دمشق القديمة تُحيي عيد الميلاد وسط إجراءات أمنية مشددة... مخاوف من تفجيرات داخل الكنائس

المشرق-العربي 24-12-2025 | 13:16

دمشق القديمة تُحيي عيد الميلاد وسط إجراءات أمنية مشددة... مخاوف من تفجيرات داخل الكنائس

تقول سيدة خلال زيارتها كنيسة مار الياس في حي الدويلعة: "إذا دخلنا الى الكنيسة تعرّضنا لتفجير، فمن أين نأتي بالأمان؟"
دمشق القديمة تُحيي عيد الميلاد وسط إجراءات أمنية مشددة... مخاوف من تفجيرات داخل الكنائس
زينة الميلاد في دمشق القديمة (أ ف ب).
Smaller Bigger

تُزيّن أضواء الاحتفالات أحياء دمشق القديمة الصاخبة مع حلول عيد الميلاد وسط إجراءات أمنية مشددة حول مداخلها وكنائسها، بينما تعتري المخاوف الأقلية المسيحية.

في باحة مطرانية السريان الكاثوليك في دمشق القديمة، تتجول تالا شمعون (26 عاماً) مع عائلتها وأصدقائها في سوق ميلادي، بينما ينتشر شبان من أبناء المنطقة في المكان.

وتقول طالبة الدراسات العليا في كلية الطب: "يعود الناس  باكراً إلى منازلهم وثمّة مخاوف".

وتضيف: "شهدنا أكثر من جريمة في دمشق، منها حالات سرقة وخطف، لكنّ تفجير الكنيسة كان المأساة الأكبر".

 

زينة الميلاد في دمشق القديمة (أ ف ب).
زينة الميلاد في دمشق القديمة (أ ف ب).

 

 

فاقم تفجير انتحاري داخل كنيسة مار الياس في حي الدويلعة في دمشق في حزيران/يونيو، أسفر عن مقتل 25 شخصاً ونسبته السلطات إلى تنظيم الدولة الإسلامية، مخاوف المسيحيين في المرحلة الانتقالية.

ووقع التفجير الذي تبنّته مجموعة متطرفة غير معروفة تحمل اسم "سرايا أنصار السنّة"، بعد أشهر من إطاحة الحكم السابق بعد هجمات متكررة خلال سنوات النزاع الذي شهدته سوريا بدءاً من العام 2011، تبنّى تنظيم "الدولة الإسلامية" عدداً منها.

وتعزّزت تلك المخاوف بعد أعمال عنف اتخذت طابعاً طائفيّاً في الساحل السوري ذي الغالبية العلوية، وفي السويداء ذات الغالبية الدرزية خلال العام الماضي، رغم تأكيد السلطات مراراً حرصها على التعايش وحماية جميع المكونات.

وتضاءل وجود المسيحيين في سوريا من نحو مليون قبل اندلاع النزاع عام 2011 الى أقلّ من 300 ألف، جراء موجات النزوح والهجرة، وفق تقديرات خبراء.

 

 

 

رأي
دمشق - أريج فرزلي
ميلاد دمشق: زينة الفرح في مدينة تغيّرت وجوهها
ليس الميلاد في دمشق هذه السنة كالعيد في أعوام مضت. تبدّلت الوجوه، واختلطت مشاعر العودة بالرحيل، وحملت الشوارع ذاكرة مغتربين عادوا قسراً وآخرين غادروها مكرهين. الآمال بـ"سوريا الجديدة" حضرت بثقلها في الأجواء، تلامس الفرح بحذر، لكن روح العيد بقيت كما هي، عصيّة على التغيير. فدمشق، رغم كل التحولات، ما زالت تعرف كيف تحتفل بالحياة.

 

وعند المدخل الرئيسي لحي باب شرقي في دمشق القديمة، وقف ضابط ومعه جهاز لاسلكي وورقة تظهر نقاط توزع عناصره. وقال لـ"فرانس برس" من دون الكشف عن اسمه: "وضعنا خطة أمنية تشمل أحياء ومناطق عدة في العاصمة من أجل ضمان سلامة جميع المواطنين".

وأضاف: "واجب الدولة حماية كل أبنائها، المسيحيون والمسلمون، واليوم نؤدي واجبنا بحماية الكنائس وتأمين احتفالات الناس".

 

 

رواد الأسواق في دمشق القديمة (أ ف ب).
رواد الأسواق في دمشق القديمة (أ ف ب).

 

 

لجان محلية 

في الحي ذاته، تُزيّن كرات حمراء أغصان الأشجار على جانبي الطريق بينما أنارت بعض المتاجر واجهاتها. وينادي باعة جوالون على العابرين لشراء القهوة أو الكستناء المشوية.

في الأثناء، تنتشر قوات أمن تابعة لوزارة الداخلية، يحرص عناصرها على تفتيش بعض المارة وتوقيف دراجات نارية.

الى جانب انتشار قوات الأمن في الأحياء، تتولّى لجان محلية حماية الكنائس بالتنسيق مع السلطات.

وأمام مطرانية السريان الكاثوليك، يشرف فؤاد فرحة (55 عاما) وهو مسؤول أمني في لجنة محلية في حي باب توما على انتشار عدد من الشباب المسيحيين الذين يرتدون ملابس سوداء ويحملون أجهزة لاسلكية أمام الكنائس.

ويقول فرحة لـ"فرانس برس": "يخشى الكثير من الناس والمحتفلين والمصلين من الاكتظاظ" الذي قد يزيد من مخاطر حصول خرق أمني، لكن "مع الإجراءات الأمنية يشعرون بأمان أكبر ويخرجون بأريحية".

وفرحة واحد من عشرات الشبان المسيحيين، غير المسلحين، الذين شكلوا مجموعة اطلقوا عليها اسم "فزعة"، مهمتها حماية الكنائس بشكل رئيسي والانتشار ليلا في الأحياء ذات الغالبية المسيحية بالتنسيق مع وزارة الداخلية.

ويوضح فرحة أنّه "نتخذ في الأحياء المسيحية اجراءات لحماية الاحتفالات منعا لحدوث أي أمر مريب، ولنتجاوز أي إشكال بالتنسيق مع قوات الأمن".

 

صلاة عيد الميلاد في دمشق القديمة (أ ف ب).
صلاة عيد الميلاد في دمشق القديمة (أ ف ب).

 

"إجراءات ضرورية"

قرب كنيسة الأرمن الأرثوذكس عند مدخل دمشق القديمة، تجولت لوريس عساف (20 عاماً) مع أصدقائها للاستمتاع بالأجواء الميلادية.

وتقول الطالبة الجامعية لـ"فرانس برس" "تستحق سوريا الفرح، وأن نكون فيها سعداء ونتأمل بمستقبل جديد".

وتضيف: "كانت الطوائف كافة تحتفل معنا، ونأمل أن نبقى كذلك في السنوات المقبلة".

في محيط كنيسة مار الياس في حي الدويلعة، ثبّتت قوى الأمن الداخلي سوراً حديديّاً يُحدّد مسارات الدخول والخروج.

وانتشر عناصر شرطة بعتادهم الكامل، وفرضوا "تفتيشا دقيقا" على كل من دخل الكنيسة مساء الثلاثاء خلال قداس حضره عدد محدود من المصلّين.

 

من داخل الكنيسة (أ ف ب).
من داخل الكنيسة (أ ف ب).

 

وأضاء أبناء الكنيسة مجسّم شجرة ضخمة مزينة بـ22 نجمة، حملت كل منها صورة أحد ضحايا تفجير حزيران/يونيو. وعلّقوا لافتة قربها كتب عليها "زينة شجرتنا، شهداء كنيستنا".

وتقول عبير حنّا (44 سنة) بعدما أضاءت شمعة داخل الكنيسة: "عيدنا هذه السنة استثنائي بسبب الألم والحزن وما تعرضنا له".

وتضيف ربة المنزل أنّ "الإجراءات الأمنية ضرورية، لأن الخوف لا يزال موجوداً".

إلى جانب عبير، أضاءت هناء مسعود شموعاً لروح زوجها بطرس بشارة الذي قضى مع عدد من افراد عائلته داخل الكنيسة.

وتقول بحسرة: "إذا دخلنا الى الكنيسة تعرّضنا لتفجير، فمن أين نأتي بالأمان؟".

الأكثر قراءة

العالم العربي 12/22/2025 6:32:00 PM
بيّنت الداخلية السورية أن هذه العملية تعكس مستوى التعاون الإقليمي المتين والجهود المتواصلة لمكافحة الشبكات الإجرامية المنظمة.
العالم العربي 12/23/2025 10:17:00 PM
أحد أبرز القادة العسكريين الذين قادوا مساعي توحيد المؤسسة العسكرية الليبية وعززوا علاقاتها الإقليمية والدولية.
المشرق-العربي 12/22/2025 4:35:00 PM
انعكس الانقسام حيال حصر السلاح بيد الدولة العراقية في مواقف قادة فصائل بارزين، بينهم قيس الخزعلي (أمين عام عصائب أهل الحق) وشبل الزيدي (أمين عام كتائب الإمام علي)، اللذان أبديا موقفاً مبدئياً مؤيداً للطرح، في مقابل رفض صريح من "كتائب حزب الله" وحركة "النجباء".
المشرق-العربي 12/22/2025 1:39:00 PM
ضبط صواريخ "سام-7" في مداهمة أمنية بدير الزور