احتفل مسيحيو بغداد بعيد الميلاد، إذ شهدت كنيسة انتقال مريم العذراء في منطقة المنصور إقامة قداس مهيب، حضره حشد من المؤمنين إلى جانب شخصيات رسمية ومدنية، في مشهد عكس لوحة وطنية جامعة من التعايش السلمي.
رئيس مجلس الوزراء السيد محمد شياع السوداني، يحضر قداسين أقيما بمناسبة أعياد الميلاد المجيدة في كنيستي سيدة النجاة للسريان الكاثوليك، ومار يوسف للكلدان الكاثوليك وسط العاصمة بغداد، حيث شارك سيادته أبناء شعبنا من الطائفة المسيحية الاحتفال بهذه المناسبة.
— المكتب الإعلامي لرئيس الوزراء 🇮🇶 (@IraqiPMO) December 24, 2025
وهنأ السيد السوداني جميع… pic.twitter.com/fHvjEVm5dG
وفي كلمة له خلال القداس، شدّد راعي الكنيسة مدين شامل على المعاني الروحية للمناسبة، مهنئًا المسيحيين في العراق والعالم، ومتمنيا أن يكون العيد "عيد محبة وسلام في القلوب"، لافتًا إلى أن ولادة المسيح في مكان متواضع وفقير تحمل رسالة عميقة في البساطة والتواضع.
كما أوضح رمزية شجرة الميلاد التي تزيّنت بها الكنيسة، معتبرا أنها "رمز للحياة"، فيما ترمز النجمة إلى الهداية، والكرات الحمراء إلى المحبة، مثنيًا على مشاركة المسلمين إخوتهم المسيحيين أفراحهم.

وعلى الصعيد الأمني، زار وفد من وزارة الداخلية الكنيسة لتقديم التهاني، حيث أكد قائد شرطة الكرخ عدنان حسن حمد أن الزيارة تأتي بتوجيه من وزير الداخلية، وتحمل رسالة طمأنة بأن القوات الأمنية جاهزة لتأمين الاستقرار، مشددًا على أن "بغداد آمنة ومستقرة، وليلها كنهارها بفضل جهود الأجهزة الأمنية".
بدورها، سجّلت المنظمات المدنية حضورا لافتا، إذ أكد رئيس منظمة كلنا العراق للتعايش السلمي، علي مشتت، أن مشاركة المسلمين لإخوتهم المسيحيين في هذه المناسبات مستمرة منذ سنوات، معتبرًا أن ما يجمع العراقيين هو وطن واحد ومصير مشترك.
وعبّرت العائلات المشاركة عن فرحتها بعودة الأجواء الاحتفالية إلى شوارع وكنائس العاصمة، مؤكدة أن ميلاد هذا العام يحمل رسالة أمل وتجدد، ويعيد التأكيد على عمق الروابط الاجتماعية في العراق، حيث امتزجت التراتيل بدعوات السلام، في مشهد يعكس الوجه الحضاري المتعدد لبغداد.
نبض